[ابوالوليد المسلم]

هموم
د. عبدالحكيم الأنيس

بقلبي همومٌ لا أطيقُ لها ردَّا

فمَنْ سامعٌ صَوتي ومَنْ يُنْجِزُ الوعدا

أبيتُ على شوكِ القتادِ مُؤرَّقًا

أُراعي نجومَ الليل أرقبُها عدَّا

تُراودني الذكرى فأصرخُ شاكيًا

وأبكي أويقاتٍ سعدنا بها جِدَّا

وتلحظني الأحزانُ كالشن باليًا

فتمتدُّ في جسمي ومَنْ يَدفع المَدَّا

همومي كثيراتٌ أَضيقُ بدفعها

اذا رثَّ حبلٌ قامَ آخرُ واشتدَّا

ففي الروح وجدٌ دونَهُ النارُ تغتلي

شقيتُ به دهرًا ولم أبصرِ السَّعدا

يعذِّبني ليلًا طويلًا فإنْ مضى

دهاني نهارًا ما أحسُّ به يَهدا

وفي أمتي جرحٌ وثانٍ وثالثٌ

لقد كشَّرَ الباغي ولم يَكتُمِ الحِقدا

وأبناؤُنا في غفلةٍ عَنْ مصيرهم

فلا طلبوا عزًّا ولا حاولوا مجدا

تدورُ رحَى الدنيا على الدينِ جهرةً

وأمسَوا على دعدٍ يَدورونَ أو سُعدى

يريدون إدراكَ المعالي رخيصةً

وما أقسَموا عهدًا ولا أجلَبوا حَشدا

نيامٌ رؤى الآمالِ في الطيفِ حسبُهمْ

وإنْ غامَتِ الدنيا وإنْ رعدَتْ رَعدا

همُ القومُ في زهدٍ عن المجدِ والعُلا

فأكرِمْ بهم قومًا وأعظِمْ به زُهدا!