عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-07-2021, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإسلام والعروبة في الشعر السعودي... عبدالسلام هاشم حافظ نموذجًا

نَرَى النَّاسَ تَاهُوا وَضَلُّوا الْخُطَا
وَأَنْسَاهُمُ الرُّوحَ غَزْوُ اللِّئَامِ

ضَيَاعٌ يَعِيشُونَهُ فِي ضَيَاعٍ
بِلاَ وَعْيِ قَلْبٍ.. بِلَيْلِ السَّقَامِ

خَسِرْنَا فِلَسْطِينَ.. وَالعُرْبُ تَلْغُو
وَتَشْكُو وَتَرْجُو بِغَيْرِ اعْتِصَامِ

فَهَلاَّ وَعَيْنَا وَعُدْنَا إِلَيْكَ
رَسُولَ الْهُدَاةِ وَخَيْرَ إِمَامِ

إِلَى دِينِنَا الْحَقِّ نَقْوَى وَنَغْدُو
أَحَقَّ بِأَنْ نَعْتَلِي فِي الْمَقَامِ

نُجَدِّدُ عَهْدَ النَّبِيِّ الوَضِيءِ
تُنَظِّمُنَا وَحْدَةٌ لِلأَمَامِ



وقديمًا قال ابن قُتيبة الدِّينوَريُّ: "وللشِّعر أوقاتٌ يُسرِع فيها أَتِيُّه، ويَسمحُ فيها أَبِيُّه، منها أوَّلُ الليل قبل تَغشِّي الكرى، ومنها صدرُ النَّهار قبل الغَداء، ومنها يومُ شُرب الدَّواء، ومنها الخلوةُ في الحبس والمسير؛ ولِهذه العلل تختلف أشعارُ الشَّاعر، ورسائل الكُتَّاب"[32].

ويَعنِينا منها قولُه: "يوم شُرب الدَّواء"؛ لأن المرض داعٍ إلى قول الشِّعر، عند الشُّعراء؛ ولظروف الشَّاعر الصحِّية أثَرٌ بالغ إلى توجُّهه وجهةً دينيَّة؛ فالمرض يجعل الإنسانَ أكثر قربًا من خالقه تعالى، ويتوجَّه الشاعر إليه داعيًا أن يَبْرأ من دائه الذي أنحلَ جسمه، وهدَّ بنيانه، فيقول في ذلك[33]:
رُحْمَاكَ يَا مَنْ تَرْتَجِي
هِ الْخَلْقُ تَفْرِيجَ الكُرُوبْ

قَلْبِي تَدَاعَى اليَوْمَ تَحْ
تَ مَعَاوِلِ الدَّاءِ القَدِيمْ

جِسْمِي تُهَدِّدُهُ السَّقَا
مُ وَغَالَهُ الضَّعْفُ الْمُرِيبْ

وَدَمُ الشَّبَابِ يَمُورُ فِي
عَصَبٍ تَضَعْضَعَ بِالْهُمُومْ



وعلى هَديٍ من تلك الأسس؛ أدركَ الشاعرُ حقيقة دوره؛ فهو لا يملك إلاَّ الكلمة كسلاح، والدُّعاءَ إلى الخالق - سبحانه وتعالى - كي يُنقِذه من عذاب الألَم الشخصيِّ، وألَم الأمة الإسلاميَّة، فأنشأ يقول مناديًا ربَّه أن يحقِّق نجاته من دائه الذي ألَمَّ به[34]:
رَبَّاهُ حَقِّقْ نَجَاتِي مِنْ ضَنَى أَلَمِي
أَحْوَالُ حَالِي لَدَيْكَ اليَوْمَ تَحْتَكِمُ



وكثيرًا ما نادى ربَّه، داعيًا أن ينقِذه من علِّتِه، في مناجاةٍ إلهيَّة حزينة، هذه المُناجاة تقود إلى استحضار حالة المرَض القاسية، وإظهار مَشاعر الضعف الإنسانيِّ أمام عظَمة الخالق، يستمدُّ من كرم الإله القدرةَ على البوح في مناجاةٍ ذاتيَّة، مبعَثُها الحزن والألَم[35]:
رَبَّاهُ أَدْرِكْ شَاعِرًا تَشْتَدُّ عِلَّتُهُ وَتُبْكِيهِ الغُيُومْ
يَحْيَا سَجِينَ العِلَّةِ الْعُظْمَى عَلِيلاً ضَلَّ فِي وَادِي الْجَحِيمْ
أنْقِذْهُ.. أَنْقِذْ جِسْمِيَ الوَاهِي وَأَنْتَ رَجَائِيَ البَاقِي الرَّحِيمْ

ويُخاطب الشاعر حبيبَه وشفيعه رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - شاكيًا حالته الصحيَّة، ومَأْمله من عطايا الله بالرَّحمة والسعة كما قال[36]:
أَنْتَ الَّذِي تَرْتَجِي الوَرَى شَفَاعَتَهُ
وَالْخَلْقُ يَأْمُلُ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]