[ابوالوليد المسلم]

العروة الوثقى
أ. سليم عبد القادر

أصونُ بحبِّ اللهِ نفسي من اليأسِ

وحولي سيولُ الهمِّ والغَمِّ والبؤسِ

وأُجْهِدُ روحي كي أظلَّ محلِّقًا
مع الصفوةِ الأَبْرَارِ في الأُفُقِ القدسي

وتَفْجَعُني الدنيا بزيفٍ مُزَخْرَفٍ
تَغَلْغَلَ في الأرواح وانْساحَ في الحِسِّ

يرى الأُنسَ في الدنيا بَنُوها، وإنني
أرى في رضا ربي، وفي ذكْرِه أُنْسي

يَهِيمُون في حُبِّ الحياةِ ولَهْوِها
وأحيا وفي عينيَّ، في خاطري، رَمْسِي

يُناجونها نَجْوَى عشيقٍ مُتَيَّمٍ
وقلبي يُناجي اللهَ بالدَّمْع والهمسِ

وأَبْقَى طَهُورَ الرُّوحِ والفِكرِ والمُنَى
ولو غاصَ في وَحْلٍ بنو الجنِّ والإنسِ

أُضِيء بأعصابي الظلامَ، ولا أَرَى
إذا لم يُفِدْ من نورها القومُ، من بأسِ

أَخوضُ صراعَ العمر والقلبُ ثابتٌ

ولم أَحْنِ للدنيا - ولو مرَّةً - رأسي

وكَمْ مِن فتًى حولي تهاوَى لنفخةٍ
من الرِّيحِ، في حوضٍ صغيرٍ من الرِّجْسِ

أَجُوزُ امتحانًا، فامتحانًا، فعاشرًا
وأُنْشِدُ من يومي السُّموَّ على أَمْسِي

وأَسْألُ مولايَ الثباتَ على التُّقَى
وأُرْخِصُ في مَرْضَاتِهِ باسمًا نَفْسِي