في مشاركات سابقة اشرت الى حقيقة ان تعاليم الكابالا ظهرت لاول مرة في الفترة البابلية، ليس ذلك فحسب بل ترجمت لكم على الاقل كلام حاخام يهودي قال بانها ظهرت قبل ذلك، اليكم على سبيل المثال ما جاء في مشاركتي رقم (279) من هذا الموضوع
الكابالا ظهرت قبل ظهور افلاطون، فهناك كثير من الغربيين يقولون بان تعاليم الكابالا ظهرت في الفترة البابلية وهناك من قال بانها ظهرت قبل تلك الفترة بزمن بعيد، وانها اي تعاليم الكابالا كما قلت سابقا كانت اسرارها تنقل شفهيا من جيل الى جيل قبل ان تدون فيما بعد وتنظم في بعض المؤلفات
الان اليكم ما قاله رجل الدين اليهودي الذي يسمى rav mordekhai chriqui
والذي قلت بشانه في نفس الرد
وهو يعتبر مؤسس احد المنشآت الثقافية الجامعية ليهود اروبا
في محاضرة اخرى له من ضمن سلسلته بعنوان
Définition et grands thèmes de la cabale - Rav Mordékhaï Chriqui
قال فيها بان :
الكابالا لها جذور لما قبل البابلية (....) الكابالا تعاليم باطنية.
**********
ليس ذلك فحسب بل نقلت لكم في مشاركة قديمة في هذا الموضوع اسم كتاب باللغة الاجنيية واسم مؤلفه الذي اشار فيه الى ان الفلاسفة القدامى كانوا كاباليين اخفوا حقيقتهم لينشروا تعاليم الكابالا في العالم، كل ما فعلوه كي لا يكتشف امرهم ويعرف الناس بانهم كاباليين هدفهم نشر تعاليم الكابالا، انهم غيروا احيانا اسماء بعض المصطلحات الكابالية، وزادو عليها اضافات من عندهم حتى لا يكتشف القارئ دجلهم، وساقدم لكم امثلة قليلة، لانني ان قدمت لكم العديد من الادلة والامثلة من خلال كتب الفلسفة التي املكها ساحتاج اسابيع، مثلا الفيسلوف افلاطون الذي اطلق عليه بعض شيوخ التصوف الاسلامي الشيخ افلاطون !!!!!، لكنني ساركز خاصة على الفيسلوف الكابالي الغنوصي افلوطين صاحب نظرية الفيض التي سرقها شيوخ التصوف الاسلامي وحتى المفكرون العرب القدامى، والذي بدات الحديث عنه قبل سنوات، على سبيل المثال ما كتبته في مشاركتي رقم (351) من هذا الموضوع
وبالمناسبة معنى "الواحد" عند الفلاسفة اليونانيين والكاباليين وغيرهم لا علاقة لها بالله عند المسلمين، وللاسف حتى المثقفين بل الدكاترة منهم المسلمين وقعوا في خطا فادح عندما اعتقدوا بان اليونانيين عندما يتحدثون عن "الواحد" يقصدون به الله عندنا مع ان للامر علاقة بوحدة الوجود، المهم ساثبت لكم فيما بعد بعدم علاقة كلمة "الواحد" في الفلسفة اليونانية وعند الكاباليين والغنوصيين بالله الذي يعبده المسلمين. والادهى والامر ان تجد كتبا بمثل عناوين "افلاطون تحدث عن وحدانية الله" !!!!!، مع ان الله او "الواحد" عند افلاطون مرتبط بفهوم الواحد عند الكاباليين والغنوصيين وغيرهم.
من بين الكتب المهمة كتاب يوسف كرم الذي هو مفكر مصري، على سبيل المثال كتابه الذي املكه
والنسخة الموجودة عندي هي نسخة قديمة كوني اشتريته منذ عدة سنوات،
سانقل لكم مقتطفات من كلامه في نفس كتابه اعلاه في معرض حديثه
عن "افلاطون"
عبر عن الله بالواحد "الواحد بالذات"
وجاء في موضع آخر عن نفس الفيلسوف "افلاطون"
اوردناها بعبارات رسالة "في الخير بالذات او في الواحد" (....)
انه يبين التدرج في الوحدة تبعا للتدرج في الوجود
اما بخصوص حديثه عن "افلوطين" فقد جاء فيه
اما تصوفه، على سموه وحرارته، فموضوع نظر كذلك، ان اتصال النفس بالواحد في مذهبه (....) والواحد غير معين (....) وكيف يكون فقدان الشعور سعادة، وكيف يكون الاول الواحد موضوع سعادة (....) فيجعل الواحد ومعلولاته من جنس واحد، اي يجعل المعلولات مظاهر الواحد
(....) كيف ياتي الى الوجود من الواحد كما هو في نظرما كثرة ما ؟، وكيف لم يبق الواحد في ذاته ؟ نتصور اشعاعا آتيا منه وهو ساكن كما يولد من الشمس الضوء الساطع المحيط بها، وهي ساكنة دائما (....) كلمة الواحد وفعله وصورته. ولكن الواحد ليس عقلا (....) الهبوط في المادة والتكثر (....) والنور ينتشر انتشارا آتيا من خط مستقيم
لما كانت جميع الاشياء صادرة عن موجود واحد كانت مترابطة متطابقة (....) ان الواحد هو الخير بالذات (....)
هذه معالم مذهب افلوطين، ويبدو المذهب محاولة منطقية جزئية لتفسير صدور الكثير عن الواحد
للاسف اظطررت للاختصار الكبير رغم ان هناك كلام طويل مهم، لاحظوا تكرار كلمة الواحد، ولاحظوا تكرار عبارة (الوحدة، الكثرة) التي سرقها المتصوفة المسلمين من الغنوصيين عموما ومن الفلاسفة اليونانيين خصوصا، كما سرقوا مفهوم "الفردانية" المرتبطة ب "الأنا" وغير ها من المصطلحات الباطنية، ولي عودة لشرح ذلك في الايام القادمة باذن الله. ولاحظوا كيف انه هناك اشارة واضحة بان كلمة "الواحد" مرتبطة بوحدة الوجود وذلك في عبارة بخصوص الحديث عن افلاطون
اوردناها بعبارات رسالة "في الخير بالذات او في الواحد" (....)
انه يبين التدرج في الوحدة تبعا للتدرج في الوجود
وهي نفسها الوحدة في مفهوم افلاطون وغيره من الفلاسفة والغنوصيين والكاباليين والمهتمين بالخرافات الطاقة الغربيين وهي نفسها الوحدة التي يتحدث عنها المتصوفة المسلمين، وهي التي تحدثت بشانها في ردود واردة بالجزء السادس، اليكم مقتطفا صغيرا مما كتبته في ردي رقم (437) من نفس الجزء
هذه الصلاة (الصوفية) تعج بالشرك والكفر والزندقة، وقائلها آثم ينال غضب الله عليه، ففيها كلمات تدل صراحة على وحدة الوجود وفيها معاني كانت معروفة عند الغنوصيين القدامى من غير المسلمين، ولولا انه لدي مواضيع كثيرة لكنت فصلت في الشرح والتوضيح، لكن تكفي هذه العبارة التي فيها كلمة (أحدية) التي بينت سابقا بانها تدل على وحدة الوجود، وايضا كلمة الوحدة نفسها التي هي نفسها الوحدة التي يؤدي اليها بلوغ مرحلة اللاثنائية، هذا ما صرح به احد الغربيين، فقائل هذه الصلاة يتمنى ان يتجاوز الثنائية ووهم الانفصال ليبلغ الوحدة التي تجعله يؤمن بالادفايتا او اللاثنائية، اليكم العبارة الواردة في الصلاة المشيشية
و زج بي في بحار اﻷحدية و انشلني من اوحال التوحيد
و اغرقني في عين بحر الوحدة
تابع