
31-05-2021, 02:47 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,364
الدولة :
|
|
رد: جدلية مكونات العملية التعليمية
ومن خِلال مشروعين شخصيَّين لأستاذتين طالبتين بالمركز التربوي الجهوي بمراكش تحت إشرافي (2006/2007) حول جودة التعليم عند إحداهما، وتخصيص هذه الجودة بالمجال الصحي والبيئي عند الأخرى، توصَّلتا إلى نتائج مُذهِلة عن طريق استِبيانٍ مُوزَّع على مجموعة من التلاميذ والأساتذة والإداريين، في عددٍ من المؤسَّسات الثانوية والإعدادية بمراكش، سأقتَصِر على ذكر أجوبة التلاميذ:
• هل المؤسَّسة قريبة من مصدر إزعاج؟
55% نعم، 45% لا.
• هل التشجير موجود بمحيط المؤسَّسة؟
37,5% نعم، 62,5% لا.
• هل التشجير موجودٌ داخل المؤسَّسة؟
50% نعم، 50% لا.
• هل المؤسَّسة مربوطةٌ بشبكة الماء الصالح للشرب؟
70% نعم، 30% لا.
• ما وضعيَّة الصرف الصحي؟
3,7% جيدة، 60% سيِّئة، 36,25% متوسطة.
• ما وضعيَّة المراحيض بالمؤسَّسة؟
0% جيِّدة، 31,25% سيِّئة، 6,25% متوسِّطة، 62,5 غير موجودة.
• هل تدخن؟
12,5% نعم، 87,5% لا.
• هل لك علاقةٌ بالكحول؟
13,75% نعم، 86,25% لا.
• هل تَتعاطَى المخدِّرات؟
11,25% نعم، 88,75% لا.
• هل تعرف الأمراض الناتجة عن هذه الأصناف؟
72,5% نعم، 27,5% لا.
• ما هي هذه الأمراض؟
23,75% يعرف، 33,75% لا يعرف، 42,5% يخلط.
• هل تعرف عن الأمراض المنقولة جنسيًّا؟
56,15% يعرف، 22,5% لا يعرف، 21,5% يخلط.
• اذكر بعض طرق انتقال هذه الأمراض.
68,75% يعرف، 31,25% لا يعرف.
• ما طرق الوقاية منها؟
68,75% يعرف، 31,25% لا يعرف.
• هل يوجد بالمؤسَّسة نادٍ صحي؟
17,5% نعم، 82,5% لا.
• هل يوجد بالمؤسَّسة نادٍ بيئي؟
12,5% نعم، 87,5% لا.
• ما دور كلٍّ منهما في التثقيف الصحي والبيئي؟
25% يعرف، 75% لا يعرف.
• هل تشارك فيهما أو في أحدهما؟
16,25% نعم، 83,75% لا.
• ما نوع الأنشطة التي يقدِّمها كلٌّ منهما؟
11,25% يعرف، 88,75% لا يعرف.
• ما هدفك من الدراسة بالأساس؟
40% التعلُّم، 50% الوظيفة، 10% تلبية رغبة الوالدين.
• ما مَدَى استفادتك من المعلومات التي تتلقَّاها داخل المدرسة، وتوظيفك إيَّاها في حياتك اليوميَّة؟
40% بنسبةٍ كبيرة، 60% بنسبة متوسِّطة.
• هل المقرَّرات والمناهج الجديدة تُحَقِّق مردوديَّة جيِّدة؟
30% نعم، 20% لا، 50% في بعض الأحيان.
• كيف يُؤَثِّر المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي على عطائك الدراسي؟
50% سلبًا، 50% إيجابًا.
• هل تُتابِع أسرتك سيرَ دراستك داخل المدرسة؟
20% نعم، 60% لا، 20% في بعض الأحيان.
• هل تجد في بعض أساتذتك تمييزًا في المعاملة بين التلاميذ؟
60% نعم، 30% لا، 10% في بعض الأحيان.
• ما مدى إخلاص أساتذتك في أداء واجبهم المهني؟
30% كلهم، 50% أغلبهم، 20% بعضهم.
• هل يوجد في أسرتك حاملو شهادات مُعَطَّلون عن العمل؟
70% نعم، 30% لا.
• هل يُؤَثِّر وجود حامِلي شهادات معطَّلين من أسرتك على جديَّتك في التحصيل الدراسي؟
60% نعم، 10% لا، 30% في بعض الأحيان.
• هل البنيات التحتيَّة والتجهيزات في المؤسَّسة مساعدة على توفير جَوٍّ مُلائِم لتحصيل جيِّد؟
10% نعم، 90% لا.
ولعلَّها أرقام تَتضافَر في بيان جوانب مهمَّة من مَكامِن الخَلَل في المنظومة التعليميَّة، كما تُوضِّح بجلاءٍ الجوانب الأساسيَّة الواجب معالجتُها للارتِقاء بجودة التعليم.
فهل من إصلاحٍ لهذا الوضع التعليمي المُتَقهقِر؟
إذا توافَر لدينا محتوى معرفي سليم ومُتَّزِن في جميع المواد التي تُلامِس في المتعلِّم جوانبه المعرفيَّة والوجدانية، والمهارية والسلوكية، والحس حركيَّة والعقلية، ووجدت المنهجيَّة السليمة للتدريس méthologie، واستهداف تحقيق الكفايات المرسومة، مع وجود آليَّات القياس والتقويم والدَّعم، وهي العناصِر التفصيليَّة للعمليَّة التعليميَّة - فإنَّ مفتاح النَّجاح بيد المعلم - بعد الله تعالى - فهو القدوة المثاليَّة للتلميذ، والأب الثاني لأجيال المتعلِّمين، وصاحب المفتاح السحري بتَوفِيق الله - تعالى - في إكساب المواقف عند التلميذ؛ هو الذي يستَطِيع الإقناع، والحمل على الفكرة، وهو الذي يستَطِيع بناء الإنسان القادر على العَطاء، وتحمُّل المسؤوليَّة، هذا المعلِّم إذا تَشبَّع بالرسالة التربويَّة السامية، وقصَد إصلاح المتعلِّم وتحقيق النفع له - بلَغ الغاية، وحقَّق المُنية.
وقد "صنف "fleming" مهامَّ المدرِّس ضمنَ سبع وظائف، هي: كاشف عن الدافعيَّة، منشط، مرشد في الدراسة، ملاحظ ومراقب للتطوُّرات ومظاهر التقدُّم، صانع وتقني، مجرب، إداري ومعالج"[13].
ويَذهَب havighurst وneugarten إلى أنَّ مهمَّة المدرِّس هي تركيبٌ لمجموعةٍ من الأدوار التي تتَحدَّد في كونه: وسيطًا في الدِّراسة، ضابِطًا للنِّظام، نائِبًا عن الآباء، حكمًا، مؤتمنًا على الأسرار، وممثلاً للمجتمع[14].
ويُمكِن إرجاع مفاتيح النَّجاح لدى المعلِّم إلى عِدَّة أسباب، لعلَّ من أهمِّها أحد عشر سببًا:
1 - تشبُّعه بحبِّ المهنة، والتَّفانِي في السُّمُوِّ بها، وتحقيق أهدافها، في حديث أبي سعيد الخدري - رضِي الله عنْه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((سيَأتِيكم أقوامٌ يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبًا مرحبًا بوصيَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - واقنوهم - أي: عَلِّموهم))[15].
2 - أن يكون قدوةً في نفسه، مثالاً لغيره، وما أخطر فِصام الأستاذ بين قوله وفعله على نفسيَّة التلميذ! وقديمًا قال أبو الأسود الدؤلي:
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ 
وصِفَة الفصام هاته تظهَر على وجه المعلِّم، حتى قيل: "كن صحيحًا في السر، تكن فصيحًا في العلانية".
3 - اتِّهام نفسه عند عدم حصول الفَهْم، فقد يكون ذلك بسببه هو لا بسببٍ آخر، قال بكر بن عبدالله المزني (تابعي جليل): "إذا وَجدت في إخوانك جفاءً، فذلك لذنبٍ أحدثْتَه، فتُبْ إلى الله - تعالى - وإذا وجدت منهم زيادة محبَّة، فذلك لطاعةٍ أحدثْتَها، فاشكر الله - تعالى".
4 - حسن التخطيط للدرس، والبراعة في تحديد الأهداف/ الكفايات، ومحاولة الوصول إليها؛ كالتصميم لبناء بيت، فكيف وهو يَبنِي النُّفوس والعُقول، والأفكار والوجدان، وقد قيل: "إذا كنت تستطيع رؤيةَ الهدف، استطعتَ تحقيقه، وإذا لم تعرف أين تذهب، فكيف تعرف أنك وصلت؟".
والنجاح في تحقيق الأهداف يقتَضِي خطوتين: التخطيط، والتنفيذ وفق المخطط، والتجرِبة تقتَضِي (القياس مرَّتين لتقطيع الخشب مرَّة واحدة).
5 - الرِّفق بالمتعلِّم وحسن معاملته، والأخذ بيده للفهم، بدون تعنيفٍ أو تشديد، وفي الحديث يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلِّمكم))[16]، ولذلك قال schilder: "المدرِّس قائدٌ، يمثِّل كلاًّ من الأب والأم".
6 - مراعاة الفُرُوق الفرديَّة (البيداغوجيَّة الفارقيَّة pédagogie différentielle)، التي ظهرت مع لويس لوغراند louis legrand سنة 1973؛ من أجل تحقيق التواصُل البيداغوجي المعتَمِد على الرصيد المعرفي والعاطفي للمتعلِّم، وهو ما يقتَضِي مراعاةَ الفَوارِق بين التلاميذ، والانفِتاحَ عليهم، وعدمَ إقصائهم، والاعتمادَ على التفريد، واعتبارَ الخصوصيَّات.
قال علي بن أبي طالب - رضِي الله عنْه -: "حدِّثوا الناس على قدر عقولهم"[17].
وقالت عائشة - رضِي الله عنْها -: "أمَرَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن نُنزِل الناس منازِلَهم"[18]، وبوَّب البخاري: (باب مَن خصَّ بالعلم قومًا دون قومٍ كراهية ألا يفهموا)[19]، وقال عبدالله بن مسعود - رضِي الله عنْه -: "ما أنت بمحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولُهم، إلا كان لبعضهم فتنةً"[20].
وفي حديث أنسٍ - رضِي الله عنْه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه: "كان إذا تكلَّم بكلمةٍ أعادَها ثلاثًا؛ حتى تُفهَم عنه"[21].
وقد قيل: "حتى تستطيع رفع التلميذ الذي وقع على الأرض، عليك أن تنحَنِي له وترفَعَه برفقٍ، وإلا فكيف تصل إليه؟!".
7 - تقديم التلميذ، والتعامُل معه على أنَّه شريكٌ في العمليَّة التعليميَّة التعلُّميَّة؛ بل هو محورها، له وزنُه وقيمتُه، مع افتِراض ذكائه وقدرته على الفهم، وممَّا جرى في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - أنَّه اختَبَر الصحابة ذاتَ يومٍ، وكان من بينهم عبدالله بن عمر - رضِي الله عنهما - وهو طفلٌ صغير، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ من الشجر شجرةً لا يَسقُط ورقُها، وإنها مثل المسلم، فحدِّثوني ما هي؟))، فوقَع الناس في شجر[22] البوادي، قال عبدالله بن عمر - رضِي الله عنهما -: ووَقَع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدِّثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: ((هي النخلة))، قال ابن عمر - رضِي الله عنهما - فحدَّثت أبي بما وقع في نفسي، فقال: لأن تكون قُلتَها أحبُّ إليَّ من أن يكون لي كذا وكذا؛ أي: من الأموال".
وقد حصلت تجرِبةٌ في بريطانيا؛ حيث تَمَّ إجراءُ فحصٍ للطلاَّب على الكمبيوتر، وكان برنامج الكمبيوتر مُصَمَّمًا على أن يُفرز الطلاب في مجموعتين: مجموعة الأذكياء، ومجموعة الأغبياء، ولكنَّ خطأً في البرنامج لم يُنتَبَه إليه جعَل الكمبيوتر يبدل بين الأسماء، وقسم الطلاب لصفَّين، وأخبر المدرِّسون أنَّ طلاب هذا الصف أغبياء وطلاب الصف الآخَر أذكياء، ودخَل المدرسون إلى دروسهم، فمَن دخل على صفِّ الأغبياء كان يظنُّهم أذكياء وبالعكس، وبعد خمسة أشهر ونصف اكتُشِف الخطأ في الكمبيوتر، فقرَّر المشرفون إعادة فحص الطلاب، وذهلوا لدرجةٍ كبيرة عندما رأوا تقدُّمًا كبيرًا حصَل عليه الأغبياء عندما عُومِلوا باعتبارهم أذكياء، ورأوا تَراجُعًا ملحوظًا للأذكياء عندما عُومِلوا باعتبارهم أغبياء.
8 - التنويع في التدريس ما بين الطريقة الإخباريَّة، والحواريَّة، والاستقرائيَّة والاستنباطيَّة، والتعليم بالقصَّة وضرب المثال، وطرح السؤال (التقويم التشخيصي)، وعدم الاقتِصار على واحدة.
9 - تَلقِيح المعلومات وتجديدها عن طريق القراءة المستمرَّة، والاطِّلاع على الجديد في ميدان التربية، وحضور الندوات والمؤتمرات التربويَّة، والاتِّصال بالمجلاَّت المتخصِّصة، ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]، ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76]، ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، ((إنما العلمُ بالتعلُّم، وإنما الحلم بالتحلُّم))[23].
بهذا يستَغنِي التلميذ عن عَناء البحث عن المعلومة، التي قد يُفنِي عمره دُون أن يحصل عليها، وقد يسأل المدرس عن مسألة معيَّنة فيرشد التلميذ إلى المراجع المطلوبة دون كبير عناء، فضلاً عن أنَّ المدرِّس يمتلك مخزونًا علميًّا يمتح منه كلَّما احتاج إليه، وبخاصَّة عند الأسئلة المفاجئة أو المفخخة، ولقد قيل: "مكتبة مثقلة بالكتب، لا تُعادِل مدرسًا جيدًا واحدًا"، وقيل: "لو كان مكانُ المدرس في الفصل أمام التلاميذ، فهو في الحقيقة خلفهم يدعمهم"، وقيل: "التلميذ لا يأتي للمدرسة لأجلك، ولكنَّك أنت مَن يذهب إلى المدرسة لأجله"، وقيل: "أعطِ بلا حدود، ولا تنتَظِر الأخذ".
ولكن دون تكلُّف العلم، وادِّعاء المعرفة، وزعم الموسوعيَّة، فذلك قد يُوقِع في الغرور والتهلكة، ومَن قال: لا أدري، علَّمَه الله ما لا يدري[24].
10 - ملاحظة وسائل التأثير المختلفة؛ لأنَّ طريق إيصال المعلومة يَعُود إلى ثلاثة أقسام:
1 - القسم المعنوي من إلقاء الدرس، وهو المعروف بالمحتوى والموضوع (المعرفة).
2 - القسم الصوتي؛ أي: نبرة صوت المعلِّم ودرجاته في أثناء الشرح.
3 - القسم البصري؛ أي: مظهر المعلم وحركاته.
وقد قام البروفيسور (مورابيان) بأبحاثٍ على هذا المستوى، فوَجَد أنَّ 7% من تثبيت المعلومة تأتي من محتوى الدرس، و38% تأتي من العامل الصوتي، و55% تأتي من العامل البصري.
ودِراسة أخرى حول أبرَزِ خصائص المعلِّم الناجح من وجهة نظَر الموجِّهين والمشرِفين التربويِّين والمديرين، والمعلِّمين أنفسهم والتلاميذ، فكانت النتائج هكذا:
• التمكُّن من المادة التعليمية: 63%.
• الديمقراطية والتسامح ومشاركة التلاميذ في اتِّخاذ القرارات: 61%.
• التنويع في أساليب التدريس: 47%.
• التحضير السابق للمادة والحماس الشديد لها: 31%.
• توزيع الأسئلة بالعدل، ومُراعاة الفروق الفردية: 19%.
• التحلِّي بالأخلاق الفاضلة والمبادئ الملتزمة: 18%.
• التأهيل العلمي، والإلمام بالأهداف والمنهج: 18%.
• المحافظة على المظهر بشكلٍ لائق: 17%.
وممَّا يحدث العمليَّة التفاعليَّة بين المعلِّم والمتعلِّم:
• تحقيق رضا المتعلم بما يتعلَّمه وتحبيب المادة إليه.
• التعزيز؛ أي: مكافأة سلوك المتعلِّم الصحيح، وهو مفتاح ضبْط القسم الذي يُعانِي منه بعضُ المدرِّسين، وبخاصَّة في التعليم الخاص، ومن الاستِمالة التربويَّة كلمات التنويه والثناء، وإضافة النقط، والمكافأة بخروجات أو رحلات، أو مسابقات أو ورشات[25].
• التركيز على التغذية الراجعة أو المرتدَّة/feed-back / rétroaction لقياس أثَر المعلومات المقدَّمة للتلاميذ، بما في ذلك التغذية الراجعة الداخليَّة، المنبَثِقة من ذاتيَّة التلميذ، والخارجيَّة التي تأتي من الخارج من الأستاذ أو المحيط، وما يصحَب ذلك من تقويم بأنواعه:
• التقويم التشخيصي évaluation diagnostique.
• التقويم المرحلي/التكويني évalution formative.
• التقويم الإجمالي/الجزائي évalution sommative.
• التقويم المعياري évalution normative.
• التقويم الذاتي auto - évaluation.
11 - ضبط السُّلوك ورُدود الأفعال تجاه المتعلِّم، وهذا يقتضي:
• أن يكون المدرِّس سمحًا هاشًّا، ليِّنًا سهلاً، في غير خوف ولا ملق.
• البعد عن العبوس والتقطيب والشدَّة المفرِطة؛ لأنها لا تأتي بخير، وفي الحديث: ((لم يدخل الرِّفق في شيءٍ إلا زانَه، ولم يُنزَع من شيءٍ إلا شانَه))[26].
• تجنب المبالغة في التأنيب والتوبيخ، والزجر والتهديد والوعيد "رفق من غير ضعف، وحزم من غير عسف".
• ترك احتِقارهم، والسخرية منهم، والتنقيص من شخصيَّتهم؛ فذلك يُورِثهم التقوقُع والانطواء، والعُزُوف عن المشاركة، وقد يؤدِّي إلى الإحباط ثم السقوط.
• لا تضع نفسَك في مواضع التُّهَم، ولا تستَخدِم تلاميذك في أمورك الشخصيَّة وقضاء حاجاتك.
• ادفَع الملالة والسآمَة عنهم بمزج الجدِّ بشيءٍ من الفكاهة والمزاح البريئَيْن، بنسبة ما يُوضَع من الملح في الطعام.
• تحسَّس ظروفهم، وأَسهِم في حلِّ مشكلاتهم.
هذه أهمُّ الصِّفات التي بها يمتَلِك المعلِّم ناصية تلاميذه، فيحبِّب إليهم المادَّة المتعلَّمة، ويَربِط معهم الجسور التربويَّة المطلوبة، ويستَرجِع بعضًا من الثقة المفقودة، وسط الإحباطات المتفشية في المجتمع.
ــــــــــــــــ
[1] "المعين في التربية"؛ العربي اسليماني، ص: 91.
[2] نفسه، و"قضايا تربوية"؛ العربي اسليماني ورشيد الخديمي، ص: 24.
[3] "لسان العرب": "تلمذ".
[4] نفسه: "علم".
[5] "فقه اللغة"؛ للثعالبي، ج 1 ص: 1319.
[6] "قضايا تربوية" ص: 206.
[7] نفسه.
[8] نفسه: ص: 207.
[9] "اللسان": رب.
[10] متفق عليه.
[11] الدريج، 1990.
[12] ينظر موقع: www.bab.com، مقال بعنوان: "التعليم في إسبانيا.. مستوى متطور وتجربة رائدة".
[13] "مجلة علوم التربية" ع 4 سنة 3 مارس 1993 ص: 25.
[14] نفسه: ص:25/26.
[15] "صحيح سنن ابن ماجه" رقم الحديث:201.
[16] "صحيح سنن ابن ماجه" رقم الحديث: 6.
[17] البخاري معلقًا برقم: 127.
[18] مقدمة "صحيح مسلم": ج:1 - ص: 4.
[19] الباب رقم: 49 - ج: 1 - ص: 59.
[20] مقدمة "صحيح مسلم": ج:1 - ص: 10.
[21] البخاري برقم: 95.
[22] البخاري برقم: 91، ومسلم برقم: 2811.
[23] "صحيح الجامع" برقم:2328.
[24] جاء الإمامَ مالكًا وفدٌ من المغرب العربي، وقد سارُوا إليه ثلاثة أشهر، ومعهم ثلاثون سؤالاً، فأجاب عن سبعة عشر، وقال في الباقي: لا أدري، فتعجَّبوا، وصعب عليهم أن يُخبِروا قومَهم بأنَّ الإمام يقول: لا أدري، فقال لهم: "قولوا لِمَن في المغرب: الإمام مالك لا يدري".
[25] ومن وسائل التحفيز: تخصيصُ الجوائز الرمزيَّة للمجتهدِين، وقد كان ذلك معروفًا مشتهرًا عند المربِّين المسلِمين؛ فقد كان إبراهيم بن أدهم يقول: "قال لي أبي: يا بنيَّ، اطلُب الحديث، فكلَّما سمعتَ حديثًا وحفظتَه، فلك درهم، فطلبت الحديث على هذا".
وكانوا يُدمِجون الأطفال في مجتمع الكِبار؛ استفادةً من علمهم، وتمرُّسًا بتجاربهم؛ فقد مرَّ عمرو بن العاص - رضِي الله عنه - على حلقةٍ من قريش فقال: "ما لكم قد طرحتم هذه الأغيلمة؟ لا تفعلوا، أوسِعُوا لهم في المجلس، وأسمِعوهم الحديث، وأفهِمُوهم إيَّاه؛ فإنهم صغارُ قومٍ أوشَكَ أن يكونوا كبارَ قوم، وقد كنتم صغارَ قومٍ، فأنتم اليومَ كبار قوم".
وكان ابن شهاب الزهري - رحمه الله - يشجِّع الصِّغار ويقول: "لا تحتَقِروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإنَّ عمر بن الخطاب كان إذا نزَل به الأمر المعضل، دعا الفتيان فاستشارهم، يتبع حدَّة عقولهم".
[26] "مسند الإمام أحمد" برقم 13555، قال شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|