صوتي الضائع!
ابتسام فهد
غائبٌ هذا العالمُ، لا أراه!
رماديةٌ صورتهُ في عينيّ ..
ولستُ حزينة!
صار الحزن باهتًا فيَّ
بل ثائرة ..
أبحث عن صوتي في المنافي وعلى الشطآن
في الزوايا المهملة
بين الأوراق وشظايا الأحلام الزجاجية
ووسط هتافات الحريّة ..
ضاع صوتي طويلاً!
طفقتُ أبحث عنه تحت أشجار الرمان اليابسة
وعلى السور
بين أعشاشِ الطيور ..
وفي إطارات الصور القديمة
في أشرطةِ التسجيل التالفة
وداخل المعاطف الرثّة
وبين يديك البعيدة
على أطرافِ أصابعك
حين كان يتراقص ..
وفي عينيك حيثُ كان ينامُ ويصحو
ضاع صوتي مني، منك ..
تألم في أغلالهم
تكسّر بمطارقهم
على سنادين التطرف
خنقتهُ نبرةُ الظالم
جرفته سيول المنع
ضاع صوتي طويلاً!
تاه في أحزانهِ
في حرمانهِ
ضلَّ طريقه إليّ، إليك ..
وغيَّبَ من بعده هذا العالم ..
لا أراه، لا أراك! ورماديةٌ الصورةُ في عينيّ.