هل صمت حقًّا؟!
د. خاطر الشافعي
الليلة الرابعة والعشرون من ليالي شهر رمضان المبارك، وقد أوشك الشهر على الانقضاء، وأحاديث شتى تضرب رأس الرجل بلا هوادة، وما بين اللحظة الحاضرة وما سبقها أيقن الرجل أنه في موضع حساب، ولا بد له من الإجابة قبل أن تتسرب بقية الليالي المباركة!
داهمه السؤال الأكبر:
هل أنا صائمٌ حقًّا؟! ومن رَحِمِ السؤال الأكبر سالت شلالات الأسئلة، وسال دمعه وعرقه؛ فهو يدرك أن حكمة الحق سبحانه وتعالى من فريضة الصوم، ليست فقط الامتناع عن الأكل والشرب، بل تتعداها إلى الصوم عن الحرام بكل أشكاله وألوانه، وليس هذا فقط، بل ترويض النفس والجسد، ومعايشة حالة الفقير والمحتاج، وبذل الخير بكل صوره وبشتى الوسائل، فجاءت الأسئلة الملتهبة تنتظر منه الإجابة:
1- هل صمت عن الشراب، وشربت من عرق غيرك فلم تعطه حقه؟!
2- هل صمت عن الطعام، وأكلت لحوم الناس بالغِيبة والنميمة؟!
3- هل صمت عن الوطء، واختلست النظر لما لا يحل لك؟!
4- هل صمت عن حب المال حبًّا جمًّا، ولم تتصدق؟!
5- هل صمت عن قول الزور، ولم تشهد شهادة حق فكنت شيطانًا أخرس؟!
6- هل صمت عن اللغو، ولم تقرأ القرآن؟!
7- هل قرأت القرآن، ولم تعمل به؟!
8- هل صمت عن الغرور، ولم تغرك الدنيا؟!
9- هل صمت عن الكِبْر، ولم تتواضع مع الخلق؟!
10- هل صمت عن الكبيرة، ولم تؤرقك الصغيرة؟!
11- هل صمت عن قطع الرحم، ولم تصل رحمك؟!
12- هل صمت عن البخل، ولم تنفق من مالك الحلال؟!
13- هل صمت عن الرياء، ولم تتوقف عن المداهنة؟!
14- هل صمت عن التسويف، ولم تتوقف عن إضاعة الفرص؟!
15- هل صمت عن الكذب، ولم تتحدث صدقًا وعدلاً؟!
16- هل صمت عن الظلم، ولم تنصر من استنصرك؟!
17- هل صمت عن إيذاء جارك، ولم تحسن إليه؟!
18- هل صمت عن الخصام، ولم تصالح من خاصمت؟!
19- هل صمت عن الجلوس في الطرقات، ولم تزل تؤذي الناس؟!
20- هل صمت عن القسوة، ولم تضحك في وجه يتيم؟!
21- هل صمت عن الخيانة، ولم ترد الأمانة؟!
22- هل صمت عن نقض العهود، ولم تفِ بالوعود؟!
23- .....
24- .....
25- وكثيرة هي الأسئلة، والرجل يكاد يذهل من ضعف بعض إجاباته، ولم يزل كذلك حتى داهمه الوقت، وحان سحور الليلة الحادية والعشرين، فتناوله وعلى عاتقه كشف حساب الليالي السابقة، وأدرك أنه لا بد من المبادرة في تقوية إجاباته في العشر الأواخر من الشهر المبارك، عساه يكون من الفائزين.