عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-07-2021, 02:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: باكثير رائد الرواية التاريخية الإسلامية واإسلاماه نموذجا



وهناك شخصيَّةٌ نسائيَّة أخرى كان لها حُضور متميِّز في هذه الرواية، وهي شخصيَّة شجرة الدر التي لم يخرج في وصفها عن وصف التاريخ لها، فقد وصَفَها التاريخ بالطموح إلى السُّلطة، وكان هذا الطموح سببَ هلاكها، وإذا كان المؤلِّف قد تعمَّق في شخصيَّة قطز وجلنار بعض الشيء فإنَّه لم يتعمَّق في أغلب شخصيَّات الرواية، ومنها شخصيَّة شجرة الدر، فقد وصَفَها وصفًا خارجيًّا بما يخدم تطوُّر أحداث الرواية.

ولعلماء الدين دورُهم المشرق في هذه الرواية وأمثالها من الروايات الإسلاميَّة، وذلك من خلال شخصيَّة عز الدين بن عبدالسلام العالِم المعروف، الذي رفَض الصمت إزاءَ ما يجري في دمشق، والذي قام بواجبه كما يمليه عليه الشرع الحكيم في نُصح سلطانها الصالح إسماعيل؛ ممَّا عرَّضَه للسجن والنفي، ومع ذلك لم يتراجَعْ، ولم يتزلزل إيمانه.

ومن خلال المقارنة بينه وبين العلماء الذين آثَروا الصمت وتأييد السلطان إسماعيل، وفضَّلوا التخلِّي عن دورهم، تظهر شخصيَّة هذا العالِم قويَّة جسورة تُواجِه المِحَن بشجاعةٍ وثَبات، ولا تخشى في الله لومة لائم، وهذه الشخصيَّة من الشخصيَّات الجامدة؛ أي: الشخصيَّات التي لم تتغيَّر منذ أنْ ظهرت وحتى نهاية الرواية؛ لأنها تُمثِّل الثبات الذي يجب أنْ يتَّصف به عُلَماء الدِّين في مواقفهم في الشدَّة والرخاء، الذين لا يخافون في الله لومة لائم، كانت هذه رسالة من المؤلِّف إلى علماء السلطة الذين يوالونها في كلِّ شيء، ويفتُون لها بما تريد في كلِّ زمان ومكان.

وهناك شخصيَّة الظاهر بيبرس، الشخصية النامية في الرواية، والتي كان لها دورٌ بارز في الجهاد ضد التتار والصليبيين، ربما نسي المؤلف فضل بيبرس وهو في غمرة تمجيده لقطز، رغم أنَّ معركة فارسكور التي انتصَرَ فيها المسلمون على الصليبيين بقيادة الظاهر بيبرس لم تكن أقلَّ أهميَّةً من معركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون بقيادة قطز، وقد ذكَر المؤلِّف ذلك بنفسه في بداية الرواية حين قال: "وشاءَ الله أنْ تحمِل مصر لواءَ الزعامة في هذا الجهاد الكبير، فتحمي تراث الإسلام المجيد بيومين من أيَّامها عظيمين كلاهما له ما بعده: يوم الصليبيين في فارسكور، ويوم التتار في عين جالوت"[23].

"يبدو من تصويره للبطلَيْن تعاطُفه مع قطز وتبريره له من واقع فعاله ومَواقفه، وإدانته لمواقف بيبرس"[24].

لم يتدخَّل المؤلِّف في تكوين شخصيَّاته في هذه الرواية، فقد ترَكَها تتصرَّف بوحيٍ من ضميرها، كلُّ شخصيَّة وفقًا لما يمليه عليها واقعُها والمسؤوليَّات الملقاة على عاتِقِها، وقد استَطاع عن طريق شخصيَّات روايته - ولا سيَّما الشخصيَّة الرئيسة فيها - أنْ يُطلِعنا على هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمَّتنا الإسلاميَّة، وتتبُّع الأحداث التي وقعت خِلالها، ليس هذا فحسب، بل يُبيِّن أسباب وعلل الأحداث والانتصارات والهزائم؛ كي نتَّعظ ونأخُذ العِبَر والدروس من تلك الأحداث.

ثانيًا: السرد:
تردَّد أسلوب المؤلِّف في هذه الرواية بين سرد الأحداث سردًا مباشرًا، وبيان أسبابها، وتقديم الحلول لها، دُون أنْ يُؤثِّر ذلك على تسلسُل الرواية، بل هو يسبر غورنا من معرفة تفاصيل تلك الأحداث وأسبابها المنطقيَّة، ويضَع أيدينا على مواضع الضعف والقوَّة في السُّلوك الفردي والجماعي؛ ليعرف الناس أين كان الخطأ وكيف يمكن تجنُّب ذلك، ثم يعودُ بالقارئ إلى تسلسُل الأحداث ومتابعتها، والمتابعة هنا تكونُ أنشط، ويكون طعمُها مختلفًا، حيث يكون القارئ قد سبر غور نفسه من معرفة خلفيَّات الأحداث ومُلابساتها.

أسلوب المؤلف في السرد واضح وبسيط، ولكنَّ هذا الوضوح وهذه البساطة لم يكونا في أيِّ حال من الأحوال ولا في أيِّ موضع من المواضع على حِساب الفنِّ والجمال، وهذه الخاصيَّة من خَصائص الأدب الإسلامي؛ لأنَّ الأدب الإسلامي وسيلة من وسائل الدعوة الإسلاميَّة، يدعو إلى الخير والحق، ويقبح الشر والباطل، ويجمل الإسلام في أعين القُرَّاء دعوة لهم للتمسُّك بأهدابه، ويدافع عنه في مقابل الدعوات الهدَّامة الأخرى، وهكذا كان أسلوب المؤلف واضحًا لا يدَع مجالاً للغُموض والشك يُؤثِّران في سير الأحداث التاريخيَّة الواقعيَّة.

وأسلوب السرد بهذا الشكل مع استخدام ضمير الغائب، واستخدام الفعل الماضي، يتناسَب مع الروايات التاريخيَّة التي تنقلنا إلى جوِّ الماضي، وتجعلنا نعيش تلك الأحداث عبر هذه الروايات.

ثالثًا: الحوار:
استَخدَم المؤلف أسلوبَ الحوار بشكلٍ متميِّز، وبلغةٍ عربية فُصحَى قويَّة، تتناسَب مع شخصيات الرواية. ونسبة الحوار في هذه الرواية وروايات علي أحمد باكثير الأخرى نسبةٌ كبيرة، ربما لأنَّ المؤلف كاتبٌ مسرحيٌّ بالدرجة الأولى، وأعماله المسرحيَّة أكثر من أعماله الروائيَّة بكثيرٍ، والمسرح كما نعرف هو الحوار بالدرجة الأولى.

ثم إنَّ المؤلِّف استَطاع من خِلال حوار شخصيَّاته أن يُحقِّق أهدافًا عدَّة؛ أولها: توضيح الأحداث ومسارها، ثم التربية والتعليم بأسلوبٍ غير مباشر، وذلك بدلاً من الوعظ المباشر، وهو في هذه الرواية لم يكنْ مُبالِغًا؛ أي: إنَّ الوعظ والنصح جاء طبيعيَّين، لم يحسَّ القارئ أبدًا أنَّ الكاتب هو الذي يتكلَّم، فقد كانت الكلمات تخرُج من أفواه الشخصيَّات طبيعيَّةً، والمواقف التي وُضِعت فيها هذه الشخصيَّات كانت تفرض على بعضها أنْ يقفَ موقفَ الناصح الأمين، كما كانت مواقف الشيخ سلامة الهندي في نُصحِه للولدَيْن، وكما نصَح الشيوخ والعلماء وكبار السن في هذه الرواية، وعلى رأسهم الشيخ عز الدين بن عبدالسلام.

رابعًا: الوصف:
تظهر براعة المؤلف في هذه الرواية في الوصف؛ حيث أجادَ في وصف المعارك وتكنيكاتها، كما أجادَ القتال والفروسيَّة، ووصف الكرِّ والفرِّ في مختلف المعارك التي تعرَّض لها في رِوايته، كما ظهرت بَراعته في حُسن تصوير الأماكن مثل سوق النخاسة، وما يحدُث فيها من المناداة على العبيد والإماء، والقُصور ودهاليزها والحياة فيها، وكذلك وصف الشخصيَّات وسلوكها وحركاتها.

وهذه الأوصاف المختلفة تنقل القارئ إلى تلك الأماكن، وتجعَلُه يحسُّ كأنَّه هناك مع شخصيَّات الرواية، يشاركها في الأحداث.

وهذا المجال أظهَرَ قُدرة الكاتب الفنية بشكلٍ واضح جدًّا، فامتازَ بدقَّة التصوير الفني الذي يتناسَب مع حال الموصوف، وفي نفس الوقت تميَّز بالبساطة وعدم التعقيد، الأمر الذي حدا بوزارات التعليم في كثيرٍ من البلاد العربية إلى أنْ تقرر هذه الرواية على طلاب المراحل الثانوية فيها، ولما تشتمل عليه من معانٍ تربوية سامية مُستَمَدَّة من أصول ديننا الحنيف.

وأمَّا عُقدة الرواية فقد ظهرت ملامحها في المقدمة، ومن خِلال الحديث الذي دارَ بين السُّلطان جلال الدين بن خوارزم شاه وابن عمه الأمير ممدود.

كشَف هذا الحديث اللثام عن هجوم التتار على أطراف الدولة الإسلاميَّة إثر تحرُّش جلال الدين بهم، فكانت النتيجة أنِ استَفحَل خطر التتار، وأخذوا يُشكِّلون تهديدًا حقيقيًّا للأمَّة الإسلاميَّة من شرقها إلى غربها، ولكنَّ الأمَّة الإسلاميَّة في تلك الآوِنة كان قد أصابَها الوهن، وأصبحت عاجزةً عن المحافظة على حُدودها، بل حتى عن عُقر دارها في بغداد.

رغم جديَّة الموضوع وجديَّة التناوُل من قِبَلِ الكاتب فإنَّه لم ينسَ الجانب الفني؛ فقد تمتَّع في عرضه لأحداث الرواية بأسلوبٍ فني رفيع المستوى.

من أهمِّ ما تتميَّز به هذه الرواية أنها خيرُ رواية تُمثِّل الأدب الإسلامي في صُورته الناصعة التي تجمَع بين الموضوع الجادِّ والمفيد والأسلوب الفني الجميل، وكان ذلك سببًا لفَوْزها بجائزة وزارة المعارف عام 1945م[25].

وممَّا يُميِّز المؤلف في هذه الرواية انطِلاقه من مُنطَلقات إسلاميَّة واضحة المعالم، وتأثُّره بمبادئ الإسلام، وبثه للمعاني الإسلاميَّة في مواطن كثيرة من هذه الرواية، وأهمها الجهاد في سبيل الله، فالمؤلف لا يفتأ يذكُر الجهاد على ألسنة أبطال الرواية حينًا، وخاصَّة قطز الذي لا يفتأ يذكر الجهاد ويحثُّ عليه، وينطلق منه في كل تصرفاته وسلوكه ومواقفه، وحينًا خلال السرد وهو يتحدَّث عن سير الأحداث، وأحداث الرواية كلُّها تدور حول المعارك التي قامَتْ بين المسلمين من ناحيةٍ والنصارى من ناحية أخرى.

ومن المعاني الإسلاميَّة التي حرص الكاتب على إبرازها قولُ كلمة الحق أمام سلطان جائر، وذلك من خِلال مواقف الشيخ عز الدين بن عبدالسلام، الذي كان رمزًا على رفعة وسموِّ علماء المسلمين، ومثالاً لهم؛ ليقتدوا به في كلِّ زمان ومكان، وهذا المعنى أيضًا ورَد كثيرًا على ألسنة أبطال الرواية.

في بداية الرواية ذكَر المؤلف نبوءة المنجم، النبوءة التي قام عليها أساس الرواية، والمعروف أنَّ المنجِّمين كاذبون ولو صدقوا، فقد عدل المؤلف مسار الرواية، وجعَلَها تقومُ على أساسٍ آخَر، وهو الرؤيا الصالحة، فقد جعل البطل قطز يرى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مَنامه يُبشِّره بما سبق وأخبر به المنجم أباه من قبل، وهكذا صحَّح المؤلف أساس الرواية بأنْ جعلها مبنية على حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال فيه: ((مَن رآني فقد رآني حقًّا؛ فإنَّ الشيطان لا يتمثَّل بي))؛ (رواه البخاري).

و((رًؤيا المؤمن جزءُ من ستَّةِ وأربعين جزءًا من النبوَّة))؛ (رواه البخاري ومسلم).

ومن المعاني الإسلاميَّة في الرواية العدالة الاجتماعيَّة، وذلك حين تكلَّم في الفصل الرابع عن وُقوف أهالي البلاد الإسلاميَّة مع السُّلطان جلال الدين، وثورتهم على حكَّامهم الظالمين الذين عيَّنهم التتار، والذين لم يكونوا يعدلون فيهم، وكذلك حديثه عن الإمام العادل الذي مدَحَه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجعَلَه من السبعة الذين يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، وأوَّل هؤلاء في الترتيب الإمام العادل، وذلك حين قارَن ابن الملك الصالح إسماعيل والملك الصالح أيوب.

وحتى في حديث الكاتب عن الحبِّ ولَواعِجه، وما كان بين قطز وجلنار بعد أنْ كبرا، لم يخرج عن الحدود التي يسمَح بها الشرع الحكيم، فهو يتحدَّث عن هذه المشاعر بأسلوبٍ راقٍ، لا يُثِير فينا الغرائز الهابطة كما تفعَل الروايات المعاصرة، بل يسمو بغرائزنا، ويُعمِّق فينا المشاعر والأحاسيس الطاهرة البريئة الفطريَّة في الإنسان، وهذه من خصائص الأدب الإسلامي الذي يُعطِي الأديب الحريَّة في اختيار موضوعاته، ولا يفرض عليه أيَّ حظرٍ في ولوج المداخل المختلفة، والحديث عن قَضايا الإنسان وأشواقه وأحاسيسه وعواطفه، وتقديم الأشكال الصحيحة لها.

يتوهَّم البعض "أن الأدب الإسلامي لا يستطيع أنْ ينطلق إلى آفاق الإبداع الواسع، ويَجُوب تصوُّر المستقبل؛ لالتزامه بقِيَمٍ ثابتة لها من القَداسة ما يجعَلُ الخروج عليها أمرًا مُستَعصِيًا، وترتَّب على هذه الأوهام والظُّنون نظرةً ظالمة إلى الأدب الإسلامي ودوره وطبيعته وتأثيره وقيمه الجماليَّة، فعزلوا هذا الأدب - جهلاً - عن واقع الحياة والمجتمع، وعن قضايا العصر ومشاكله، وعن أشواق الإنسان الجديد وأحلامه وآماله وآلامه"[26].

والالتزام لا يخرج الأديب في عمله الأدبي عن الحدود الأخلاقيَّة التي يفرضها الدِّين الإسلامي، ومع ذلك يعيش الواقع[27].

تقول الدكتور زينب محمد صبري بيره جكلي: "كنت منذ زمن بعيدٍ يُنيِّف عن ربع قرن أتطلَّع إلى قصص إسلامي يتحدَّث عن المرأة حديث عفَّة ونزاهة، حديثًا يحضها على الخير لا على الرذيلة، وكانت نفسي تَعافُ ما يكتُبه يوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس وجورجي زيدان وأمثالهم ممَّن يُشوِّهون صورةَ المرأة المسلمة في التاريخ، ويُقدِّمون لبنات الجيل ما يقودُهنَّ إلى الانحِراف"[28].

وممَّا يميز هذه الرواية كثرةُ الاقتباسات من القرآن الكريم بالدرجة الأولى، ثم من الحديث النبوي الشريف، ثم من الشعر العربي القديم.

سأذكر فيما يلي طرفًا ممَّا اقتبَسَه المؤلف من القرآن الكريم[29]:
"سيكون لك من معونة الله وتوفيقه إذا أخلصت الجهاد في سبيله ما يشرح لك صدرك، ويضع عنك وزرك الذي أنقض ظهرك، ويرفع لك بهزيمة التتار عند الله وعند الناس ذكرك".

وحين بشر السلطان جلال الدين بجارية وعلم أن أخته ولدت ذكرًا قال المؤلف: "فقد تغير جلال الدين لَمَّا بُشِّرَ بالأنثى، وظلَّ وجهه مسودًّا وهو كظيم".

"فوقفوا في وجه العدو كأنهم البنيان المرصوص".

"ليشهدوا منافع لهم ويبيعوا ويبتاعوا".

"ما يكون لي أنْ أعتدي على ابن مولاي الذي أكرم مثواي وأحسن إليَّ".

"وأقبسه من أنواره، ونفث فيه من روحه".

"فلمَّا جاءت مراكب الفرنجة خرجت لها من مَكمَنها فنازلتها، وأخذتها أخذًا وبيلاً".

"وما أنِ انقَطَع المدَد من دمياط عن العدوِّ حتى أذاقهم الله لباسَ الجوع والخوف".

"فضاقت بهم أنفسهم، وبلغت القلوب الحناجر".

"ثم خرَّبوا بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين".

"وأظلمت الدنيا في عينيه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت".

"طغى الحزن الجبَّار على تلك النفس القويَّة، فوهنت... وعلى ذلك الرأيِ الجميعُ، انتقض غزله من بعد قوَّة أنكاثًا".

"فالله يعلم حيث يجعل ولاية المسلمين".



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.33%)]