عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-03-2021, 04:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,014
الدولة : Egypt
افتراضي شبهة حول صيام ست من شوال

شبهة حول صيام ست من شوال




محمد بن إبراهيم حمو




شبهة يلقيها البعض: (صيام الست من شوال بدعة؛ لأن الحديث ضعيف فيه سعد بن سعيد ولم يخرجه إلا مسلم):



خرج بعضهم ليقول للناس: إياكم وصوم ست من شوال فهي بدعة، وحديث مسلم ضعيف؛ لأن فيه سعد بن سعيد، فهل ما قاله هذا صحيح أم أنه مجرد ادعاء؟







يجب أن نعرف أمورًا:



سعد بن سعيد هل أجمعت كتب التراجم والرجال على تضعيفه؟



هل كل طرق الحديث ضعيفة؟ لأن الحديث قد يكون ضعيفًا من طريق وسند، فيتقوى بالمتابعات والشواهد إذا كان قابلًا للتقوي بها.



ماذا قال العلماء في الحديث؟ وهل احتجوا به أم لا؟







أقوال أهل الجرح والتعديل في سعد بن سعيد:



قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال: (سَعْد بن سَعِيد بن عَمْرو الأَنْصارِي، الْمَدَنِي، أخو يَحْيَى بْن سَعِيد، وعبد ربه بن سَعِيد...... قال عَبداللهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، عَن أبيه: ضعيف.







وكذلك قال يَحْيَى بْن مَعِين فِي رواية، وَقَال فِي رواية أخرى: صَالِح.



وَقَال مُحَمد بْن سعد: كان ثقة، قليل الحديث.



وَقَال النسَائي: ليس بالقوي.







وَقَال عَبْدالرحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: سمعت أَبِي يَقُول: سَعْد بْن سَعِيد الأَنْصارِي مؤدي، يَعْنِي أنه: كَانَ لا يحفظ ويؤدي ما سمع.







وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عدي: لَهُ أحاديث صالحه تقرب من الاستقامة، ولا أرى بحديثه بأسا بمقدار ما يرويه.







وذكره ابنُ حِبان فِي كتاب "الثقات" وَقَال: كان يخطئ.



...... استشهد بِهِ الْبُخَارِي فِي "الجامع" وروى له في "الأدب"، وروى لَهُ الباقون)[1].







وقد ذكره ابن حبان في موضعين من كتابه الثقات، قال في الموضع الأول: (2998 - سعد بْن سعيد بن قيس بن فهد الْأنْصَارِي أَخُو يحيى وعَبْد ربه يروي عَن أنس بْن مَالك عداده فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ بن الْمُبَارك كَانَ يخطئ)[2]، وقال في الموضع الآخر: (8189 - سعد بْن سَعِيد بْن قَيْس بن فَهد الْأنْصَارِي أَخُو يحيى بْن سعيد وَعبد ربه بْن سعيد يروي عَن عمر بن ثَابت عَن أبي أَيوب الْأنْصَارِي روى عَنهُ بن عُيَيْنَة وَالناس، مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وَكَانَ يخطئ لم يفحش خطأه، فَلذَلِك سلكناه مَسْلَك الْعُدُول)، فهنا بيَّن أن خطأ سعد لم يكن بالفاحش وثقه لصلاحية للاحتجاج به.







وقد ذكره ابن شاهين مرة في الثقات ومرة في الضعفاء، قال ابن شاهين في أسماء الثقات:



(423 - وَقَالَ بن عمار سعد بن سعيد أَخُو يحيى بن سعيد الْأنْصَارِي ثِقَة)[3].



وقال في تاريخ أسماء الضعفاء: (239- سعد بن سعيد، أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، ضعيف الحديث)[4].







وذكره في المختلف فيهم، فقال: (روى ابن شاهين أن أحمد بن حنبل قال: سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، ضعيف الحديث، وقال ابن عمار: هو ثقة.







قال أبو حفص: وهذا الخلاف من أحمد، وابن عمار، يوجب التوقف فيه، وهو قليل الحديث، ولست أعلم من أي جهة ضعيف)[5].







ذكره ابن عدي في الضعفاء، لكنه قال: (ولسعد بْن سَعِيد أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، ولاَ أرى بأسًا بمقدار ما يرويه)[6].







قال الذهبي عن سعد أنه أحد الثقات، وذكر ذلك في سير أعلام النبلاء[7]، وقال في تاريخ الإسلام أنه قد وثق[8]، وقال في من تكلم فيه وهو موثق: (وثق وضعَّفه أحمد، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: ليس به بأس، أنكر عليه حديثه عن عمرة في الصلاة)[9].







وقال في ميزان الاعتدال: (3109 - سعد بن سعيد [م، عو]، أخو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني.



عداده في التابعين.



ضعفه أحمد بن حنبل.



وقال النسائي: ليس بالقوي.



وقال ابن سعد: ثقة، قليل الحديث.







وقد أخرج له مسلم من حديث يحيى بن سعيد الأموي عن سعد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب، حديث: صوم ست من شوال، ومدار الحديث عليه، وقد رواه عنه أخوه وشعبة والسفيانان.







وروى جماعة عن سعد بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا: كسر عظم الميت ككسره حيًّا.







قال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسًا.







وروى أبو معاوية عنه عن القاسم، عن عائشة: أنها أهدت بدنتين فضلتا؛ أخرجه الدارقطني.



[وقال أبو حاتم: سعد بن سعيد مؤدٍّ؛ قال شيخنا ابن دقيق العيد: اختلف في ضبط مود، فمنهم من خففها؛ أي: هالك، ومنهم من شددها؛ أي: حسن الأداء)[10].







قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: (370 - سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري أخو يحيى وعبد ربه ابني سعيد الأنصاري، روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد، روى عنه عبدالعزيز الدراوردي، وعبدالله بن نمير وأبو أسامة، سمعت أبي يقول ذلك.







حدثنا عبدالرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد ضعيف.







حدثنا عبدالرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: سعد بن سعيد صالح.







حدثنا عبدالرحمن قال: سمعت أبي يقول: سعد بن سعيد الأنصاري مؤدٍّ، قال أبو محمد يعني أنه كان لا يحفظ، يؤدي ما سمع)[11].







قال ابن سعد في الطبقات: (وكان ثقة قليل الحديث دون أخيه)[12].







قال الحافظ ابن حجر: (2237- سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري أخو يحيى صدوق سيء الحفظ من الرابعة مات سنة إحدى وأربعين)[13].







وقد ذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين [14]، يتلخص من هذه النقول والأقوال أن العلماء في سعد بن سعيد على أربعة أقسام:




التوثيق والصلاحية للاحتجاج

التضعيف

التردد بين القولين

التوقف

- ابن معين
- ابن عمار
- ابن حبان
- ابن سعد
- العجلي
- الدارقطني
- الذهبي
- الحافظ ابن حجر

- أحمد بن حنبل
- النسائي
- ابن الجوزي

- ابن عدي
- ابن شاهين

أبو حفص








ويظهر أن الذين رأوه صالحًا للاحتجاج به وقَبول روايته أكثر من الذين ضعَّفوه، وابن عدي وإن ذكره في الضعفاء، فإنه يَميل إلى قبول روايته كما مضى النقل عنه، بالتالي لم يجمع أهل الجرح والتعديل على تضعيفه، بل الأكثرون على قَبول روايته، والقول بأنه ضعيف بإطلاق ليس صحيحًا، بل الصواب أن فيه ضعفًا من قِبَل حفظه؛ كما قال الترمذي والحافظ ابن حجر، ولكن هذا الضعف اليسير منجبر بوجود متابعات وشواهد ورواية الثقات المدققين عنه.







• هل احتج به أصحاب الكتب الستة:



قال المزي: (استشهد بِهِ الْبُخَارِي فِي "الجامع"، وروى له في "الأدب"، وروى لَهُ الباقون)[15].







ومن أمثلة استشهاد البخاري به في صحيحه ما ذكره معلقًا بصيغة الجزم في كتاب الزكاة باب خرص الثمر: (وقال سليمان: عن سعد بن سعيد، عن عمارة بن غزية، عن عباس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أُحد جبل يحبنا ونحبه»، قال أبو عبدالله: «كل بستان عليه حائط فهو حديقة، وما لم يكن عليه حائط لم يقل حديقة»[16].







وهذا بدل على صلاحيته للاحتجاج به، أما مسلم فقد خرج له حديث الصيام مدار الحديث وقد خرجه أيضًا أبو داود والترمذي والدارمي، وابن ماجه وابن أبي شيبة، والطحاوي والبيهقي، والإمام أحمد، وهذا يرد على شبهة أن الحديث لم يخرجه إلا مسلم، بل خرَّجه مسلم وغيره ولو لم يكن صالحا للاحتجاج، لما خرج له مسلم في صحيحه.







هل طرق الحديث كلها قد انفرد بها سعيد بن سعد على فرض ضعفه؟:



لم ينفرد سعد بن سعيد برواية الحديث؛ قال الطحاوي: (هذا الحديث لم يكن بالقوى في قلوبنا من سعد بن سعيد، ورغبة أهل الحديث عنه، حتى وجدناه قد أخذه عنه من ذكرنا من أهل الجلالة في الرواية والتثبت، ووجدناه قد حدث به عن عمرو بن ثابت: صفوان بن سليم وزيد بن أسلم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري "[17].







أما حديث صفوان بن سليم مقرونًا بسعد بن سعيد، فقد خرجه أبو داود والدارمي، قال أبو داود: (حدثنا النفيلي، حدثنا عبدالعزيز بن محمد، عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت الأنصاري، عن أبي أيوب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من صام رمضان، ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر)[18].







قال محقق سنن أبي داود: (حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من جهة صفوان بن سليم، حسن من جهة سعد بن سعيد - وهو ابن قيس الأنصاري - عبدالعزيز بن محمد - وهو الداروردي - صدوق لا بأس به، وسعد بن سعيد حسن الحديث في المتابعات، وقد تُوبِعَا)[19].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]