عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-06-2021, 03:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,188
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن صلاة الوتر

خطبة عن صلاة الوتر


سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي

الحمد لله مفضلِ الأعمال بعضها على بعض، والمتصرف في الأمور كلها بالإحكام والحكم في الطول والعرض، مالك السماوات والأرض، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا يقدِر أحد على القدح في حكمته ولا النقض، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد أهل السماوات والأرض، اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه، ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الحساب والعرض.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله، فإن أصل التقى القيام بالواجبات، وكـمال التقوى وزِينتها تحليتها بالمستحبات، وخصوصًا ما حث عليه الشارع من نوافل الصلاة المؤكدات، فقد حث على الوتر وفضله تفضيلًا، وأمر به وأخبر عن فضله وثوابه إجمالًا وتفصيلًا، فقال: (يا أهل القرآن، أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر، فمن لم يوتر فليس منا)[1].

وإن الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، وهي ما بين أن تصلوا العشاء والفجر، فمن شاء أن يوتر من أول الليل أو وسطه أو آخره، ومن طمع أن يقوم من آخر الليل، فليوتر آخره، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل، ومن شاء أن يوتر بواحدة أو ثلاث أو خمس أو سبع، أو تسع أو إحدى عشرة ركعة، فلا بأس، وله أن يسردها، وأن يسلم من كل ركعتين، فكله ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن نام عن الوتر أو نسيه أو غيره من الصلوات، قضاه إذا استيقظ وذكره، ومن دخل المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، ليتعجَّل من ربه أجره مرتين، ومن توضأ في ليل أو نهار، فليُصلِّ ركعتين خفيفتين.

ومَن حافَظ على ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة تطوعًا، بنى الله له بيتًا في الجنة، أربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر، فهذه الرواتب التي لا ينبغي للعبد أن يتركها، ومن تركها لعذر قضاها.


ومن همَّ بأمر ديني أو دنيوي، فليُصلِّ ركعتين من غير الفريضة، وليدع ربَّه بدعاء الاستخارة المعروف، وليستشرْ في ذلك من هو بالنصح والخبرة معروف، فلا ندم من استشـار ولا خاب من استخار، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 94].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
"الفواكه الشهية في الخطب المنبرية"


[1] الترمذي الصلاة (453)، النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1675)، أبو داود الصلاة (1416)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1169).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.00%)]