عرض مشاركة واحدة
  #104  
قديم 30-04-2021, 06:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,847
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

فرحة وبهجة
محمد إياد العكاري



ها قد انتهى رمضان وقلوبنا تتحسر على وداعه، وأرواحنا تئنُّ حزناً على فراقه، أتى ومضى سريعاً، فما أكرمه على قلوبنا من ضيف حلَّ علينا بالخيرات والبركات، وما أعظمه في أرواحنا من شهر نتوق فيه للرحمات والنفحات، مرت أيامه ولياليه، وذهب أثر صيامه وأماسيه . كأنها البرق لمحةً، والريح سرعةً فما استقبلناه حتى ودعناه، ومضت معه صحائفنا وأعمالنا وما سطرنا فيه فهل يا تُرى فزنا بآماله ومراميه؟ وهل نلنا ما أعد الله سبحانه لنا فيه؟ نرجو المولى سبحانه وهو ذو المنِّ والعطاء صاحب الفضل والجود أن يعفو عن الزَّلل، ويرزقنا الإخلاص لنخرج منه، بحلل العفو والغفران، والعتق من النيران، وهذا هو الفوز وهذا هو العيد، أجل هو الفرحة بعد الطاعات، والقبول بعد القربات، فليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن صام وأناب، وقام وتاب وهذا هو السعيد بالعيد، وللشاعر علي الزبيدي أبياتٌ يقول فيها: قف أيها الشهرُ لو يستوقف العجلُ ***أهكذا" أجمل الأيام تُختزلُ قف لم يزل للمشوق الصبِّ ظامئةٌ*** ترنو إليك وفي أحداقها وجلُ رحلت لا لوم إذ يبكيك ذ و شجنٍ***فربما حال د ون الملتقى الأجلُ وأقبل العيد هل يلقاهُ من حُرموا ***هيهات ليس لهم، بل عند من قُبلوا أجل هو العيد لمن يتقبل الله منه، وهو الكريم المنان ذو الجود والإحسان، هذا هو العيد فرحةٌ بالصيام، وبهجةٌ بالقبول، ومتعةٌ بالوصول، ثم لينهي المسلمون صيامهم بصدقةٍ الفطر طهرةٌ للصائم وطعمةٌ للفقراء، وغنى وكفٌ لهم عن السؤال، ليبدأ المسلمون عيدهم بالتكبير والتهليل، وما أنداه والله وما أبهى موسيقاه. الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلاً. لا إله إلا الله ولا نعبدوا إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. ليتواصلوا بعدها وترى العناق والتقبيل، وتشهد الفرحة تسكن الوجوه، والبهجة تغمر القلوب، وتلقى فيه البر والصلة، والخير والحب، والصفاء والود العيد فرحةٌ وبهجة أجل والله فطوبى وطوبى للجميع وكل عام وأنتم بخير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.65 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.11%)]