عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-07-2021, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,400
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإسلام والعروبة في الشعر السعودي... عبدالسلام هاشم حافظ نموذجًا

ولشخصية الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - حضورٌ لافت في شِعر "عبدالسلام هاشم حافظ" الدينيِّ، فبعدَ طول عناء، وتفكُّرٍ في أحوال الناس[24]:
هَذَا يُصَابُ بِأَرْزَاءٍ يَنُوءُ بِهَا
وَغَيْرُهُ نَاعِمٌ فِي ظِلِّ نَيْسَانِ

وَآخَرٌ فِي ظَلامِ التِّيهِ مَرْقَدُهُ
وَدُونَهُ يَصْعَدُ الدُّنيا بِبُهْتَانِ



يتَّخِذ مِن حضور الرَّسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - مدخلاً لبثِّ شكواه، وأنَّ مجرد ذِكْراه - صلَّى الله عليه وسلَّم - شفاءٌ للقُلوب المريضة من الدَّاء الذي قد يلمُّ بها، فمَن أصابته شدَّة فإنَّ له أملاً كبيرًا في انفراج شدَّته، فقال[25]:
فَمَنْ أُصِيبَ بِبَأْسَاءٍ لَهُ أَمَلٌ
يَلْقَى الْفَضَائِلَ مِنْ رَوْحٍ وَرَيْحَانِ



ولعلَّ الشاعر متأثِّر - بدرجةٍ كبيرة - بالشَّاعر المصري "أحمد شوقي" في قوله[26]:
إِنْ جَلَّ ذَنْبِي عَنِ الْغُفْرَانِ لِي أَمَلٌ
فِي اللهِ يَجْعَلُنِي فِي خَيْرِ مُعْتَصِمِ



ويبدو التأثُّر أيضًا بـ"شوقي" في قوله[27]:
صَلَّى وَرَاءَكَ مِنْهُمْ كُلُّ ذِي خَطَرٍ
وَمَنْ يَفُزْ بِحَبِيبِ اللهِ يَأْتَمِمِ



ويبدو التأثُّر واضحًا في الشطر الثاني عند "عبدالسلام هاشم حافظ"[28]:
أَصْفَاكَ رَبِّي مَكَانًا عِنْدَهُ قُدُسًا
فَمَنْ دَعَاهُ وَيَرْجُو الصَّفْحَ يَأْتَمِمِ



ومن الذِّكرى وصدى الماضي عند شاعرنا أيضًا: ذكرى المولد النبويِّ الشريف، واستحضارُ شخصية الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد استحضرَها الشاعرُ لِما تَحظى به من مكانةٍ في نفوس المسلمين، "وعلى اعتبار أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - صاحب النُّور الأسمى، والمثَلِ الأعلى للكمال الإنسانيِّ، وصاحبُ الوحي، وفيه تتجلَّى محاسن الدِّين، وقِيَمُ الإسلام على صورةٍ لم يَشهد العالَمُ لها مثيلاً في القديم والحديث على السَّواء"[29]، وقد اتَّخذ الشاعر من ذكرى "المولد النبويِّ الشريف" مدخلاً لإبراز أخلاقه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ودوره الهائل في جهاده لنشر دعوتِه، وإقرار مبادئ الخير والحقِّ، فيقول[30]:
بِذِكْرَاكَ تَسْمُو عَلَى الكَائِنَاتِ
تُعَطِّرُ آفَاقَنَا بِابْتِسَامِ

وَذِكْرَاكَ تَسْبِي القُلُوبَ فَتَشْدُو
بِأَشْوَاقِنَا.. بِالْهُدَى وَالأُوَامِ

تُعِيدُ الْحَنِينَ لِعَهْدِ الْخُلُودِ
لِأَيَّامِكَ الغُرِّ بَيْنَ الكِرَامِ

فَمِيلادُكَ اليَوْمَ ذِكْرَى وَفَاءٍ
لِمَنْ يَهْتَدِي دَرْبهُ بِالضِّرَامِ

وَقَلْبِي يُرَدِّدُ: أَنْتَ الْحَبِيبُ
وَفِي يَوْمِ ذِكْرَاكَ يَذْكُو هُيَامِي



ويتَّخِذ الشَّاعر من هذه الذِّكرى موضوعًا يَلِجُ به إلى نَقْد الواقع المعاصر المتردِّي، وما فيه من آلام، وفُرقة، وضياع؛ فقد ضاعت فلسطينُ من أيدي العرب، وتلاعبت إسرائيل بأفئدة المسلمين، وحزَّ ذلك في قلب الشاعر، فتألَّم وشكا، وتوجَّع وبكى، وكان يأمل في الاقتداء بسيرة المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - والتمسُّك بحبل الله المتين؛ لأنَّه لا سبيل إلى الهدى والرشاد، واستردادِ ما فات إلاَّ إذا عُدنا إلى الدين الحقِّ[31]:
وَأَغْوَتْ أَسَالِيبُ عَصْرِ الفَضَا
ءِ أَغْوَتْ بِنَا فِي مَسَارِ الْحَرَامِ





يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.96 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]