عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12-01-2021, 04:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,805
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة آل عمران - (81)
الحلقة (222)

تفسير سورة آل عمران (83)


إن عباد الله المؤمنين لم يؤتوا شيئاً خيراً من الصبر، فحياة العبد المؤمن في كل تفاصيلها بحاجة إلى الصبر؛ فصبر على طاعة الله سبحانه، وصبر عن معاصي الله، وصبر على المحن والبلاء، ثم مصابرة أعداء الله والرباط في سبيل الله؛ طمعاً بما عند الله عز وجل لعباده المجاهدين في سبيله، والباذلين أنفسهم وأموالهم في مرضاته، لذلك فقد كان آخر هذه السورة دعوة الله عز وجل لعباده إلى الصبر والمصابرة والتقوى؛ لأن ذلك هو سبيل الفوز والنجاح والفلاح.
تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا...)
إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات في أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد:معشر الأبناء والإخوان المستمعين! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل.وقد انتهى بنا الدرس إلى هذا النداء الإلهي، من خاتمة سورة آل عمران، وهو قول الله عز وجل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]، فهذه خاتمة سورة آل عمران ذات المائتي آية، وختمت بهذه الآية الكريمة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]. ‏
خصوصية مناداة الله سبحانه وتعالى بـ(يا أيها الذين آمنوا) للمؤمنين دون غيرهم
إن من إكرام الله تعالى لنا، أن نادانا بعنوان الإيمان في كتابه العزيز، نحو تسعة وثمانين نداء، إذ النداءات تسعون، أحد النداءات: يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ [الطلاق:1]، والمنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمطلوب والعمل نحن المؤمنين، إذا طلقتم النساء، فبين لنا كيف نطلق، وكيف يعتد نساؤنا، وكيف نراجع وكيف.. إلى آخر ما جاء في أحكام الطلاق والعِدد.إذاً: ما السر بندائنا بعنوان الإيمان؟ علم المستمعون والمستمعات: أنه الحياة، المؤمن حي، والحي خلاف الميت، فالحي يسمع النداء ويجيب، إذا أمر وكان قادراً على الفعل فعل، وإذا نهي وزجر ازدجر وترك، وإذا عُلم علم، وإذا حذر حذر، وإذا بشر فرح واستبشر؛ وذلك لكمال حياته.ومن هنا قررنا أن غير المؤمنين أموات، والبرهنة القاطعة هي أننا لا نكلفهم وهم في ذمتنا وتحت رايتنا، ولا نكلفهم بصيام ولا صلاة، ولا حج ولا عمرة ولا جهاد؛ لأنهم بمنزلة الأموات، فإذا نفخت فيهم روح الإيمان، وقال أحدهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، سرت الروح في جسمه، العين تبصر، الأذن تسمع، اللسان ينطق، اليد تأخذ وتعطي، والرجل تمشي؛ وذلك لكمال حياته.فمن هنا نادانا مولانا تسعين نداءً، استولت هذه النداءات على كل متطلبات حياتنا نحن المسلمين، حياة السعادة والكمال، ومع الأسف ما عرف هذا المسلمون، ولا دروا ما به وما فيه، وها نحن مع هذا النداء، وهو آية واحدة، فلنتدبر ما يحتوي عليه هذا النداء.
معنى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا)
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [آل عمران:200]، يا من آمنتم بالله رباً لا رب غيره، أي: خالقاً رازقاً مالكاً مدبراً لا رب غيره، وآمنتم بالله إلهاً، أي: معبوداً لا معبود يستحق العبادة سواه؛ لأن الذي لا يخلق ولا يرزق، ولا يحيي ولا يميت، ولا يعطي ولا يمنع، ولا يضر ولا ينفع، دعاؤه والانحناء بين يديه، وتقبيل رجله، والركوع له عبث، لا يصح أبداً. فدعاء من لا وجود له، ودعاء من لا يسمع دعاءٌ غير معقول ولا مشروع، ولا يصح عقلاً، وكذلك دعاء من لا يقدر على إعطائك ما تطلب لا يجوز، ويكون دعاءك عبثاً، ودعاء من لا يقدر على إنقاذك وتخليصك من محنتك لا يجوز. فإذا مررت أمام منزل خرب وليس فيه سكان، ورأيت فقيراً ينادي: يا أهل البيت أطعموني، يا أهل الدار إني جائع، ظمآن، أنقذوني، ستقول لهذا الفقير المنادي: يا عبد الله! البيت خرب ليس فيه أحد، ولو تبيت طول الليل تنادي لن يسمعك أحد، اذهب إلى البيت الذي فيه أهله يسمعون ندائك ويعرفون حاجتك، ويقدرون على إنقاذك وإعطائك.ومن صور هذا النداء في حياتنا، نداء الذين يقفون أمام الأضرحة والقباب وقبور الصالحين وينادون ويستغيثون ويطلبون، حالهم كحال هذا الفقير الذي أمام بيت خرب ليس فيه سكان وهو ينادي ويطلب، فلا فرق بينهما؛ لأن الميت لا يسمع.مثلاً: لو فرضنا أنه سمعك عبد القادر أو فلان أو فلان.. في قبره فلن يمد يده لك بالعطاء، ولن يقدم لك كلمة ينصحك بها. فسؤاله إذاً لعب وعبث، ومع هذا ما زال بعض المسلمون إلى الآن يستغيثون ويدعون وينادون أمواتاً، غير أحياء؛ بسبب الجهل وظلمته، فلم يعلمهم أحد، ولم يجلسوا بين يدي أحد من العلماء يعرفهم بربهم حتى يعرفوه حق معرفته. فماذا ترجو منهم؟ فلابد من هذا التخبط والجهل والضلال، فمن أراد إنقاذهم فليعمل على جمعهم بين يديه وتربيتهم، وبعد ذلك يتأكد أنهم لا يدعون غير الله، ولا يستغيثون بسواه أبداً؛ علموا.يا من آمنتم بالله رباً وإلهاً! وآمنتم بالقرآن كتاباً يحمل الهدى والنور! فاستنارت قلوبكم وعرفتم الطريق إلى ربكم، من خلال ما حواه هذا الكتاب المنير، هذا النور الإلهي، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا [التغابن:8].يا من آمنتم بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً! مرسل إليكم ليعلمكم ويبين لكم الطريق، ويهديكم إلى سبل نجاتكم وسلامتكم.
من أنواع الصبر: الصبر على طاعة الله ورسوله
يا من آمنتم بلقاء الله والوقوف بين يديه، وسؤالكم عن الذرة من الخير أو الشر، والجزاء العادل في تلك الساعة؛ أنتم الأحياء بسبب هذا الإيمان يأمركم مولاكم بالصبر، اصْبِرُوا [آل عمران:200]، صبر يصبر صبراً على شيء تحمل، ولم يفرط ولن يفرط، وقد علمتم أن للصبر ثلاثة مواطن: - صبر على طاعة الله ورسوله في الرخاء والشدة، في اليسر والعسر، في الغنى والفقر، في الحرب والسلم، بحيث لا تسمح لنفسك بأن تعصي الله ورسوله بترك واجب أوجباه، وعلمت أن هذا الأمر واجب الفعل ويحرم تركه؛ لأنه يزكيك ويهيئك لسعادتك، تركه يرديك ويشقيك، فالنفس تتململ وتتضجر إذا لم تحملها على أن تصبر. فلابد إذاً من أن تصبر وتأمر نفسك بالصبر على طاعة الله بفعل ما أمر به وأوجبه من العقائد والأقوال والأفعال والصفات والذوات، حبسها على الصلاة لا تفارقها، حبسها على بر الوالدين لا تعقهما، حبسها على ملازمة ذكر الله ما تتركه، جاهد والزمها ذلك هذا موطن، صبر دون معاصي الله والرسول، فالمعصية لا تقربها.والمعاصي: ما حرم الله ورسوله من زنا، من ربا، من عقوق الوالدين، من الغيبة، من النميمة، من الخيانة، من الغش، من الخداع، من الكبر، من العجب، أنواع المحرمات.فعبد الله المؤمن مأمور أن يحبس نفسه دون تلك المعاصي، ولا يأذن لها ولا يسمح لها أن تقرب معصية من تلك المعاصي، فكما تحبس طفلك في البيت حتى لا يخرج، وكما تحبس دابتك حتى لا تهرب كذلك تحبس نفسك؛ حتى لا تعدو إلى تلك المعصية فتقارفها، فحبس النفس دون معاصي الله ورسوله تتململ النفس وتتضجر وتدفعك وتحاول أن.. وأنت كالأسد لا تبال بتخبطها وحيرتها وشهواتها وأهوائها.ولا تقل: هذا متعذر، فالفعل قد تعجز عنه، أما الترك ففي الترك راحة، فلو أمرت أن تشرب محرماً هذا فعل صعب، فلن تستطيع أن تشرب سم، لكن كون قيل لك: لا تشرب، أي كلفة في لا تشرب؟ في الترك راحة يقينية، لكن الفعل قد يحتاج إلى جهد وبذل طاقة.وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا، فقال: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )، أي: ما أطقتم وقدرتم على فعله، وما عجزتم عنه فليس عليكم شيء، ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه )، معنى: (اجتنبه): لا تُقبل عليه، اجعلوه جانبك، لا تُقبل عليه بوجهك لتأتي وتفعله، اجعله جانب من جوانب الحياة. ولم يقل: وما نهيتك عنه فاجتنبوا ما استطعتم، فلن يقول هذا عاقل؛ لأن الترك فيه راحة. فلما تجلس مع إخوانك، هل ستشعر بالإعياء والتعب والمشقة إذا ما اغتبت فلان، وقلت: فلان صفته كذا.. وسلوكه كذا.. كذا.. كذا..؟ نعم ستجد المشقة حين تلزم الصمت، أما أن تترك ففي الترك راحة.( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه )، والله عز وجل يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، وبيان ذلك: دعينا إلى الجهاد، فالمريض والأعرج والأعمى لا يجب أن يخرجوا للجهاد؛ لقوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ [النور:61]، وهذا في الجهاد فقط.وفي الإنفاق: فصاحب المليون ينفق الألف، وصاحب الألف ينفق الريال، والذي لا ريال له لا يجب عليه شيء؛ لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].وهذه الصلاة عماد الدين، معراج السمو والرقي إلى لملكوت الأعلى، فإذا كنت قادراً على أن تصلي قائماً صليت قائماً، فإن مرضت صليت قاعداً، فإن عجزت عن القعود صليت على جنبك، وبهذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنها الصلاة مناجاة الرحمن عز وجل.هناك كلمة؛ عسى الله أن ينفع بها -وإن لم أنتفع أنا بها- فمن منا يدخل في الصلاة يعلم ويشعر -حقيقة- أنه يتكلم مع الله، ويجد لذة كما يتكلم مع فلان؟! هذه ألهمتها وأنا أبكي، ومن ثم عرفنا ما علة هذا الجفاف، فلما تتكلم مع شخص، كيف حالك وأنت تتكلم معه؟ فهل يكون قلبك هنا أو هناك، ويخطر ببالك شيء وأنت مقبل تطالبه: يا فلان لا تقعد هنا، يا فلان لم ما جئت؟!فالذي يصلي ولا يشعر بهذا الشعور وأنه يتكلم.. والله يسمعه وبين يديه، ما يجد فائدة في صلاته، ولا لذة لها ولا قيمة، وهذا الذي أصابنا وما شعرنا به. كيف أنا أتكلم معه ولا أشعر أنه يسمعني ولا أتأدب معه في مكالمته؟!كلنا نصلي وكأن الله غائب عنا، وإن كنا نعلم أن الله نصب وجهه لنا، لكن ليس شعور حقيقي بأننا نتلذذ بالكلام معه عز وجل، ولا نفرح ونسر أننا نتكلم معه عز وجل. قال تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ [آل عمران:199]، خشع: أي: ذل وانكسر واضطرب، وتحرك جسمه وارتعد؛ لأنه بين يدي الجبار، بين يدي الواحد القهار، فهل عاملنا الله بهذا الخشوع؟ فلهذا فقدنا سر هذه الصلاة، وأصبح الجفاف واليبوسة كأننا ما نصلي، كالذي يأكل وكأنه ما أكل، شرب وكأنه ما شرب.قال تعالى: خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا [آل عمران:199]، أي: لا يبيع دينه بدنياه، ولا يبيع آخرته بحياته ودنياه، ما يبيع الآخرة بالدنيا، سواء كان يفتي بالباطل من أجل أن يأخذ ثمن على فتاواه، أو يزين للناس الباطل والحرام؛ من أجل أن يرضوا عنه ويوافقوه على ما يريد، كمن يقبل على دنياه فيستحل محارم الله عز وجل، اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً؛ لأن آيات الله أحكامه وقوانينه وشرعه.
من أنواع الصبر: الصبر على الابتلاء
من مواطن الصبر: أن تجاهد نفسك وأن تحبسها على طاعة الله ورسوله بفعل الأمر، فلا تتهاون في فريضة ولا واجب أوجبه الله ورسوله، وإن فشلت وعصيت الله وما صبرت فلست بصابر، احبس نفسك عن معاصي الله ورسوله ولا تسمح لها أن تقول كلمة سوء، أو تنظر نظرة سوء، أو تأكل لقمة حرام، وبذلك تكون قد أطعت الله وتهيأ للجزاء بعد ذلك.ومن مواطن الصبر على الابتلاء، إذ ما منا أحد إلا ويبتلى طال الزمان أو قصر، يقول تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35]، أي: اختباراً، وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:2]، حسبانهم باطل.الصبر هنا: على البلاء، فإن كان فقراً اصبر عليه، ولا تمد يدك إلى مال أخيك، أو مال عدوك، لكونك فقيراً أو محتاجاً، تسرق وتغصب وتسلب وتأخذ، ما صبرت، ابتليت بالمرض، لا يسمع الله منك كلمة تدل على عدم رضاك بالله وما ابتلاك به، لا تقل: إلا الحمد لله، سواء اشتد الألم أو عظم أو خف وهان، أنت ذاك عبد الله، فلتكن نفسك راضية مطمئنة بما ابتلاك الله به، ولا مانع أن تتناول الأدوية المأذون فيها، المشروعة، متوكلاً على الله، وأنت تعلم أن الشفاء بيد الله، إن شاء شفاك، وإن شاء لم يفعل، هو العليم الحكيم، لكن تسخط وتصرخ وتقول: و.. و.. هذا الضجر والسخط يتنافى مع الصبر على البلاء.قد تبتلى بموت أعز عزيز لديك، فلا يسمع الله منك كلمة تسخط، ولا تضجر ولا تململ، ولكن قل: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله، فهذه هي الكلمة التي لا تفارق المؤمن، وهو يعلم أن السخط والتضجر لا يفيدانه شيئاً، ولا يغنيان عنه من الله شيئاً، الأمر الذي ينتفع به ويكتسب الخير، هو أن يفوض الأمر لله، ويقول: حسبي الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، فالذي صبر في هذه المواطن الثلاثة أصبح أكمل الناس.صبر على الطاعة ما رأيته يعصي الله، لا بفعل.. لا بترك ولا بفعل.صبر على البلاء كيف ما كان، فقراً أو مرضاً أو موتاً أو غربة أو تعباً أو مشقة أو عمل دائماً كلمة: الحمد لله لا تفارقه.وهذه ميزة لهذه الأمة منذ أن كانت تعرف هذه الأمة في الكتب الأولى في الإنجيل والتوراة، تعرف بأمة الحمد، فلو سألت يهودياً أو نصرانياً، فقيراً أو مريضاً: كيف حالك؟ فلا يعرف كلمة (الحمد لله) ولا يسمع بها. ولو سألت مؤمناً وإن كان عامياً: كيف حالك؟ يقول لك: الحمد لله، فلا تفارقه، فالحمد والثناء والجمال لله عز وجل.اللهم ثبتنا على الصبر.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.85 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]