الموضوع: مرافئ الأرواح
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-04-2021, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,530
الدولة : Egypt
افتراضي مرافئ الأرواح

مرافئ الأرواح
ماجد غروي


تَنَفَّسَ الصُّبْحُ يُرْخِيْ نُوْرَهُ الفَلَقُ *** وَلِلْبِدَايَاتِ فِي عُرْفِ الهُدَى أَلَقُ
وَالشَّوْقُ يَعْبَثُ بِالأَرْوَاحِ.. لا عَجَبٌ *** إِنْ حَرَّضُواْ تِلْكُمُ الخُطْوَاتِ وَاسْتَبَقُواْ
وَلِلسَّكِيْنَةِ فِي غَيْبِ القُلُوْبِ مَدًى *** لَمْ يَخْتَلِجْ فِي ذُرَاهُ الهمُّ وَالقَلَقُ
يَهْتَزُّ فِي الأَنْفُسِ الجَذْلَى تَرَقُّبُهَا *** مَاذَا يُخَبِّئُ فِي أَنْوَارِهِ الأُفُقُ؟!
اللهُ أَكْبَرُ.. مَا اشْتَاقَتْ نُفُوسُهُمُ *** اللهُ أَكْبَرُ.. مَا هَبُّواْ ومَا انْطَلَقُواْ
أَرَى الفِجَاجَ إِفَاضَاتٍ مُمَوَّجَةً *** تَنْسَابُ نَحْوَ أَمَانِيْهَا وَتَنْدَفِقُ
أَرَى البَيَاضَ يَنَابِيْعَاً مُفَجَّرَةً *** إِذْ تَلْتَقِي فِي سَوَاقِيْهَا وَتَفْتَرِقُ
ذَابَتْ مَشَارِبُهَا فِي صَفْوِ جَدْوَلِهَا *** فَكَمْ يَلُمُّ عُرَاهَا حُسْنُهَا اليَقِقُ
تَجَرَّدَ النَّاسُ مِنْ أَسْمَائِهِمْ، وَسَمَى *** فِيْهِمْ مُرَادُ الذِيْ مِنْ أَجْلِهِ خُلِقُواُ
لَبَّيْكَ تَجْمَعُهُمْ.. لَبَّيْكَ تَدْفَعُهُمْ *** لَبَّيْكَ نُوْرٌ وَيُمْنٌ كُلَّمَا نَطَقُواْ
اللهُ أَكْبَرُ مَا سَارُوا وَمَا اتَّفَقواْ *** اللهُ أَكْبَرُ مَا عَجَّتْ بِهِمْ طُرُقُ
هُنَاكَ فِي تَلَّةِ الرَّحْمَاتِ مَجْمَعُهُمْ *** فِي مَوْقِفِ الذُّلِّ وَالعَبْرَاتُ تَصْطَفِقُ
هَاجَتْ لَوَاعِجُهُمْ، واغْرَوْرَقَتْ مُقَلٌ *** للهِ ما لَهَجُوا، للهِ ما شَهَقُوا
مَاجَ الصَّعِيْدُ وَدَوَّى مِنْ هَدِيْرِهِمُ *** نِعْمَ الهَدِيْرُ وَنِعْمَ المَوْجُ والغَرَقُ
وَيُنْصِتُ الكَوْنُ لِلأَرْوَاحِ يَشْغَلُهَا *** سُؤْلٌ هُنَالِكَ أَضْنَى صَوْتَهُ الفَرَقُ
وَالشَّمْسُ تَسْحَبُ أَذْيَالَ المَغِيْبِ وَقَدْ *** أَطَلَّ يَرْقُبُهَا فِي أُفْقِهِ الغَسَقُ
هُنَاكَ يَطَّلِعُ الرَّحْمنُ فِي مَلَأٍ *** مِنَ المَلائِكِ لَا يَشْقَى بِهِمْ أُفُقُ
هُنَاكَ تَنْهَمِرُ الرَّحْمَاتُ مِنْ مَلِكٍ *** ما خَاب عِنْدَ نَدَاهُ ظَنُّ مَنْ صَدَقُوا
اللهُ أَكْبَرُ.. مَا فَازُوا بِسُؤْلِهِمُ *** اللهُ أَكْبَرُ.. مَا نَالُوا وَمَا رُزِقُوا
اللهُ أَكْبَرُ.. مَا بَاتُوا وَمَا رَجَمُوا *** اللهُ أَكْبَرُ.. مَا ثَجُّوا وَمَا حَلَقُوا
اللهُ أَكْبَرُ.. مَا طَافُوا بِكَعْبَتِهِمْ *** وَحَيْثَ مَالُوا إِلى الجُدْرَانِ وَانْتَشَقُوا
اللهُ أَكْبَرُ.. مَا شَدُّوا رَوَاحِلَهُمْ ***.. مَا أَلْهَبَ البَيْنُ فِي الدَّمْعِ الذِي هَرَقُوا
اللهُ أَكْبَرُ.. والحُجَّاجُ قَدْ قَفَلُوا *** بِيْضَ الصَحَائِفِ، أَطْهَاراً.. كَمَا خُلُقُوا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.71%)]