عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 21-06-2021, 04:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,490
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كعب بن زهير يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم

كعب بن زهير يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم


أ. طاهر العتباني




وهنا يبدأ مقطع الاعتذار للرَّسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكعب يقدِّم بين يدَيِ اعتذاره للرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمعتقده في أنَّ قدَرَ الله واقعٌ لا مَحالة، وهكذا يُبَرهن في مطلع حديثه عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - واعتذاره له عن صحَّةِ مُعتقَدِه، ويقينِه بالموت:
وَقَالَ كُلُّ خَلِيلٍ كُنْتُ آمُلُهُ
لاَ أُلْفِيَنَّكَ إِنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ

فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أَبَا لَكُمُ
فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعُولُ

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ
يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ



ثم يَلِج إلى موضوع القصيدة الرئيس؛ الاعتذار للرَّسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومدحه، ومَدْح صحابته.

ويبدأ كعبٌ أبياتَ الاعتذار بالإقرار برسالة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأمَلِه في العفو عنده، على ما بلغه من أنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - توعَّده بالقتل.

ونُلاحظ في هذا القِسْم من القصيدة أنَّ لُغَة القصيدة تصبح قريبةَ المأخذ سهلةَ الأسلوب، ولا يبعد كعب كثيرًا في اعتذاره عن أسلوب من سبَقه من الشُّعَراء، كالنابغة؛ يقول النابغة في الاعتذار للنُّعمان:
أُنْبِئْتُ أَنَّ أَبَا قَابُوسَ أَوْعَدَنِي
وَلاَ قَرَارَ عَلَى زَأْرٍ مِنَ الأَسَدِ



ويقول كعب:
أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي
وَالعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ



ولكنَّ كعبًا يُدْرِك أن الموقف بين يدَيْ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَخْتلف عن موقف النَّابغة بين يدَي النعمان؛ إنَّه يقف بين يدي رسولٍ مُكلَّمٍ بكتاب من السَّماء.
مَهْلاًَ هَدَاكَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ الْ
قُرْآنِ فِيهَا مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ



ثم يعود مرَّة ثانية لأسلوب الاعتذار الذي سنَّه النابغة، فبيَّن أنَّ الوُشاة هي التي زادَتْ في الأقوال، وأنَّه لم يُذْنِب:
لاَ تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ فَلَمْ
أُذْنِبْ وَلَوْ كَثُرَتْ فِيَّ الأَقَاوِيلُ



ثم بيَّن أنه قد أتاه من وعيد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما يظلُّ يرعد منه، إلاَّ أن يعفو عنه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بإذن الله - عزَّ وجلَّ -:
لَذَاكَ أَهْيَبُ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ
وَقِيلَ إنَّكَ مَسْبُورٌ وَمَسْؤُولُ

لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ
مِنَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ

حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لاَ أُنَازِعُهُ
فِي كَفِّ ذِي نَقِمَاتٍ قِيلُهُ القِيلُ

لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ بِهِ
أَرَى وَأَسْمَعُ مَا لَمْ يَسْمَعِ الفِيلُ



لقد وضع يدَه في يد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وضْعَ طاعةٍ، لا منازعة، وغمَرَه من هيبة النبيِّ الكريم ما جعله يستدعي وصْفَ الأسد الذي ذكَره النابغة في شطْرٍ من بيت؛ ليُفصِّله كعبٌ في عدَّة أبيات:
مِنْ خَادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ
مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ





يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.68 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]