
18-06-2021, 03:53 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,511
الدولة :
|
|
رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله
كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
موضوعات سورة البقرة (5)
1- ثم انتقَلَت السورة للتفصيل في كثير من الأحكام العقَديَّة والعملية، ابتدأتْها بذِكرِ آيةٍ جامعة لخِصال البِرِّ وأعظم أصول الإسلام، وبيان أنه ليس البر مجرد التوجه جهة المشرق أو المغرب، وإنما البرُّ بالإيمان بالله وبجميع أصول الإيمان، والعمل بجميع شرائع الإسلام؛ من إيتاء المال على حبِّه للمحتاجين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والوفاء بالعهد، والصبر في البأساء والضراء، وحين البأس، ثم ختم الآية بامتداح أهل هذه الصفات بقوله: ï´؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 177].
2- ثم ذكر وجوب القِصاص في القتلى وحكمتِه، ووجوب العدل فيه، ورغَّب في العفو عنه تخفيفًا منه تعالى ورحمة، وتوعَّد من اعتدى بعد ذلك بالعذاب الأليم، ثم ذكر حُكم الوصية، وحذَّر من تبديلها، ورغَّب في الإصلاح فيها.
3- ثم ذكر فرض صيام رمضان وحكمته وأحكامه، ونزول القرآن في هذا الشهر، وأكَّد وجوب صيامه، وأباح الفطر للمريض والمسافر والقضاء تيسيرًا على الأمَّة، وليكملوا العِدَّةَ، ويُكبِّروا الله على ما هداهم ويشكُروه، وبيَّن عز وجل قُربَه من عباده وإجابته دعوةَ من دعاه، ورغَّبهم في الاستجابة له والإيمان به؛ ليرشُدوا، كما بيَّن حِلَّ الجِماع لياليَ الصوم، وإباحة الأكل والشرب والجماع من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ونهى عن مباشرة النساء حال الاعتكاف في المساجد.
4- ثم نهاهم عن أكل أموالهم بينهم بالباطل، والإدلاء بها إلى الحكام ليأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وهم يعلمون، وأَتْبَعَ ذلك بذكر سؤالهم عن الأهلَّة، وبيَّن لهم الحكمة فيها وفائدتها.
5- ثم أمر المؤمنين بالقتال في سبيل الله للذين يُقاتِلونهم، ونهاهم عن الاعتداء، وحرَّضهم على القتال، فقال تعالى: ï´؟ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ï´¾ [البقرة: 191]، وبيَّن أن الفتنة في الدِّين وصدَّ الناس عنه أشدُّ من قتلهم، ونهاهم عن قتالهم في المسجد الحرام حتى يقاتلوهم فيه، ثم أكَّد قتالهم مرة ثالثة حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدينُ لله، فإنِ انتهَوا كفَّ عنهم، فلا عدوان إلا على الظالمين.
ثم بيَّن أن الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص، فمن اعتدى علينا نعتدي عليه بمثل ما اعتدى علينا في أي زمان ومكان، وحثَّ على تقوى الله والإنفاق في سبيله، وحذَّر من الإلقاء بالأنفُسِ إلى التهلكة بترك الجهاد، ورغَّب في الإحسان.
6- ثم انتقلت السورة إلى الكلام عن الحجِّ وأحكامه وآدابه، بالأمر بإتمام الحج والعمرة لله، وبيان حكم الإحصار والواجب فيه، وفدية ارتكاب المحظور، وفدية التمتُّع، وبديلها، وبيان أن التمتع لغير أهل الحرم، وأن الحج أشهرٌ معلومات، وبيان ما يجب على الحاج تركُه، والترغيب في التزود، والحث على التقوى وأنها خير الزاد، وإباحة طلب الرزق في الحج، والأمر بذكر الله بعد الإفاضة من عرفات عند المشعر الحرام، والإفاضة من حيث أفاض الناس، والاستغفار، والإكثار من الذكر بعد قضاء النسك وفي الأيام المعدودات، وبيان جواز التعجُّل مِن مِنًى أو التأخر.
7- ثم بيَّن أن من الناس ï´؟ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ï´¾ [البقرة: 204]، ساعٍ في الأرض في الإفساد وإهلاك الحرث والنسل، متمادٍ في طغيانه وإفساده، فإذا أُمِر بتقوى الله أخَذتْه العزة بالإثم، فحسْبُه جهنم وبئس المهاد، ومنهم من يبيع نفسه طلبًا لمرضاة الله تعالى، وشتان ما بين الفريقين: ساعٍ في هلاك نفسه، وساعٍ في فكاكها.
ثم أمر عز وجل الناسَ بالدخول في السِّلْم كافة، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان، وحذَّرهم عقاب الله تعالى في الدنيا والآخرة، وضرب لهم مثلًا ببني إسرائيل الذين لم تنجع فيهم الآياتُ، وحذَّرهم من تبديل نعمة الله، والتعرُّض الشديد لعقابه.
وبيَّن أنه زُيِّن للذين كفروا الحياةُ الدنيا؛ ولهذا ركنوا إليها، وأُعجِبوا بها، وصاروا يَسْخَرون من الذين آمَنوا، والذين آمَنوا فوقهم يوم القيامة.
8- ثم ذكر سبب إرسال الرسل، وهو اختلاف الناس بعد أن كانوا أمَّةً واحدة على التوحيد والدِّين الحق، فبعَثَ الله النبيِّين مبشِّرين ومنذِرين، وأنزل معهم الكتابَ بالحق ليحكُمَ بين الناس فيما اختلَفوا فيه، فهدى الذين آمنوا لما اختلَفوا فيه من الحقِّ بإذنه.
9- تلا ذلك تقريرُ أن دخول الجنة يقتضي الابتلاءَ والتمحيص قبل ذلك، كما هي سنة الله تعالى فيمن خلَوا، مسَّتْهم البأساء والضراء وزُلزِلوا.
10- ثم الإجابة عن سؤال بعض الصحابة: ماذا يُنفِقون؟ مبيِّنًا ذلك، وما هو أهم، وهو مصرف الإنفاق.
11- ثم عادت السورة للكلام عن القتال ووجوبه، وبيان أنه أمر شاقٌّ مكروه للنفوس، وكم خير في كثير من المكاره، والإجابة عن سؤالهم عن حكم القتال في الشهر الحرام، وأنه أمرٌ كبير، وأن الصدَّ عن سبيل الله والكفر به والصد عن المسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبرُ عند الله، والفتنة أشدُّ من القتل، وبعد التحريض على القتال ختم بوعد الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله برحمته فقال: ï´؟ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾ [البقرة: 218].
12- تلا ذلك الإجابةُ عن سؤال الصحابة رضي الله عنهم عن الخمر والميسر، وبيان أن فيهما إثمًا كبيرًا ومنافعَ للناس، وإثمُهما أكبر من نفعهما، ثم الإجابة عن سؤالهم عن اليتامى بالترغيب في الإصلاح لهم وأنه خير، وبيان جواز مخالطتهم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|