مبارك عليك الشهر [19]
أ. محمود توفيق حسين
عندما يمرُّ عليك صاحبُ المعاملة الكبيرة
الذي مهدت لهُ الأمور وسوَّيتها على نارٍ هادئة
كي يقدم لك رشوةً لتنجز له مصلحته
ويجلس في مكتبك في النهار..
يكلِّمُك بصوتٍ متودد وهو مبتسم
ويطلب منك أن تأمر، و"الدنيا أخذ وعطاء"،
و"لا يُخدَم بخيل"، و"معرفة الرجال كنوز"..
ويرجو منك أن تعينه وتقف معه
فتقول له إنك تجلس رائقاً خالي البال، بعيداً عن مَللِ المكاتب
في المقهى الفلاني ليلاً، ويسعدك أن يأخذ قهوتهُ معك
وقد اخترتَ هذا الموعد حتى يمكنك أن تأخذ الرشوة في غير وقتِ صيامك؛
لا تفكِّر بأنك تحفظ صيامك
بل فكِّر في أن نيتك صريحةٌ في وقت الصيام على قبول الرشوة
لا تفكِّر بأن العبرة بالوقت الذي سيقع فيه زبونك في الشبكة، وهو بعد المغرب
بل فكِّر في أن الله مسخَ أصحاب السبت قرَدةً على ما كانوا يجمعونه يوم الأحد؛
وذلك بالحيلة التي احتالوها يوم السبت.