مبارك عليك الشهر (22)
أ. محمود توفيق حسين
عندما يقتربُ رمضان من نهايته
وتجهزين أقراص العَجوة
وترصينها في قفصٍ وقد بانَ على وجهكِ الحزن
استعداداً الزيارة قبرِ أبيك كعادتك السنوية في زيارته أول أيام العيد
حيث توزعين الأقراص هناك لجيرةِ المقابر الفُقراء
لا تفكِّري بأنها صلةُ رحم
بل فكِّري في أن صلة الأرحام تتسعُ لها الأرض في غير المقابر
ويتسع لها العالم كله
لا تفكِّري بأنه قد جرَت العادة بزيارة الموتى يومَ العيد
بل فكِّري في أنه تخصيصٌ لم يأتِ به الشرع
لا تفكِّري في أن الأمر من افتكار الموتى والوفاء لهم
بل فكري في أنه لن يصِلَ الميت دموعُ العائلة
بل يصلهُ دعاءُ الصالحين من أولاده.
عيدك كماء السماء مُفرح