عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-06-2021, 03:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي فلسفة الموت والحياة في معلقة طرفة بن العبد

فلسفة الموت والحياة في معلقة طرفة بن العبد


أ. طاهر العتباني





(1)

معلقة "طرفة بن العبد" ثاني أهم المعلَّقات الشعرية في الشعر الجاهلي، وتأتي أهميتها - في نظرنا - من أنَّها تُمَثِّل على وجه الدِّقة حياةَ صاحبها الشخصيَّة، وتجربته الخاصَّة، فتتمثَّل فيها قمَّة من قمم الصِّدق الفني والموضوعي، كما أنَّها من ناحية أخرى مثَّلَت - على نحوٍ كبير من المطابقة - حياةَ إنسان الجاهلية، ورؤيتَه، وتصوُّرَه للكون والحياة والإنسان، وحملَت في مضامينها أشجانَه وهمومه، وقضاياه التي شكلت هواجسه، وأسئلته الكبرى التي ظلَّت تُخايله وتمثِّل موقفه من الحياة والموت، كما تمثَّلَت فيها خلاصة تجربته التي قادته إلى نوعٍ من الحكمة الجاهليَّة التي تختلف عن تلك الحكمة التي عرفها العربِيُّ الذي عرف الإسلام، وتأثَّرَت به حياته العامة والخاصة.

وقبل أن نتناول هذه المعلَّقةَ بالقراءة والتحليل، نعرضها مقسَّمةً إلى ما جاء فيها من أغراضٍ، في شكل وحدات على النَّحو التالي:
(1) الأطلال والرحيل:
لِخَوْلَةَ أَطْلاَلٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ
تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ

بِرَوْضَةِ دَعْمِيٍّ فَأَكْنَافِ حَائِلٍ
ظَلِلْتُ بِهَا أَبْكِي وَأُبْكِي إِلَى الغَدِ

وُقُوفًا بِهَا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لاَ تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَلَّدِ

كَأَنَّ حُدُوجَ الْمَالِكِيَّةِ غُدْوَةً
خَلاَيَا سَفِينٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ

عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَامِنٍ
يَجُورُ بِهَا الْمَلاَّحُ طَوْرًا وَيَهْتَدِي

يَشُقُّ حَبَابَ الْمَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا
كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ الْمُفَايِلُ بِاليَدِ



(2) ذكرى وغزل:
وَفِي الْحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ الْمَرْدَ شَادِنٌ
مَظَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ

خَذُولٌ تُرَاعِي رَبْرَبًا بِخَمِيلَةٍ
تَنَاوَلُ أَطْرَافَ البَرِيرِ وَتَرْتَدِي

وَتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَوَّرًا
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهْ نَدِ

سَقَتْهُ إِيَاةُ الشَّمْسِ إِلاَّ لِثَاثِهِ
أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإِثْمِدِ

وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِدَاءَهَا
عَلَيْهِ نَقِيُّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ



(3) ناقة طرفة: المعادل الموضوعي للحياة:
وَإِنِّي لَأُمْضِي الْهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ
بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي




يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]