وسائل الإعلام
الرائي (التلفزيون)
د. فهمي قطب الدين النجار
• ومن الرعاية للأبناء والأجيال القادمة الاهتمام الجِدِّي بهذه الوسيلة الخطيرة - إن وُجِدت - في بيوتهم، والتعامل معها بحزم لا هوادة فيه، وبالأسلوب الحكيم والتربوي، الذي لا ينقلب إلى ضده، فيُنفِّر الأبناء مِن آبائهم وأمهاتهم، مع مراعاة النقاط التالية:
1- تعويد الأطفال منذ الصِّغر على النوم المُبكِّر ليلاً، وهذا يَستدعي قفل الجهاز في ساعة معيَّنة مهما كانت البرامج التي تُقدَّم فيه.
2- تعويد الأطفال على عدم الجُلوس الطويل أمام الشاشة الصغيرة، وانتِقاء البرامج لهم.
3- تعريف الأبناء بأن الواجبات الدينيَّة، أهم مِن أي أمر آخَر، فلا يَشغَلهم الرائي عن الصلاة مثلاً، وكذلك الواجبات التعليميَّة، فلا يشغلهم عن أداء واجباتهم المدرسية.
4- تعليم الأبناء منذ صغرهم بالحلال والحرام، والخير والشر؛ حتى يستطيعوا أن يُميِّزوا ما يُعرَض عليهم في وسائل الإعلام جميعًا - ومنها الرائي - من خير أو شرٍّ، ويَزِنوا جميع الأمور بميزان الإسلام.
5- يَحرِص الأب أن يكون موجودًا - بقدر الإمكان - مع أبنائه، وإلا حلَّت الأم محله، وخاصة أثناء عرض بعض البرامج التي ظاهرها جيِّد، إلا أنها تَدُسُّ السمَّ في الدسم، فيَعترِض الأب أو الأم على كل موقف أو مشهد يَتعارَض مع الإسلام، ويُبيِّن موقف الإسلام منه، مثل: (سفور المرأة، والاختلاط، أو لَعِب الميسر، أو شرب الخمر)، مما يتخلَّل المسلسل أو الفيلم السينمائي، وموقف الأبوَين هذا يُرسخ في ذهن الطفل هذه المفاهيم، فيبدأ بعد ذلك الحكم بنفسه على ما يراه، ويُخفِّف كثيرًا من مضارِّ ما يُشاهِد.
6- يُعوِّد الأبوان أبناءهما على عدم سماع الأغاني الرخيصة للرجال والنساء والموسيقا، وذلك منذ الصغر، ويُكلِّفونهم بقفل الجهاز إن عرض ذلك، وحتى الموسيقا التصويرية التي تتخلَّل بعض المشاهد، فيَنخفِض صوتها، وخاصة أن هذا الأمر مُتيسِّر بواسطة الجهاز المرافق للرائي، والذي يُستعَمل عن بعد لاسلكيًّا، فإن تعوَّد الأبناء على هذا، فإنهم سيتصرَّفون بهذه الطريقة ولو غاب الأبوان عنهم.
7- يُنمِّي الأبوان في أبنائهما وبناتهما الهوايات المُفيدة؛ بحيث يشغلون فراغهم، فيَنصِرفون عن التليفزيون في أثناء ذلك، مِثل المطالعة للقَصص الدينيَّة المفيدة، أو إشراكهم في المراكز الثقافية، أو الاجتماعية، أو مراكز تحفيظ القرآن الكريم.
8- يُروِّح الأبوان عن أبنائهما أثناء الإجازات الأسبوعيَّة، فيَخرُجون معهم إلى النزهات؛ بحيث يَقضي الجميع وقتًا ما خارج المنزل، مع عدم إخراج جهاز الرائي معهم، كما هي عادة بعض الآباء الجَهَلة.
9- يعرف الآباء أبناءهم بأن أكثر البرامج في الرائي، وخاصةً المُسلسَلات والأفلام وحتى أفلام الرسوم المُتحرِّكة (الكارتون)، مصدرها الدول الأجنبية والتي أكثرها معادية للإسلام وللمسلمين، ولا تُريد خيرَهم أبدًا، وهدفها إفساد المسلمين في أخلاقهم، وإبعادهم عن دينِهم؛ حتى يبقوا تحت سيطرتهم وطغيانهم، مع إعلامهم أن اليهودية العالمية هي التي تُسيطر على جميع وسائل الإعلام والوكالات في الغرب؛ لذلك لا تُقدِّم لنا إلا الشر، ولكن بلباس برَّاق جميل.
هذه بعض النقاط التي أرى أن يُراعيَها رعاة المسلمين اليوم، وأقصد الآباء منهم، ولا شك أن الآباء الواعين عندهم أكثر من وسيلة لفائدة أبنائهم، وما هذه إلا ذكرى لعلها تنفَع المؤمنين.
[1] ارجع إلى كتاب "أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون"؛ تأليف: جيري ماندر، ترجمة سعيد منيمنة، نشر دار الكلمة الطيبة، ط 1 1410هـ - 1990م (ص: 340)، وجيري ماندر إعلامي أمريكي قضى خمسة عشر عامًا مدير دعاية وعلاقات عامة، وقد عرَف بخبرته الطويلة خطر التلفزيون على الجنس البشري، وألف كتابه هذا لبيان هذا الخطر.
[2] المرجع السابق (ص: 210).
[3] المرجع السابق.
[4] المرجع السابق. (ص: 97) و(ص: 341).
[5] كتاب التلفزيون والطفل لمجموعة من المواطنين الغربيين (2: 8) مؤسَّسة سجل العرب 1967م.
[6] الإعلام الإذاعي والتلفزيوني؛ الدكتور إبراهيم إمام، من صفحة 241.
[7] المرجع السابق (ص: 245).
[8] المرجع السابق (ص: 247 - 248).
[9] المرجع السابق (ص: 238).
[10] المرجع السابق (ص: 233).
[11] الآثار النفسيَّة والاجتماعيَّة للتلفزيون العربي؛ د. عبدالرحمن عيسوي (ص: 114).
[12] ارجع إلى كتاب "أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون"؛ (مرجع سابق) (ص: 169).
[13] المرجع السابق (ص: 208).
[14] الإعلام الإذاعي والتلفزيوني؛ الدكتور إبراهيم إمام (ص: 241 - 242).