عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25-05-2021, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: جولة في ديوان "من يطفئ الشمس؟!"

دعاباته:



وإذا كنا قد شاركنا شاعرنا أحزانه ولَوْعاته بفَقْده والدته الغالية، فلنشاركْه في دعاباته الأخوية لأهل حمص في قصيدته "يا حمص"، وهي مدينة يُوصَف أهلها بالفطرة وطيبة القلب والبساطة أو سَمَّها ما شئت، ويقدِّم قصيدته برغبته الحارة "أن أكون حمصيًّا لأن لدي عددًا من المؤهلات التي تجعلني جديرًا بهذه النسبة"، ويلقيها في حفل زفاف، فيكون لهذه الدعابة من الأثر ما يمتع المحتفلين، مفتونًا بأبنائها الغُرِّ الكرام وصباياها الحسان معدِنًا ومنظرًا:





يَا حِمْصُ إِنِّي عَاشِقٌ مَفْتُونُ

بِخِصَالِكِ الْحُسْنَى وَهُنَّ فُنُونُ




أَبْنَاؤُنَا الْغُرُّ الكِرَامُ جَدَاوِلٌ

وَبَنَاتُكِ الرَّيْحَانُ وَالنَّسْرِينُ




يَا حِمْصُ عِنْدِي فِي هَوَاكِ شَوَاهِدٌ

وَقَصَائِدٌ وَحَقَائِقٌ وَظُنُونُ












وما ندري ما هذه الظنون بعد الحقائق؟!





يَا حِمْصُ جُودِي لِي بِمَا أَهْفُو لَهُ

لِأَظَلَّ أَعْلُو سَيِّدًا وَأَكُونُ




كَبَنِيكِ حَيْثُ "جُنُونُهُمْ وَفُنُونُهُمْ"

وَأَظَلُّ أَحْفَظُ عَهْدَهُمْ وَأَصُونُ




يَا حِمْصُ أَعْطِينِي مُنَايَ فَإِنَّنِي

أَرْجُو الْوِصَالَ وَإِنَّنِي مِسْكِينُ




جِنْسِيَّةً أَزْهُو بِهَا في صُحْبَتِي

وَكَأَنَّنِي فِي عَرْشِهِ هَارُونُ












وإذا كان يجوز للحمصي بالولاء أن يستجيب لرغبته وأن يحقق له مناه، فإنني أرحِّب به أخًا حمصيًّا كريمًا، وكان باستطاعته أن ينال هذا الشرف من غير إلحاحٍ في الطلب، لو أنه عرَّج على حمص في سعيه إلى دمشق لاختيار شريكة حياته، ولو فعل ذلك لتغنى بحمص جادًّا تغنِّيه بدمشق ومَن فيها:





يَا شَامُ أَنْتِ عَلَى الزَّمَانِ وِسَامُ

بَاقٍ بَقَاءَ الْخُلْدِ لَيْسَ يُضَامُ




يَا شَامُ تَعْرُونِي لِذِكْرِكِ هِزَّةٌ

أُمَوِيَّةٌ هِيَ فِي الْعِظَامِ غَرَامُ




وَأَنَا الَّذِي شَاقَتْهُ مِنْكِ عَوَارِفٌ

جَلَّتْ، وَيَشْتَاقُ الْكِرَامَ كِرَامُ












فهنيئًا لشاعرنا هذا التغنِّي وتلك الدعابات، ونحن نترقَّب صدور إخوة ديوانه هذا بفارغ الصبر، بعد أن تفرَّغ شاعرنا لجمع ما تناثر من قصائده وإبداعاته؛ لتأخذ أمكنتها في أرفف مكتباتنا، وتستمتع بها أذواقنا، وتغني بها عقولنا وقلوبنا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]