عرض مشاركة واحدة
  #87  
قديم 26-04-2021, 03:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان المبادرة .. الدعاء الدعاء






وصال تقة






انكسِرِ انكسار الضعيف الخاضعةِ رقبتُه لمولاه..





لا تعجِزْ عن طرق بابه، واستكثر من إعادة القرع، وأنِخْ مطاياك بباب الحَيِيِّ الذي يستحيي أن يرد صفرًا من يمد إليه يديه..





ولقوة الرجاء وانتظار الفرج وتأميل كشف الضر: حلاوة وخفة ونشاط وطمأنينة تعقب الدعاء المُلحَّ الصادق، المبلل بدموع الطمع في عطايا الكريم الجَوَاد.. وذاك الذي أضناك التعبير عنه، وأنهكك بيانه، وتمنَّعت عنك فصاحتك في إظهاره.. يكفيك أن العليم بالخبء والسر وأخفى، أعلم به وبحالك منك..





فماذا لوكان هذا الدعاء قد عطره طيب خُلوفك وأنت صائم، أو أضاءته قناديل قلبك الساجد بين يدي الكريم الجَوَاد الودود في الثلث الأخير من الليل وهو يتودَّدُ لعباده ليستغفروه؟! لم لا نستغل كرم الكريم، وننكسر بين يديه، ونقبل على عطائه وقد فتح لنا أبوابه وهيأ لنا خزائنَ جوده في كل آنٍ وحين، ولم يجعل للدعاء تاريخ صلاحية ولا وقتًا معينًا للوفود عليه؟!





وتصوَّر لو أن الدعاء كان محددًا بساعة معينة من ليل أو نهار، وأكثر من ذلك لو كان محددًا بيوم معيَّن من الأسبوع أو من الشهر أو من مواسم الخيرات، كيف سيكون حالنا؟ نجمع الهموم والحاجات والأحزان في قلوبنا، أو لربما فرغنا شحنتها بالبوح لغيرنا، ونحن موقنون أنه لن يعدو أن يكون بوحًا وبوحًا فقط..، ثم ننتظر ساعة الدعاء المحددة..، فإذا ما غفَلْنا أو انشغلنا عنها، فاتتنا الفرصة، فاضطررنا إلى انتظار اليوم الموالي أو الشهر أو النفحة الموعودة، بنفس الحمل القديم، مع إضافة هموم جديدة: همُّ الأسى على إضاعة فرصة اللجوء إلى الله.. وهمُّ الخوف من إضاعة ما يستقبل من فرص..





لك الحمد يا قريب يا ودود، يا مجيب الدعوات، لك الحمد أن جعلت أبوابَ الدعاء مفتوحة آناء الليل وأطراف النهار، وهدَيْتَ إليها من تعلَّق قلبه بك وبالرجاء فيك..





لك الحمد من إلهٍ رحيم، علمتَ حاجة عبيدك لك، وفاقَتَهم لقُربك ومعيتك، واضطرارهم لكلئك وولايتك، فكنت أقربَ إليهم من حبل الوريد: قريبًا بإحاطتك، وبإجابتك وإثابتك..



فلك الحمد ولك المنَّة، ولك الثَّناء الحسَن..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.08%)]