عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 01-04-2021, 09:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,565
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ...)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ [النساء:59].
الأمر بطاعة الله فيما أمر
في ماذا؟ أجيبوا؟ فيما يأمركم بفعله، وفيما ينهاكم عن فعله، في غير هذا؟ إذا أمر أن تقول قل، أمر أن تترك اترك، أمر أن تفعل افعل، وهكذا.. ولكن هل يمكنك أن تعرف أوامر الله ونواهيه وأنت جاهل معرض عن كتاب الله وسنة الرسول؟مستحيل، إذا لم تتعلم وأنت في بيتك، في حجر أمك وأبيك الحرام والحلال، والواجب وغير الواجب وأنت طفل في البيت، ثم بعد ذلك تجلس في مجالس العلم وتتعلم، أما أن يعيش أطفالنا في الشوارع يلعبون، وفتحنا لهم فتنة الدش، والأوراق والعبث، ويتعلمون السخرية والاستهزاء والكذب، وبعد ذلك يصبحون ربانيين، هذا من باب المستحيل، كيف تطيع الله وأنت ما عرفت ما أمرك به؟ وإذا عرفت أنه أمرك بالصلاة، هل عرفت كيف تصلي؟ لا بد من معرفة الكيفية، وإلا ما تنتج الصلاة النتاج الطيب لزكاة النفس. الشاهد من هذا: أننا مأمورون بطاعة الله في ما أمرنا به من الاعتقاد والقول والعمل والصفة، وفي ما نهانا عنه من قول فاسد، عقيدة باطلة، سلوك منحرف، صفة خبيثة، يجب أن نعرف هذا وأن نعلمه، وإن قلت: يا شيخ! هذا أمر صعب وكذا.. أيهما أصعب: أن تخترق السماوات السبع وتنزل دار السلام في مواكب النبيين والصديقين والصالحين، أو تلتزم بهذه الآداب؟ أيهما أصعب؟كل عاقل أو مجنون، يقول: هذه أسهل بكثير، كوني فقط ألتزم بتعاليم الله فقط مدة من الزمان وأموت، أسهل مليون مرة، كيف نخترق السبع السماوات وننزل بالجنة دار الأبرار؟ ثم الذين يطالبون بالأمن والرخاء والإخاء والمودة والمحبة و.. و.. و.. بدون أن يعرفوا أوامر الله ونواهيه، بدون أن يفعلوا ويطبقوا، والله ما تم له أمن ولا رخاء ولا مودة ولا تلاقي ولا حب، مستحيل، بل تظهر فيهم مظاهر.الآن بلديات عدة في فرنسا أباحت عقد النكاح على الذكور، يأتي الذكر وبيده آخر يقول له: اعقد لنا عقد نكاح، يصبح زوجته، أين الترقي؟ وأين الفوز؟ وأين وأين..؟ آه! ما سبب ذلك؟ ما عرفوا الله ولا الطريق الموصل إليه، جهل بعد جهل، وكفر بعد كفر.
وجوب طاعة الله ورسوله وأمراء المسلمين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]، (الرَّسُولَ): (أل) هنا للعهد والتفخيم والتعظيم، محمد صلى الله عليه وسلم، وطاعة الرسول كطاعة الله إذا أمرك افعل، وإذا نهاك اترك فقط، ومن قال: نكتفي بطاعة الله عز وجل كذا أو لا؟ نكتفي بطاعة الله.. طاعة الله مجملة، ولهذا بعث رسوله؛ ليبينها، أمر الله بإقام الصلاة أو لا؟ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، الذي ما يأخذ عن رسول الله كيف يصلي؟ يطأطئ رأسه؟ يحرك رجله؟ كيف يصلي؟ إذاً: لا بد من رسول يبين كيف تصلي؟ الركوع والسجود والجلوس والقراءة والتسبيح؛ حتى تعرف، فلهذا الذين يسمون: بالقرآنيين، أشبه بالملاحدة، وأشبه من الثالوث، في إفساد أمة الإسلام، هؤلاء، أدنى مؤمن منها يضرب على وجوههم، القرآن فقط، السنة لا، قالوا: فيها زيادة وضعف، وقوة وكذا.. السنة نتركها.إذاً: علمونا كيف نصوم؟ علمونا كيف نحج؟ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ [آل عمران:97]، كيف نحج؟ علمونا كيف نقسم تركاتنا؟ ماذا يقولون؟ إذاً: لابد من رسول الله أو لا؟والآية نص قطعي الدلالة صريح: وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]، ما قال: أطيعوا الله والرسول، هنا: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]، أي: فيما يأمركم أمراً جازماً، وفيما ينهاكم عنه نهياً تحريماً؛ إذ فيه مناهي وأوامر آداب، فضائل، مستحبات. وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، وأطيعوا أولي الأمر منكم، ما كرر وأطيعوا؛ لأن طاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله والرسول، والذي يوضح هذا السنة النبوية، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله؛ إذ قال: ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني )، من أطاع أميري الذي أمرته عليكم فقد أطاعني، ومن عصى أميري الذي أمرته عليكم ليقودكم فقد عصاني، هذا الحديث فيصل كامل في القضية، من هم أولي الأمر؟ منا. لا من اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا المشركون ولا ولا.. (مِنْكُمْ) أيها المؤمنون، عقيدة التوحيد، الإيمان بالله وبما أمر الله أن نؤمن به، وفق ما بين الله وبين رسوله، العبادات يؤدونها كما أداها رسول الله وبينها، فكلمة: (مِنْكُمْ)، لطيفة هذه من ألطف ما يكون، يجوز أن نولي بريطاني علينا؟ فرنسي؟ أسباني؟ الجواب: لا بد وأن يكون مؤمناً، تقياً، عالماً أيضاً.
صفات أولي الأمر وأعمالهم بين الأمة
من هم أولو الأمر، أي: أصحاب الأمر؟أولاً: الحكام.ثانياً: العلماء.ثالثاً: أهل الحل والعقد فينا.هؤلاء هم أولو الأمر:الحكام: ينبغي أن يكونوا عالمين، عارفين، بمحاب الله ومساخطه، عالمين بالأحكام التي يصدرونها، عادلين في تطبيقها وإنفاذها.العلماء: لا بد وأن يكونون فقهاء، بصراء بالكتاب والسنة.أهل الحل والعقد: وهم العارفون بشئون هذه الدنيا، كقادة الأجناد، وكالمسئولين عن متاع الأمة وأموالها، أهل الخبرة والبصيرة فيها.ومن هنا: إذا أمر الله أو أمر رسوله أو أمر أولو الأمر يجب الطاعة.مثال بسيط: لما كانت السيارات تزدحم في الطرقات، وما كنا رشداء صابرين من أولي الحلم والبصيرة كل واحد لن يجوز، والطرق تقابلت، فرأى أولو الحل والعقد: أنه لا بد من نورين أحمر يؤذن بالوقوف، وأخضر يأذن بالمشي، هل هذا موجود في كتاب الله أو في سنة رسول الله؟ الجواب: لا، هذا أهل الحل والعقد من أولي الأمر درسوا القضية بين أيديهم وتشاوروا فيها، وانتهوا إلى هذه الحقيقة، لو تركنا الأمة تمشي كما تريد لحطم بعضها بعضاً، ولكن نبحث عن سبيل أو وسيلة تحقن هذه الدماء، وتوقف هذا التيار الفاسد، فقالوا: إذاً علامة حمراء قف، علامة خضراء سر.هل يجوز لك يا عبد الله أن تخترق العلامة الحمراء؟ما يجوز، لكن الذين ما يعرفون الجواز والمناع، فقط خائفون من العسكري، ما هم خائفين من الله، ما عرفوا: (وَأُوْلِي الأَمْرِ)، خائفين من العسكري، إذا ما رأى عسكري يمشي، ولو يصطدم، هذا مثال فقط؛ لأن الحياة ذات أفنان متعددة، وليست كلها موجودة بالنص في القرآن والسنة، فأهل الحل والعقد من أولي الأمر إذا حدثت حادثة يعرضونها على الكتاب والسنة.ومن هنا لنذكر أن الكتاب والسنة والإجماع والقياس هذه الأربع، إلا أن القياس لا بد وأن يكون قياساً مقبولاً، تلوح فيه أنوار الكتاب والسنة، ما هو كل من يريد يقيس يقيس.. حتى يهبطوا بالشريعة ويمزقونها، عند الحاجة الضرورية حدثت حادثة ما وجدنا نصها لا في الكتاب ولا السنة، يجتمع العلماء الفقهاء البصراء، وينظرون، هل تحدث ضرراً؟ قالوا: نعم، حرم الله الضرر أو لا؟ لا ضرر ولا ضرار. إذاً: ما دامت تأتي الضرر امنعوها، قياساً على ما حرم الله من محدثات الضرر، وهذا الموضوع لأهل العلم.الإجماع كذلك، إذا أجمعت الأمة لا تجتمع على ضلالة أبداً، ولكن تحدث ظروف، اجتمعت الأمة في القرن العاشر على كذا من الأمور التي ليست في الكتاب ولا السنة، استنبطت فقط من نور الكتاب والسنة، ثم جاءت ظروف وتغير ذلك الضرر وأصبح نفعاً، هل يمكن أن ينقض الإجماع الأول؟ ينقض بإجماع آخر.الذي لا يقبل هو أن يقول قوم ويقول آخرون، أن يجتمع أهل المشرق ويترك أهل المغرب، إذا اجتمعت الأمة في يوم من الأيام على شيء، اعلموا أنه حق وواجب ومشروع، حلال، جائز؛ لأنها لا يمكن أن تجتمع على ضلالة؛ لأنهم يؤمنون بالله ولقائه ويخافون وعد الله ويرجون وعيده، يخافون وعيد الله ويرجون وعده.إذاً: الكتاب أولاً. السنة ثانياً. الإجماع ثالثاً. القياس الذي ارتضاه عمر وأصحاب رسول الله؛ لأن الأقيسة اختلفوا فيها وتسابق فيها العلماء، وأرادوا أن يحلوا كل حرام، القياس بتحفظ، ولا بد أن يكون أولي الأمر الصلحاء، وأن يكون العلماء ربانيين، وأن يكون أولي الحل والعقد صالحين، وأن تكون الأمة مقبلة على ربها، راضية بحكم القضاء فيها، ترجوه وترجوا الدار الآخرة، لا بد من مجتمع رباني، لكن هذا الأصول التي وضعها الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59].يقول ابن مسعود تفسيراً لآية: وأطيعوا وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ .فلا تقل: ما قال الله وأطيعوا، إذاً: ما تطيعوهم، إذاً: هذا تفسير ما هي قراءة كما يقولون.
وجوب رد النزاع إلى الله ورسوله
قال الله: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ [النساء:59]، صغر أم كبر من أمور الدين أو الدنيا، تنازعتم كل يريد أن ينزعه من الآخر، تعرفون النزاع أو لا؟ بينهم شيء كل واحد ينتزعه من يد الثاني. تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ [النساء:59]، من أمور دينكم، من أمور دنياكم، فَرُدُّوهُ [النساء:59]، ذاك المتنازع فيه، ردوه إلى الله، أي: إلى كتابه، وإلى رسوله، أي: سنته، فمن قال: لا. فهو كافر ما هو بمؤمن، قال: ما نعترف بالكتاب ولا بالرسول، ننقل القضية للأمم المتحدة، لمجلس الأمن، وأنتم تشاهدون، نحن نبكي قضايا تحدث بين العرب والمسلمين يرفعونها إلى أيدي الكفار، موت هذه أو حياة؟ موت، ما السبب؟ الأمة ميتة فمات حكامها معها، لو حييت الأمة والله لحيي حكامها، كل مرض تشاهده في حاكم هو استقاه وحصل له من الأمة الميتة، أوما تتذوقون هذا؟ لو أن أميراً في قرية وأهل القرية على أتم الاستقامة، الصدق، الطهر، الوفاء، السلام، الرحمة، يبقى ذاك الأمير يلعب ويعبث؟ والله ما يبقى، ما يستطيع، وإذا شككت في هذا فرسول الله يقول: ( كيف ما تكونوا يولى عليكم )، فهل حكام المسلمين جاءوا من بريطانيا أو من أسبانيا؟ جاءوا من نفس الأمة ونفس الشعب الهابط المتآكل الضال الجاهل، ماذا ترجوا منهم؟ أمة جاهلة والحاكم يكون عالماً، مالك بن أنس أو الشافعي ؟ مستحيل هذا.إذاً: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ [النساء:59]، سواء شعب مع آخر، إقليم مع إقليم، دولة مع دولة، واحد مع واحد، نرد ذلك إلى الله والرسول، لو أخذنا بهذا المبدأ، انتهى الخلاف، ما بقي بيننا خلاف أبداً، لكنا معرضون وما فينا من يعرف أيضاً الله ولا الرسول حتى نرد إليه، أين هم؟ تجد المدينة ما فيها عالم ولا بصير، لكن هو هذا نظام الله للناس أو لا؟ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]، أين الله؟ كتابه، أين الرسول؟ سنته، والرسول لو كان حياً، كلما نختلف في أسبانيا أو في المغرب نأتي إليه هنا؟ ما هو شرط، نطبق سنته وأحكامه، حياً أو ميتاً، أليس كذلك؟ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]، أي: فما حكم به الله والرسول هو الخير، هو المعروف، وما حكم به بما لا تريدون هو الخير، لكن إذا لم نطرحه بين يدي الله والرسول وحكمنا فيه العقول، وحكمنا فيه الأهواء والشهوات والعنصريات والمذهبيات، كيف تكون الحال؟
تعليق التحاكم إلى الله ورسوله بالإيمان
الله يقول: إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النساء:59]، هذه الجملة الذهبية، إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ [النساء:59]؛ فإن قلنا: ما نرد إلى الله والرسول، معناه: ما آمنا بالله ولا باليوم الآخر.يقع الخلاف بين المسلمين في ديارهم فيرفعون القضايا إلى الأمم المتحدة، إلى هيئة، إلى مجلس الأمن، وأخيراً رفعت قضية عندنا إلى إيطاليا إلى القسس، لا إله إلا الله، لا تلومونا يا إخواننا فقد هبطنا من ألف سنة، كنا في علياء السماء فهبطنا، فنحن كالبهائم على سطح الأرض إلا من رحم الله، اختلف اثنان هنا في المسجد في سنة أو فريضة يجب أن يرجع إلى الله، تعال نمشي إلى العالم، يا عالم هذا يجوز أو لا يجوز؟ ما هو السنة، وما هي البدعة؟ ويرجعان متحابين متواليين، مطمئنين، ما دام قال الله قال الرسول قبلنا، إن سقطت غداً في عالم آخر، كذلك الحمد لله قبلنا لو مائة مرة؛ لأنا نجري وراء طاعة الله والرسول، متى نقبل هذا؟ لما نربى ونحن في حجور أمهاتنا على حب الله ورسوله وطاعتهما، وكل آمالنا في الملكوت الأعلى. إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ [النساء:59]، بالله رباً وإلهاً حكيماً عليماً، ولقائه في اليوم الآخر، حيث الحساب والجزاء، إما خلد في دار النعيم، أو آخر في دار الشقاء، الذي يؤمن بالله واليوم الآخرة ما يستمر على جريمة، ولا يقر معصية أبداً، وإن شئت حلفت لك بالله: والله ما يقيم عليها، نعم ليس بمعصوم؛ وقع، فجر، كذب، خان، كذا.. لكن سرعان ما يبكي ويرجع إلى الله، والذي لا يؤمن بالله ولا بلقائه يخاف فقط من الكرباج، كرباج العسكري أو الرصاصة، فإذا خلا وحده وأمن يفعل ما يشاء كالحيوانات، ولا لوم عليه لأنه ميت. إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النساء:59]، ما اليوم الآخرة؟ ذاك الذي يوم لا يوم بعده، انتهت الأيام وما بقي إلا البقاء بين يدي الرحمن بلا نهاية.ويختم تعالى هذا الأمر بقوله: ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]، والتأويل: ما يئول إليه الشيء، أي: العاقبة من قال هذا الكلام؟ الله أو لا؟ أليس حيكماً عليماً؟ أليس رحيماً خبيراً؟ قرر ماذا؟ إن نحن إذا اختلفنا في شيء، في البيت، في السوق، في المسجد، في أي مكان، نرده إلى الله والرسول ليحكما فيه، هذا يقول تعالى عنه: (خَيْرٌ)، من جهة خير، (وَأَحْسَنُ) عاقبة، فإن لم نرد إلى الله والرسول، ونرد إلى الجهلة والظلمة أو الكفار. إذاً: ذلك يكون شراً وأسوأ عاقبة والعياذ بالله، وهذا الذي حصل، وهذا الذي يوجد.متى نعود إلى الله يا عباد الله؟ عندما نجتمع في بيوت الله في صدق نتعلم الكتاب والحكمة، ونزكي أنفسنا، ونطهر أرواحنا وآمالنا في الملكوت الأعلى، يومها أيما خلاف يقع في القرية في السوق في أي مكان إلى الله والرسول العلماء أهل الكتاب والسنة.والله تعالى أسأل أن يتوب على هذه الأمة، وأن يرجع بها إلى الصواب، إنه ولي ذلك والقادر عليه.وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]