مجموع أخبار آخر الزمان وأشراط الساعة
وما سيجري فيه من الفتن والحروب
عبدالله بن سليمان بن عبدالله بن محمد المشعلي
بـاب
في فتن عظيمة هائلة القاعد فيها خير من القائم.. من تشرف لها تستشرفه.. من وجد فيها ملجأً أو معاذاً فليعذ به
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن تشرف لها تستشرفه فمن وجد فيها ملجأً أو معاذاً فليعذ به.. متفق عليه.
وفي مسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه بلفظ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا فإذا وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن له غنم فليلحق بغنمه ومن له أرض فليلحق بأرضه فقال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال: يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجا.. اللهم هل بلغت.. اللهم هل بلغت.. اللهم هل بلغت ثلاث مرات فقال الرجل: يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني قال: يبوء بإثمك وإثمه ويكون من أصحاب النار.. رواه مسلم في صحيحه.
وفي رواية لمسلم في صححيه عن أبي هريرة رضي الله عنه: القائم فيها خير من اليقظان، فمن وجد ملجأً أو معاذاً فليعتذ.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم.. نص ما في حديث أبي هريرة المتفق عليه.
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون فتنة المضطجع فيها خير من الجالس والجالس خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي.. قال رجل يا رسول الله فما تأمرني قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ومن لم يكن له شيء من ذلك فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده صخرة ثم لينج إن استطاع النجاة.. رواه الإمام أحمد وأبو داود.
وعن خريم بن فاتك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستكون فتنة النائم فيها خير من القاعد والقاعد خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي والساعي فيها خير من الراكب.. رواه الطبراني.
وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستكون بعدي فتنة الراقد فيها خير من اليقظان والمضطجع فيها خير من القاعد والقاعد خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ويهلك فيها كل راكب موضع وكل خطيب مصقع فإن أدركتها فألصق بطنك في الأرض حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر.. رواه أبو يعلى.
وعن نوفل بن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستكون فتنة كرياح الصيف القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي من استشرف لها استشرفته... رواه الطبراني.
بـاب
يأتي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل القابض على دينه كالقابض على الجمر
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا.. رواه الترمذي.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع قوم أخلاقهم فيها بعرض من الدنيا يسير.. رواه الإمام أحمد والطبراني.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً إلا من أحياه الله بالعلم.. رواه ابن ماجه والطبراني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر قد اقترب فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر أو قال على الشوك.. رواه الإمام أحمد.
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا.. رواه أحمد ومسلم والترمذي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء وإن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يمسي الرجل فيها مؤمناً ويصبح كافراً.. ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا.. رواه الطبراني.
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل.. رواه الطبراني والحاكم.
وعن حذيفة رضي الله عنه يرفعه قال: أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل.. قلت: كيف نصنع يا رسول الله؟ قال: تكسر يدك، قلت: فإن تجبرت، قال: تكسر الأخرى، قلت: حتى متى، قال: حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية. رواه الطبراني.
(قوله) بعرض من الدنيا: العرض متاع الدنيا وحطامها، (وقوله) يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً: فسره بعض العلماء بأنه يصبح معتقداً تحريم قتل المسلم ثم يمسي مستحلاً قتله وهكذا.. ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.
(تنبيه): قلت ويدخل في ذلك والله أعلم ما حصل من بعض أهل هذا الزمان هداهم الله يذمون المسلمين ويمدحون الكفار ويوالون الكفار ويستهزئون بالمسلمين وينتقصونهم بدعوى حسن معاملة الكفار وسوء معاملة بعض المسلمين ونقول لهؤلاء إن كان يحصل من بعض المسلمين سوء معاملة أو أخطاء فهذا خاص بشخصيته لا بإسلامه لأن المسلم إذا خالف مثلاً تعاليم دينه لا يذم دينه، فالإسلام أسسه وأصوله وآدابه واضحة ومعروفة يحرم الكذب والغش وسوء المعاملة وعدم الإخلاص في العمل والخيانة والنميمة والجور والظلم، ويأمر بالصدق وحسن المعاملة والإخلاص في العمل والأمانة والعدالة وحسن الخلق إلى آخره، فمن أحب الكفار على المسلمين ومدحهم وذم المسلمين وكرههم يخشى على إسلامه إن كان مسلماً حقاً بدليل قوله تعالى: ﴿ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].
بـاب
في أن الفتن تعرض على القلوب، وتموت العقول كما تموت الأبدان آخر الزمان
ويكثر الهم حتى لا تكاد ترى رجلاً عاقلاً، ولا يعرف الحلال أو الحرام من أصيب بالفتن آخر الزمان
عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تعرض الفتن على القلوب كالحصر عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء حتى يصير على قلبين أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب هواه.. رواه مسلم.
وعنه رضي الله عنه قال: إن الفتنة تعرض على القلوب فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء.. فإن أنكرها نكتب فيه نكتة بيضاء فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا.. فلينظر فإن كان يرى حراماً ما كان يراه حلالاً.. أو يرى حلالاً ما كان يراه حراماً فقد أصابته الفتنة.. رواه أبو نعيم بن حماد.
وعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: ما الخمر صرفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتن.. رواه ابن أبي شيبة وأبو نعيم.
وعنه رضي الله عنه أنه قال: تكون فتنة تعوج فيها عقول الرجال حتى ما تكاد ترى رجلاً عاقلاً.. رواه نعيم بن حماد.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: أخاف عليكم فتناً كأنها الليل يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه.. رواه نعيم بن حماد.
وعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: ستكون فتنة بعدها جماعة، ثم تكون فتنة لا تكون بعدها جماعة، ترفع الأصوات وتشخص الأبصار وتذهل العقول فلا تكاد ترى رجلاً عاقلاً.. رواه الديلمي.
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أشراط الساعة أن تنقص العقول وتعزب الأحلام ويكثر الهم.. رواه نعيم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من علامات البلاء وأشراط الساعة أن تعز العقول وتنقص الأحلام ويكثر القتل وترفع علامات الخير وتظهر الفتن.. رواه الطبراني.