عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-09-2006, 08:56 AM
رويدة رويدة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ارض الله الواسعة
الجنس :
المشاركات: 149
الدولة : Afghanistan
63 63 الحلقة الثانية من معسكر الاعداد لشهر الجهاد (المجاهدون يتكلمون )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم

الحلقة الثانية فى معسكر الاعداد لشهر الجهاد


(التجارة الرابحة )

وبعد 000

اخواننا الكرم 00 لقد تحدثنا فى الحلقة السابقة عن (الفرائض التى فرضها الله عز وجل) و كانت تدريبا ربانيا ومعسكر دائم لهذه الامة التى هى خير امة اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر000خير امة 000 التى ان مكناهم فى الارضى اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر 000

وكى تحقق الامة فى نفسها الخيرية 0 لابد لها من الاعداد (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )

ولابد لها من التدريب الربانى فى اقامة الفرائض التى توصل العبد الى درجة الاسلام

ثم يتواصل الاعداد والتدريب مع الفرائض الربانية حتى يصل المسلم الى درجة المؤمن الحق وهذه المرحلة المرجوة من المعسكر الايمانى وتقتضى هذه المرحلة

(ان يبيع العبد نفسه وماله وكل شىء لله عز وجل )

قال تعالى (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )111 التوبة

ان هذه الاية تكشف عن حقيقة العلاقة التى تربط المؤمنين بالله وعن حقيقة البيعة التى اعطوها ( باسلامهم )طوال الحياة 00
فمن بايع ووفى بها فهو المؤمن الحق الذى ينطبق عليه وصف (المؤمن ) وتتمثل فيه حقيقة الايمان 000والا فهى دعوى تحتاج الى التصديق والتحقيق 00

حقيقة هذه البيعة

ان هذه المبايعة كما سماها الله كرما منه وفضلا وسماحة

ان الله سبحانه قد استخلص لنفسه انفس المؤمنين واموالهم ؛ فلم يعد لهم منها شىء0

لم يعد لهم ان يستبقوا منها بقية لا ينفقونها فى سبيله 0000

لم يعد لهم خيار فى ان يبذلوا او يمسكوا 000كلا انها صفقة مشتراة00000
لشاريها ان يتصرف بها كما يشاء وفق ما يفرض ووفق ما يحدد 0000وليس للبائع فيها من شىء سوى ان يمضى فى الطريق المرسوم ؛لا يتلفت ولا يتخير ؛ ولا يناقش ولا يجادل ؛ ولا يقول الا الطاعة والعمل والاستسلام0000

والثمن 000هو الجنة

والطريق000 هو الجهاد والقتل والقتال000

والنهاية0000هى النصر او الاستشهاد0000

عونك اللهم ! فان العقد رهيب

وهؤلاء الذين يزعمون انفسهم (مسلمين ) فى مشارق الارض ومغاربها قاعدون ؛ لا يجاهدون لتقرير الوهية الله فى الارض وطردوا الطواغيت الغاصبة لحقوق الربوبية وخصائصها فى حياة العباد 000ولا يقاتلون 000ولا يقتلون 00ولا يجاهدون جهادا ما دون القتل والقتال !!

ولقد كانت هذه الكلمات تطرق قلوب مستمعيها الاولين (على عهد رسولنا الكريم )فتتحول من فورها فى القلوب المؤمنة الى واقع حياتهم ولم تكن مجرد معان يتملونها باذانهم او يحسونه مجردة فى مشاعرهم 00

بل كانوا يتلقونها للعمل المباشر بها لتحويلها الى حركة منظورة لا الى صورة متاملة

هكذا ادركها عبد الله بن رواحة (رضى الله عنه )فى بيعة العقبة الثانية 000

قال محمد بن كعب القرظى وغيره :قال عبد الله بن رواحة رضى الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم (يعنى ليلة العقبة )اشترط لربك ولنفسك ما شئت 0فقال اشترط لربى ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا واشترط لنفسى ان تمنعونى مما تمنعون منه انفسكم واموالكم ) قال : فمالنا اذا نحن فعلنا ذلك ؟ قال :الجنة 00قالوا :ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل 0000

وهكذا000 (ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل )

لقد اخذوها صفقة ما ضية نافذة بين متبايعين 0000انتهى امرها وامضى عقدها ولم يعد الى مرد من سبيل : ( لا نقيل ولا نستقيل )

فالصفقة ماضية لا رجعة فيها ولا خيار 00 والجنة : ثمن مقبوض لا موعود ! اليس الوعد من الله ؟ اليس الله هو المشترى ؟ اليس هو الذى وعد الثمن قديما فى كل كتبه :

(وعدا عليه حقا فى التوراة والانجيل والقران ) ( ومن اوفى بعهده من الله )000

اجل ! ومن اوفى بعهده من الله 000

ان الجهاد فى سبيل الله بيعة معقودة بعنق كل مؤمن 00كل مؤمن على الاطلاق منذ كانت الرسل ومنذ كان دين الله 0انها السنة الجارية التى لا تستقيم هذه الحياة بدونها ولا تصلح الحياة بتركها ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض )
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثير ا )

ان الحق لابد ان ينطلق فى طريقه ولابد ان يقف له الباطل فى الطريق 000

ان دين الله لابد ان ينطلق لتحرير البشر من العبودية للعباد وردهم الى العبودية لله وحده 00ولابد ان يقف له الطاغوت فى الطريق 000

ومادام فى الارض كفر 0وما دام فى الارض باطل 0 وما دامت فى الارض عبودية لغير الله تذل كرامة الانسان فالجهاد فى سبيل الله ماض ؛ والبيعة فى عنق كل مؤمن تطالبه بالوفاء والا فليس بالايمان (ومن مات ولم يغزو ا ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ) رواه احمد ومسلم وابى داود 000

(فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )

استبشروا باخلاص انفسكم واموالكم لله واخذ الجنة عوضا وثمنا كما وعد الله 000

وما الذى فات ؟وما الذى فات المؤمن الذى يسلم لله نفسه وماله ويستعيض الجنة ؟

ووالله مافاته شىء فالنفس الى موت 00والمال الى فوت 00سواء انفقهما صاحبهما

فى سبيل الله ام فى سبيل سواه !! والجنة كسب بل مقابل فى حقيقة الامر ولا بضاعة 0
ولكن الجهاد فى سبيل الله ليس مجرد اندفاع الى القتال انما هو قمة تقوم على قاعدة من الايمان المتمثل فى مشاعر وشعائر واخلاق واعمال 00

والمؤمنون الذين عقد الله معهم البيعة ؛ والذين تتمثل فيهم حقيقة الايمان هم قوم تتمثل فيهم صفات ايمانية اصيلة

(التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين )112 التوبة)

(التائبون )التائبون مما اسلفوا العائدون الى الله مستغفرين000

والتوبة شعور بالندم على ما مضى وتوجه الى الله فيما بقى وكف عن الذنب وعمل صالح يحقق التوبة بالفعل كما يحققها بالترك 00فهى طهارة وزكاة وتوجه وصلاح 0
(العابدون )المتوجهون الى الله وحده بالعبادة وبالعبودية ؛ اقرار بالربوبية 000صفة هذه ثابتة فى نفوسهم تترجمها الشعائر كما يترجمها التوجه الى الله وحده بكل عمل وبكل قول وبكل طاعة وبكل اتباع 00فهى اقرار بالالوهية والربوبية لله فى صورة عملية واقعية 0000

(الحامدون )الذين تنطوى قلوبهم على الاعتراف للمنعم بالنعمة وتلهج السنتهم بحمد الله فى السراء والضراء 000

فى السراء للشكر على ظاهر النعمة ؛ وفى الضراء للشعور بما فى الابتلاء من الرحمة 0وليس الحمد هو الحمد فى السراء وحدها ؛ ولكنه الحمد فى الضراء حين يدرك القلب المؤمن ان الله الرحيم العادل ما كان ليبلى المؤمن الا لخير يعلمه ؛ مهما خفى على العباد ادراكه0000


(السائحون )وتختلف الروايات فيهم 00فمنهم ما يقول :انهم المهاجرون 000

ومنهم ما يقول انهم المجاهدون 0ومنهم ما يقول :انهم المتنقلون فى طلب العلم

ومنهم من يقول انهم الصائمون ومنهم من يقول هم المتفكرون فى خلق الله وسنته0


(الراكعون الساجدون )الذين يقيمون الصلاة ويقومون بالصلاة كانها صفة ثابتة من صفاتهم ؛وكان الركوع والسجود طابع مميز بين الناس لهم 00
(الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر )وحين يقوم المجتمع المسلم الذى تحكمه شريعة الله فيدين لله وحده ولا يدين لسواه ؛يكون الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فى داخل هذا المجتمع ؛ويتناول ما يقع فيه من اخطاء وانحرفات عن منهج الله وشرعه 000

ولكن حين لا يكون فى الارض مجتمع مسلم وذلك حين لا يكون فى الارض مجتمع الحاكمية فيه لله وحده000وشريعة الله وحدها هى الحاكمة فيه ؛فان الامر بالمعروف يجب ان يتجه اولا الى الامر بالمعروف الاكبر 000وهى تقرير الوهية الله وحده سبحانه وتحقيق قيام المجتمع المسلم 00

والنهى عن المنكر يجب ان يتجه اولا الى النهى عن المنكر الاكبر وهو حكم الطاغوت وتعبيد الناس لغير الله عن طريق حكمهم بغير شريع الله 000


(والحافظون لحدود الله )وهو القيام على حدود الله لتنفيذها فى النفس وفى الناس 00 ومقاومة من يضيعها او يعتدى عليها 00 ولكن هذه كالامر بالمعروف والنهى عن المنكر 0000

فلابد من بذل الجهد على اقامة هذا المجتمع المسلم ومتى قام 000كان هناك مكان للحافظين لحدود الله


اخواننا الكرام

هذه هى الجماعة المؤمنة التى عقد الله معها بيعته 000 وهذه هى صفاتها ومميزاتها


توبة ترد العبد الى الله وتكفه عن الذنب وتدفعه الى العمل الصالح

عبادة تصله بالله وتجعل الله معبوده وغايته ووجهته

وحمد لله على السراء والضراء نتيجة الاستسلام الكامل والثقة المطلقة برحمته

وسياحة فى ملكوت الله مع ايات الله الناطقة فى الكون 0الدالة على الحكمة والحق

وامر بالمعروف ونهى عن المنكر يتجاوز صلاح الذات الى اصلاح العباد

وحفظ لحدود الله يرد عنها العادين والمضييعين ويصونها من التهجم والانتهاك000

هذه هى الجماعة المؤمنة

التى بايعها الله على الجنة واشترى منها الانفس والاموال 0لتمضى مع سنة الله الجارية منذ كان دين الله ورسله ورسالاته 00

قتال فى سبيل الله لاعلاء كلمة الله 0وقتل لاعداء الله الذين يحادون الله ؛ واستشهاد فى المعركة 000

وليست الحياة لهوا ولعبا000 وليست الحياة اكلا كما تاكل الانعام ومتاعا00

وليست الحياة سلامة ذليلة وراحة بليدة ورضى بالسلم الرخيصة000


انما الحياة هى هذه : كفاح فى سبيل الحق 000 وجهاد فى سبيل الخير

وانتصار لا علاء كلمة الله 00000او استشهاد كذلك فى سبيل الله

ثم الجنة والرضوان

هذه هى الحياة التى يدعى اليها المؤمنون بالله

(يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم )

صدق الله 0000 وصدق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم


اخواننا الكرام
إن المسلمين اليوم يعيشون في غيابٍ عن الساحة العالمية تحركاً وتوجيهاً وتأثيراً، فهم في أكثر الأحيان يُحَرَّكون ولا يُحَرِّكون، ويُوَجَّهون ولا يُوَجِّهون، ويَتَأثَّرون ولا يُأثِّرون، ويأخذون من الحياة أكثر مما يعطونها، ويستهلكون منها أكثر مما ينتجون لها، وذلك كله راجع لسبب رئيسي ألا وهو ضعف إدارتهم لإمكاناتهم الشخصية والعامة.


ونحن كمسلمين قد رُسِمَتْ لنا أبجديات القيادة لهذا العالم وذلك من خلال آيات الاستخلاف وشروط التمكين، وأدبيات النجاح والفلاح التي نزل بها الوحي من عند الله تعالى، ولكن القليل من الذين يسألون أنفسهم عن دورهم ومساهماتهم الجادة في تحقيق ذلك كله.



إن النهوض لتحقيق قيادة الأمة لهذا العالم تتطلب منا جميعاً أفراداً وجماعات النهوض ونفض الغبار العالق في سمائنا وتحرير العقل من قيود التعصب والتحزب والنطاق الضيق في التفكير والإدراك والنظرة للمستقبل، وما لم نفعل ذلك فإن الغد لن يكون أفضل من اليوم.

قال تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.

إن مدَّ النظر في أعماق المستقبل وآفاقه نوع من أنواع رسم الأهداف، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتَّقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ واتَّقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون}.

وهذه هي الحقيقة التي يجب أن تكون مرتبطة بنا لا تنفك عنا، حقيقة الالتزام نحو الآخرة وتطبيق المراقبة الدائمة لله في جميع أعمالنا ومساراتنا وتوجهاتنا ومطالبنا.

والى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى

والله اكبر والنصر للمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون



منقول عن احد المنتديات الجهادية
__________________
ولله الحمد
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]