أخلِصْ وأحسن فيما بقي ليغفر اللهُ ما مضى
وصال تقة
والتوبة تجُبُّ ما قبلها..
وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها..
قد كان التقصير - ولا محالة - فيما مضى من أيام، لكن ترانا سنقف على الأطلال نبكيها، وعلى الميت نسقي قبره حسرة ودموعًا؟
ترانا سنقف عند بداية الطريق ونعتذر لأنفسنا ونعذرها على الضعف وقلَّة الحيلة وتلبُّسها بالتفريط؟
ترانا سنقف عند محاسبة النفس على التقصير، وعلى إخلاف الوعد، ونشتغل بتقريعها وفقط بتقريعها، فنجمع على التسويف بطالة واستغراقًا في اللحظة الحاضرة؟ أم أننا سنحاول الاستفادةَ من "اللحظة الماضية" واستغلال "اللحظة الحاضرة" من أجل نظرة متَّزنة للتخطيط للمستقبل؟
وسنعد ربَّنا - على ما نحن عليه من تسويف وغفلة - بالعمل الدَّؤوب وعدم تفويت فرصة العتق والنجاة؟ فنصدق الدعاء له سبحانه أن يأخذ بأيدينا وألا يؤاخذنا بضعفِنا وتقصيرنا.. ونستمد ممَّن عبادُه سوانا كثيرٌ ولا ربَّ لنا إلا هو سبحانه، توفيقه وهدايته وإعانته على النفس المتمنعة الجموح؟!
لم يبقَ الكثير، إنما هي أيام وليالٍ لنعانق ليلة العتق والعفو؛ فاللهم لا تحرِمْنا عفوك وفضلك وشهود مِنَّتك..