يا دمعتي
خديجة وليد قاسم
ما عدت أخشى نظرة من لوّم *** أو عاد يؤذيني كلام العُذّل
هيا انزلي وتدفقي وتسللي *** كالموج كالطوفان هيا أقبلي
فأسيل وجهي المستكين بِحيرةٍ *** قد صار جسرَ المارقين الهُطّل
ولهيب قلبي المستجير بدمعة *** زاد الأُوارُ أجيجَه كالمرجل
من حَرّ عمق الخطب آلمني الجوى *** والكلّ مني بالمواجع يصطلي
وبذور فجر في الحنايا تنذوي *** ترجو مدادا كي تشبّ و تعتلي
تيهي دلالا دمعتي وتفتّلي *** وتدفقي كالسيل لا تتمهلي
فلأنت مؤنسة النفوس إذا بدا *** ريح عتيّ بالعواصف يبتلي
ولأنت شافية الجروح إذا رمى *** قلبَ الفؤاد سهامُ حزنٍ وابل
أنت الملاذ بك الرزايا تنجلي *** إني رجوتك منحة لا تبخلي
أنت الوفية حين يكربني الونى *** ولأنت خير أنيسة يا مأملي
في أن تضيئي القلب من بعد البلا *** ليلوح فجر بعد ليل قاتل
يا دمعتي جودي ولا تترددي *** واروي صحارى قاحلات مُحّل
فلعل زهرا قد تذاوى قلبه *** يحيا بدفء مدامعٍ فتعجّلي
يا دمعتي هذا رجائي فاعبري *** خدا يتوق لشربة فلتنزلي