
18-04-2021, 12:37 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,430
الدولة :
|
|
الاختصار والحذف في باب كان وأخواتها
الاختصار والحذف في باب كان وأخواتها
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن
في باب كان وأخواتها أيضًا الكثير من شواهد الاختصار، ومن ذلك:
• حذف النون من مضارع (كان): وذلك في الجزم، ومنه قوله تعالى ﴿ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾[1]، وقوله تعالى: ﴿ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [2]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ﴾] [3]، وقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [4]، وغيرها من الشواهد.
• الحذف في باب كان وأخواتها: وله عدة صور تدل على الاختصار ومنها:
أ- حذف (كان) مع إبقاء الاسم والخبر: نحو قولنا: "أما أنت غنيًا فتصدق"؛ أي: "أما كنت غنيًا فتصدق ". ويقول السيوطي عن الاختصار هنا:" وتركيب "أمَّا" المفتوحة من "أن" المصدرية و"ما " المزيدة عوضًا من كان في نحو: أمَّا أنت منطلقًا انطلقت "[5]. ومن شواهد هذه المسألة قول العباس بن مرداس:
أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ ♦♦♦ فَإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأْكُلْهُمْ الضُبَعُ
ب- حذف (كان) مع اسمها وإبقاء الخبر: وهذا جائز وكثير بعد (إن، لو) الشرطيتين، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم [النَّاسُ مَجْزِيُّوْنَ بَأعْمَالِهِمْ، إنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وإنْ شَرًا فَشَرٌّ]؛ والتقدير:" إنْ كان العملُ خيرًا، وإنْ كان العملُ شرًا " ومن ذلك قول الشاعر:
لا يَأْمَنُ الدَّهْرَ ذُو بَغْيٍ وَلَوْ مَلِكًا ♦♦♦ جُنُوْدُهُ ضَاقَ عَنْهُمْ السَّهْلُ وَالجَبَلُ
أي: ولو كان ذو البغي ملكًا. ومنه قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: [الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيْدٍ]؛ والتقدير: ولو كان المُلْتَمَسُ خاتمًا.
ج- حذف (كان) مع خبرها وإبقاء اسمها: وهذا أيضًا جائز بعد (إن، لو) الشرطية؛ ومن ذلك قولنا: المرءُ محُاسَبٌ على عمله؛ إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًا فشرٌّ، والتقدير: إن كان في عمله خيرٌ فجزاؤه خيرٌ.
د- حذف (كان) مع اسمها وخبرها: هذا الأمر واجبٌ بعد (عن) الشرطية، ومن ذلك قول الشاعر
قَالَتْ بَنَاتُ العَمِّ يَا سَلْمَى وَإِنْ ♦♦♦ كَانَ فَقِيْرًا مُعْدَمًا؟ قَالَتْ: وَإِنْ
والتقدير: وإن كان فقيرًا معدمًا، وعن ذلك يقول ابن مالك:
ويَحذفونها ويُبقون الخبرْ
وبعد (أنْ) و (لو) كثيرًا ذا اشتهرْ
وبعد (أنْ) تعويض ما عنها ارتُكبْ
كمثل: أمَّا أنت برًّ فاقتربْ
[1] سورة مريم: من الآية (20).
[2] سورة النحل: من الآية (120).
[3] سورة النساء: من الآية (40).
[4] سورة التوبة: من الآية (74).
[5] الأشباه (1 /53)، وينظر: شرح شذور الذهب (1/ 242)، ومعظم كتب النحو.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|