والأَفِستاء هذه عبارة عن "تراكيب أدبية، وجمل فصيحة قوية في حَمْد الله، وفي وصف الصنيعة، كما أن قسمًا منها منظوم مُقَفًّى، وهو القسم المسمى "بالكاتا"... وهي عبارة عن أدعية ومناجاة، وأشعار أخلاقية قيمة، كما أنَّها تعرض ألطف العواطف الدينية في ذلك العصر"[36].
ولغة النصوص هذه تفيد إفادة جلية لا غبار عليها أنَّ حَبْلَ العقيدة قد انتظم كلَّ الآداب القديمة دون استثناء، وأنَّ هذه العلاقة العقدية الأدبية علاقةٌ مطردة في كل أدب، فماذا عن هذه العلاقة فيما يخص أدبَنا الجاهلي؟
سنترك - كذلك - لغة النصوص تتحدث، وسنستنتج أنَّ الآداب العربية لم يكن لها لتشذ عن باقي الآداب الأخرى.
توصل بعض الدارسين من المستشرقين وغيرهم إلى أنَّ العلاقة الأولى للأدب الجاهلي كانت بـ"السحر"، وذهب آخرون على أنَّها كانت بـ"الكهانة"، وأثبت فريقٌ ثالث أنَّ الأدب العربي كان معبرًا عن "طقوس دينية" كسائر الآداب.
ومهما يكن الأمرُ، فإنَّ السحر والكهانة "مترادفتان عند الأمم الوثنية، وإنَّهما جزء من طقوس العقيدة، فالكاهن والساحر شخصِيَّتان دينِيَّتان، يلجأ إليهما الوثني؛ ليحل مُعضلاته، وارتباط أوليات الشِّعر بهما يعني ارتباطه العميق بالعقيدة"[37].
يقول "كارل بروكلمان": "وإذا نحن صرفنا النظر عن بابِ الهجاء من ذلك الشعر، وجدنا الرَّوابط التي كانت تربط بين الشعر والتصوُّرات السحرية والدينية عند العرب - كما هو عند غيرهم من الشعوب البدائية الأخرى - قد انحَلَّت تمامًا في الشعر العربي"[38].
فهو يرى أنَّ الشعر العربي لم يَخْلُ من ملجأ يفزع إليه عند الحادث الجلل، وهو "السحر"، باعتباره يُمثل تلك القوة المذهلة الخارقة، التي تستطيع تفسير الغيب، وتَحليل عالم الجن والشياطين والماورائِيَّات؛ ولهذا اندهش العرب ببلاغة القرآن وبيانه الأَخَّاذ، فقالوا: "سحر"، وقالوا في النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ساحر".
ونقل "حنا الفاخوري" قول "نولدكه" في أنَّ الشاعر كان: "نبي قبيلته، وزعيمها في السلم، وبطلها في الحرب"[39]، وكلمة "نبي" تحمل بين طِيَّاتِها كلَّ معاني ما يُمكن أن يعتقده الجاهلي، ويَجعله مناط اهتمامه، ونقطة ارتكاز تصرفاته.
وذهب "أحمد حسن الزيات" إلى أنَّ نَشْأَة الأدب العربي، قد ارتبطت "بالكهانة"؛ إذ يرى أنَّ هذا الأدب قد مر بأطوار مختلفة، وكانت الكهانة من أول هذه الأطوار؛ يقول: "والمظنون أنَّ العرب خطوا من المرسل إلى السجع، ومن السجع إلى الرجز، ثم تدرجوا من الرجز على القصيد، فالسجع هو الطور الأول من أطوار الشعر، توخَّاه الكهان مناجاةً للآلهة، وتقييدًا للحكمة، وتعمية للجواب، وفتنة للسامع"[40]، ثم يقرن "الزيات" بين هذه النشأة، ونشأة الأدب اليوناني، فيقول: "وكهان العرب ككهان الإغريق، هم الشعراء الأولون"[41].
ومن مظاهر ارتباط الشعر بالمعتقد أنَّهم كانوا يرون أنَّ كلَّ شاعر معه شيطان يلهمه الشعر، فيقوله على لسانه، حتى جعلوا الشياطين قبائل، فكان حسان من "بني الشيصبان"، كما يقول هو نفسه:
إِذَا مَا تَرَعْرَعَ فِينَا الْغُلاَمُ *** فَمَا أَنْ يُقَالَ لَهُ مَنْ هُوَهْ
إِذَا لَمْ يَسُدْ قَبْلَ شَقِّ الْإِزَارِ *** فَذَلِكَ فِينَا الَّذِي لاَ هُوَهْ
وَلِي صَاحِبٌ مِنْ بَنِي الشَّيْصَبَانِ *** فَطَوْرًا أُقُولُ وَطَوْرًا هُوَهْ [42]
وكذلك كان الشعراء في الجاهلية ذوي مكانة عالية، يضاهون رؤساءَ القبائل، وكلمتهم فوق كل كلمة، وقولهم أمضى من السنان.
ويَدُلُّ شعر زهير بن أبي سُلمى على أنه قد اصطبغ بكثير من العبارات والمعاني الدينية، والدعوة إلى ترسيخ المبادئ الأخلاقية في المجتمع الجاهلي، فجاء مشحونًا بالحكمة، والتفكر في الوجود، وما بعد الموت، كمثل قوله:
فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللَّهَ مَا فِي صُدُورِكُمْ *** لِيَخْفَى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللَّهُ يَعْلَمِ
يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ *** لِيَوْمِ الْحِسَابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ [43]
وهذا صريح في إيمانه بالله واليوم الآخر.
والأعشى يُعَدُّ آخِرَ من ذُكِرَ الدين على لسانه من الشعراء الجاهليِّين، وذلك في قوله:
أَلاَ أَيُّهَذَا السَّائِلِي أَيْنَ يَمَّمَتْ *** فَإِنَّ لَهَا فِي أَهْلِ يَثْرِبَ مَوْعِدَا
فَآلَيْتُ لاَ أَرْثِي لَهَا مِنْ كَلاَلَةٍ *** وَلاَ مِنْ حَفًى حَتَّى تُلاَقِيَ أَحْمَدَا
مَتَى مَا تُنَاخِي عِنْدَ بَابِ ابْنِ هَاشِمٍ *** تُرَاحِي وَتَلْقَيْ مِنْ فَوَاضِلِهِ نَدَى [44]
وليس بعيدًا أن يستنتج من تلقيبه بـ "صناجة العرب" أنَّ شِعْره كان ترتيلاً ولَحنًا، يمكن أن ينطوي على سمات أشعار دينية؛ ولذلك قال أحد الدارسين المحدثين: "وقد غلوتُ، فرددتُ هذه النزعة إلى الشعر الديني الجاهلي، الذي لم يصل إلينا، ولست أشكُّ أنه كان لحنًا عباديًّا في أصوله البعيدة"[45].
وفي إطار الكتابة التي عرفها الجاهليون - كما سبق إثبات ذلك - نجد أنَّ الموضوعات التي تناولوها - على الرغم من مَحدوديتها - كانت داخلة في إطار العقيدة؛ لذلك نقل "ناصر الدين الأسد" عن "المقريزي" في "إمتاع الأسماع"[46] قوله: "وأول هذه الموضوعات التي كانوا يدونونها: الكتب الدينية"[47].
ولعلنا قد توصلنا من خلال هذه النُّصوص إلى اقتناع كامل بأنَّ العقيدة كانت المحضن الأول للأدب، فيه ترعرع، وبين أكنافه نَما، ومن مادته اغترف، ومِنْ ثَمَّ، فليس سديدًا أن يتنَكَّر الأدبُ للعقيدة، ويضرب بها عُرْضَ الحائط، ونَسِمُ هذا النوعَ من الشعر بأنه شعر ديني، ثم نذهب نبحث له عن أصول غير محضنه الأصلي.
المبحث الرابع: نحو مذهب أدبي إسلامي:
لقد اتضح مما سبق أنَّ الأدبَ ضرورة إنسانية، صاحب كل أطوار الإنسان، وأنَّ علاقته بالفكر والمعتقد كانت وطيدةً منذ نشأته الأولى إلى يومنا هذا، فلا يَخلو مذهبٌ أدبي من فكر سابق، ومُعتقد راسخ، جاء الأدب ليعمقه ويَخدمه، وإذا سبق بيانُ ذلك بالنسبة للآداب القديمة، فإنَّ الاتجاهات الحديثة ليست بمنأًى عن هذا النُّزوع، كما هو الشأن بالنسبة للكلاسيكية، و"الرومانسية"، و"الواقعية الاشتراكية"، و"الوجودية"، و"البنيوية" التي كادت تكتسح جانبَ الفكر والاقتصاد والاجتماع والأدب جميعًا.
فكان بعضُ هذه المذاهب يُخطط لنفسه - قبل الشروع في التطبيق - نوعيةَ الأفكار (المعتقد)، التي يَجب أن يعالِجَها الأدب، وخط التشبع النفسي الذي يتوجب على الأدب أن يكون خادمه الأمين، وموجهه الوفي.
فالشيوعية - مثلاً - قبل أن تعلن مذهبها الأدبي الذي يخدمها ويحدد أهدافها - أسست مجموعة من المبادئ والأفكار، جمعها كتاب "البيان الشيوعي"، وكتاب "رأس المال"، هذا الأخير الذي كانوا يسمونه "إنجيل العمال"، إلى أَنِ اكتملت "نظريةُ الأدب الشيوعي" على يد "غركي" و"لينين"، وكذلك الأمر بالنسبة للوجودية، فهذا "سارتر" يصدر مقالات مُتعددة عن الوجودية، ويُحدد نظرية "الأدب الوجودي" في كتابه "مواقف".
وهكذا، فإنَّ الأدب يجب أن يوافق المعتقد، يَجب أن يكون الحارس المطيع لمتطلبات هذه العقيدة، والويل لمن ينبس ببنت شفة خارجَ الإطار الشيوعي أو الوجودي، فإنَّ ذلك يُعَدُّ "رِدَّة" وخروجًا عن النظام، ومروقًا عن طبيعة الأمور، والمخالف يعاقب عقابًا شديدًا.
ولعلَّ الدواعي الباعثة على إيجاد أدب صادق، يعبِّر عن العقيدة الإسلامية، بكل ما يحسه المسلم تجاه خالقه والكون - قد تضافرت، ولم يعد هناك مجال يدعو إلى غض النظر عن هذا الجانب.
ولعل بعضَ الكتابات التي تَمُتُّ بصِلَة إلى هذا المجال، ما هي إلا موضوعات عقدية في قالب من الكلمات، حقها أن تصنف في دائرة "الفكر" لا "الأدب"، وهو ما ينتظر من ذوي الاختصاص أنْ يضعوا حدودًا لمفهوم الأدب الإسلامي الحق.
ثُمَّ إنَّ الأدباء أصحاب هذه الرسالة، أحسوا غبنًا شديدًا، حين يرون المطابع طافحة بأنواعٍ من الأدب والنقد، التي تتخذ من الفن مذهبًا، ولا تنظر إلى المضامين، التي يرون أنَّها يَجب أن تكون مُعبرة عن هموم الأمة، لائطة بآلامها وآمالها؛ مِمَّا يُبِين عن ضرورة الرجوع إلى أصول قوانين القول في الإسلام، ثم استلهام أسس الأدب المنشود تتبلور في شكل "نظرية" قائمة بذاتها.
فالدواعي - إذًا - متعددة، والمقتضيات متوافرة متداعية؛ للبحث عن أدب إسلامي يُحدِّد منهج الأدباء، ويرسم لهم السبيلَ المُثْلَى للاحتذاء والاقتفاء.
لا جرم إذًا طرح السؤال: أين الأدب الإسلامي الناضج؟ وما الطريقُ الموصلة إليه؟ وكيف السبيل إلى تحقيق أدب ذاتي قومي، مصدره العقيدة الصحيحة الصافية؟
ولْنُلْقِ نَظْرَةً خاطفة حول سير الأدب الإسلامي في عالمنا المعاصر:
فالفكرة ظهرت سنة 1952م حين نادى "سيد قطب" بضرورةِ إيجاد أدب إسلامي، عضده بتطبيقٍ جاد في جريدة: "الإخوان المسلمون"؛ حيث كان يشرف على "باب الأدب" فيها، وكتب مقالات تحت عنوان: "منهج الأدب"، ثم استمرت الفكرة في التبلور إلى سنة 1961م، لما خرج "محمد قطب" على الناس بكتابه القَيِّم: "منهج الفن الإسلامي"؛ حيث زاد الفكرةَ إيضاحًا، وعضدها بمجموعةِ أفكارٍ متقدمة متطورة؛ مما كان يُنبئ بإيجاد حركة أدبية إسلامية مُستقبلية ناضجة، فكتب "نجيب الكيلاني" سنة 1963م كتابَ "الإسلامية والمذاهب الأدبية"، وهو مقارنة جادَّة بين الآداب العالمية المعاصرة، وبين ما يَجب أن يكون عليه الأدب الإسلامي، مُعضدًا ذلك بشواهد ذاتية وغيرية.
والكتاب أضاف لبنةً جديدة إلى البناء الذي أخذ في النهوض والسموق، ثم تلاه "عماد الدين خليل" بكتابه "في النقد الإسلامي المعاصر" سنة 1972، وهو استجماع لعددٍ من مقالات متفرقة تعالج الموضوع، ثم توسعت الدعوة، واتَّخذت طريقها المعتدل بندوة "لكهانو" بالهند حول "الأدب الإسلامي"، عرفت بـ"الندوة العالمية للأدب الإسلامي"، بدعوة من الشيخ "أبي الحسن الندوي"، وكان لها أثر واسع ومردود طيب على الحركة الأدبية في ديار المسلمين، وتلتها ندوةٌ مُماثلة بالمدينة المنورة عالَجت كذلك الموضوع معالجةً ناضجة جادة[48].
ولعل أبرزَ أثر في هذا المجال تلك السلسلة المباركة من الكتب التي تناولت دراساتٍ شاملة للأدب الإسلامي ونقده، والتي تُعَدُّ بناءً نقدِيًّا عمليًّا جادًّا لتكوين نظريةٍ شبه مُتكاملة للأدب الإسلامي، واتَّخذت طابع التطبيق إلى جانب الطابع التنظيري، وقد صدر منها إلى الآن:
1- "مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي"؛ للدكتور عبدالباسط بدر، وهو كتاب جيد، حاول أن يُعطي صورة "نظرية" دقيقة لما نطمح أنْ يتخذه أدبنا الإسلامي من السبل؛ لتصحيح مساره، وتَحقيق استقلاليته، مشفوعًا بطرح عدة تساؤلات قد تنتاب كلَّ مَن له حظ في الحقل الأدبي، ورَدَّ فيها بأجوبة شافية صائبة ممنهجة.
2- "من قضايا الأدب الإسلامي"، للدكتور صالح آدم بيلو، أبدى فيه المؤلفُ الدلائلَ الكافية على موقف الإسلام المُشَرِّف من الأدب بعامة، والشعر بخاصة، مستدِلاًّ على ذلك بعَدَدٍ غير يسير من النماذج، التي ذخرت بها السيرة النبوية، بعد أن أكد إعجازَ القرآن البلاغي والأدبي، وأنَّه المثال الأعلى للأدب المتكامل، مع رد على الشبهات المطروحة، وتعضيد دعوته بنماذج حية.
3- "الواقعية الإسلامية في الأدب والنقد"، للدكتور: أحمد بسام ساعي، وقد شمل تحديدَ نظرية إسلامية في "النقد الواقع والحقيقة والفعل"، وفي تَحديد آفاق الواقعية الإسلامية، متخذًا لذلك نماذجَ من الشعر والنثر لمختلف الأدباء المعاصرين.
4- "مقدمة في دراسة الأدب الإسلامي"، للدكتور مصطفى عليان، وقد اهتَمَّ بوضع موازنة بين عدة موضوعات جاهلية وإسلامية، وبتحليل عميق للنصوص الواردة، معتمدًا على الدراسة النفسية، كموضوع "الفروسية"، والعلاقة الثنائية بين الزوج وزوجته قبل ذهاب الزوج للجهاد، مع تصوير التنازُع النفسي العارم في لحظات الوداع.
5- "نصوص من أدب عصر الحروب الصليبية"، للدكتور: عمر الساريسي، وقد عرض فيه المؤلف مجموعةً من النصوص الشعرية، التي تناولت قضيةَ الحروب الصليبية منذ بدايتها، وركَّز على الأشعار التي قيلت في انتصاراتِ المسلمين، وبخاصَّة انتصارات "صلاح الدين الأيوبي"، وذلك بعد أن ألقى نظرةً تاريخية على هذه الحروب، مقسمًا ذلك إلى مراحل تاريخية معينة.
وقد كان لهذه السلسلة دَوْرٌ كبير في تأكيد وجود نظريات التأسيس لكِيان أدبي إسلامي ناضج، يُحقق شخصيتنا، وينافس المذاهبَ العالمية الأخرى.
وقد تَخلَّل هذا العملَ النقدي وما سبقه من مُحاولات بُحوثٌ مُتعددة، وندوات متتابعة، خاصَّة في الهند التي احتفت بالموضوع أيَّما احتفاء، وعملت على تشكيل ندوات ومناقشات مفيدة.
ولعلَّ ما يبشر بتنامي الرغبة في تطوير هذا المشروع وجود ثلة من الأدباء في كلِّ البلاد الإسلامية، وبقدرٍ يسمح بتغطية الساحة الأدبية، وما ذكره كثير من المستشرقين، وبعض أتباعهم من المسلمين، من أن الأدب الذي يُمثل الإسلامَ منعدمٌ، أو على الأقل نَزْرٌ يسير - من الوهم الذي لا يصح، و"ينقضه ويرده هذا التراث الرفيع، المشبع بروح الإسلام، وهو تراث ورثه الخلف عن السلف، وسيبقى كذلك بمشيئة الله خالدًا في الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"[49].
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تحققت "نظرية الأدب الإسلامي" التي كانت تصبو إليها هذه الجهود؟ وهل الأدب الذي نظر في هذه القضية، أو بنيت عليه هذه النظرية من الآداب الحديثة - يُمثل اتجاهًا أدبيًّا إسلاميًّا يُمكن أن ينعت بالقدوة والمثال، ويرتاح إليه جمهور القراء المتعطشين لما يغذي حاجاتهم الروحية؟
إنَّ الأديب المسلم رجل تغيير، لا يرضى بالواقع المخالف لمعتقده فيسوغه، ولا ينحاز إلى قضايا غير أخلاقية وغير دينية، فيعبث بفَنِّه وإحساسه، إنَّه رجلٌ تشبع بقوى هائلة، تَمنحه التصور الحي النابض بالحقيقة والصدق للإنسان والكون والحياة، في إطار علاقاته مع الآخر، إنَّه رجل يستنكف عن الركون إلى الدعة والصمت، والارتكاس في مناهج "الغير" وأدواته، رجل ينشد الحرية والاستقلال... رجل ينشد أكثر من ذلك... ينشد "الجنة".
إنَّ الأديب المسلم متى ما اكتمل لديه هذا التصور، كان ثورةً على السائد، فكان إيجابيًّا، سلوكيًّا، حركيًّا، هادفًا للمفيد وال والتقى.
إن ما يَملكه من موهبة ورهافة حس هو منحة من الخالق المدبر، والأديب المسلم يعترف بهذه المنحة، فيربأ بنفسه عن أن يستعملَها في إشباع الذات، ووصف نزوات النفس ورغباتِها، فينطلق في أدبه من منطلق مرضاة صاحب النعمة، إنَّ هذه الازدواجية هي التي عبر عنها محمد قطب بـ: "الفقيه الفنان"، أو "الفنان الفقيه"، انطلاقًا من أن العالم الإسلامي - في مجال الأدب - في حاجة إلى "مسلمين يعيشون الإسلام في حسهم حقيقةً واقعة، ويتلقون الحياة كلها بحس إسلامي، ومن خلال التصور الإسلامي، فنانين في ذات الوقت، يعبرون عن هذه الحقيقة الواقعة في حسهم بصورة جميلة موحية، تتحقق فيها شروط الفن، ومقاييس الجمال التعبيري"[50].
هذا النوع من الأدباء هو الذي "يدفع بالحياة إلى التجديد والتطور والرقي، ويدفع بالطَّاقات البشرية إلى الإنشاء والانطلاق والارتفاع"[51]؛ لأن الأديب مصلح اجتماعي، يُخاطب الجماهير، ويدعوهم إلى الحق، يبين ما فيه بعضهم من زيغ، ويطرح بين أيديهم البديل المنشود، بصورة مؤثرة مُقنعة، يغلفها حسه الأدبي، وتكنفها موهبته اليانعة، وشعوره العميق، ثم خبرته الدَّقيقة بما يراه ناجعًا صائبًا.
وها هنا سؤال مهم: إذا توافرنا على أديب مسلم مخلص - فنان - هل يَجد في الدين كل ما يُحقق موهبته، ويكفل انطلاقاته وسبحه الخيالي؟ أليس الدين تقييدًا لهذا الخيال الكاذب، الذي ينافي ركائز العقيدة؟
والحقيقة أن التقييد إنَّما يكون بالنظر إلى نوعية العقيدة، فـ "الماركسية" - مثلاً - التي لا تؤمن بسوى الصراع الطبقي المادي، وصراع المتناقضات "الدياليكتيكية الجدلية"، والعمل للبطن والشره والاكتناز، ولو على حساب المقهورين المتذمرين، هذه العقيدة التي ضيقت الخناق على الشَّعب، وجعلت ممتلكاته "تأميمًا"، وحرياته تكبيلاً، لا شَكَّ أنَّها ضيقة الأفق، مَحدودة الاتجاه، مقيدة الخيال، الذي ينبثق عن حرية كاملة، وعن نفس مطمئنة، ومن ثَمَّ، فالتقيُّد بها ضرب من كبت النفس، والازدراء بالمشاعر الإنسانية، وإقحام للانطلاقات المبدعة، التي دافعها الراحة الذهنية، والاطمئنان الجسدي؛ مما لا يتحقَّق - أبدًا - في "الماركسية الأدبية"؛ ولذلك لم تعمر طويلاً، فما لبث أن انتشر الوعي، وتفطن الناس إلى خباياها، فمنهم من هجرها، ومنهم من استبدل بها عقيدةً جديدة.
وهذه "الكلاسيكية" قبلها، وهي أقدمُ مذهب أدبي، غرضُها ووجهتها أحياء التراث الإغريقي، الذي وضع أصوله أرسطو، والتي تُعَدُّ "إنجيل الكلاسيكيين"، دون أن تخرج عن الأدب التمثيلي والقصة[52]، فأين الحرية المطلقة المنشودة، التي يندد بها من يرى أنَّ الإسلام يقيد الحريات، ويكبت الاسترسالات والتطلعات؟
وتُعَدُّ "الفرودية" مثالاً آخر على حصر الجهود في إبراز العامل النفسي، واستخدام النظريات العلمية، مع جعل نظرات "فرويد" المرتكز والأساس.
ثم بالتأمُّل في الأدب الإسلامي، نرى أنَّه ليس لطبقة دون طبقة، وليس يهدف إلى "دُنيا" مَحدودة قاصرة، متمثلة في العامل "الاقتصادي"، وليس يقحم قدراتِه في البحث عن الأمور الجنسية أو النفسية فقط، إنَّ الإسلام هو هذه الأمور كلها: نظرة شاملة للكون، وتصور مطلق.
والسرُّ في هذا الفرق بين المذاهب السابقة وبين الإسلام، هو أنَّ تلك من وضع الإنسان الضَّعيف، الذي ينقض اليومَ ما قاله أمس، ويَعنُّ له في الغد ما يطمس رأيه اليوم، هذا الإنسان الذي قد تغلبه غرائزُه وعاطفته أكثر مما يتحكم فيه العقل والفكر، أمَّا الإسلام فهو من وضع ربِّ هذا الإنسان، هو الذي يعلم تركيبته التي خلقه عليها، وهو الذي يوجهه إلى ما يصلح حياته ومجتمعه.
ولكن، لا يعني هذا أن حرية الأديب الإسلامي حرية مطلقة، لا تَخضع لقيد، ولا تنزع لضابط، بل لا بُدَّ من توجيه رباني، يدفع بكُلِّ المبادرات إلى طريقها السوي، دونما اعوجاج أو انحراف، فالغرائز - مثلاً - لو تركت وشأنها، لذهبت في التيه كل مذهب.
كما أنَّ العقل البشري لو ترك - وَحْدَه - يبحث في أسرارِ الوجود والخلق، لَهَام وراء الغيبيات دون جدوى ولا طائل، وقد يؤدي بها ذلك إلى الزيغ، فلا بد له كذلك من تهذيب وتنقيح، وهذه الضوابط ليست في الحقيقة "قيودًا تعسفية، ولكنها صمامات أمن لدرء أخطارِ الأطماع والجشع، التي تُهدد أسسَ المجتمع، وتقوض دعائمَ أمْنه وسلامه"[53].
ومنقبة أخرى تضاف إلى ما ذكر، وهي أنَّ الإسلام انفرد عن سائر العقائد الأخرى في أنَّه يعمل على إبراز إشراقات الروح، وإفعامها بنور معرفة الخالق، والتطلُّع إلى العالم الآخر، هذه الازدواجية - الدنيا/ الآخرة - تفتح أمام الأديب المسلم آفاقًا عالية، وفسحًا واسعة، ورحابة منقطعة النظير.
إنَّ آيةً واحدة من القرآن الكريم تناولت الحديثَ عن نعيم الجنة - مثلاً - أو عن نكال النار - لكفيلةٌ بأنْ تسبحَ بخيال المبدع المسلم إلى أبعد الحدود، لنتأملْ - على سبيل المثال - قوله - تعالى -: ? وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ? [إبراهيم: 23]، فهذا مشهد المؤمنين في الجنة، في قصورهم الشامخة، ونعيمهم الخالد، بين أهليهم وبين بساتينهم، والأنهار تَجري من تحتهم، بما فيها أنهار من ماء، وأنهار من لبن مصفى، وأنهار من عسل، وأنهار من خمر وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
كيف يحس من رزقه الله نعمة الموهبة، وحسن التصوير، وسلامة التعبير؟
وبالمثل في قوله - تعالى -: (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ)[إبراهيم: 15 - 17] فلينطلق الخيال حيث شاء، وليرفرف التصوير في الأجواء بلا قيد ولا حجر.
فعجبًا - إذًا - لأولئك الذين يرمون الأدب بالقصور، و"الارتباطية"، والتقوقع في أمر العبادة والوعظ، وهو يَسبح بالأديب إلى أبعد الحدود، وأرحب الآفاق.
هذه المغالطة جعلت هؤلاء يَعتقدون أنَّ الأدب لا ينشط إلا في حمى "الهجاء"، الذي - غالبًا - ما يكون مُسفهًا، هاتكًا للمحرمات، أو مصورًا للعصبيات والقبليات، أو في قالب "المنافرات والمفاخرات والخصومات"، أو عن طريق تشخيص الأسرار الجنسية.
إنَّ التصوُّر الإسلامي الذي يصدر عنه الأديب الإسلامي هو - باختصار - دعوة إلى استعمال وسيلة نظيفة؛ للوصول إلى غاية نبيلة[54]، آخذًا في الاعتبار "الواقع الأكبر للإنسان، الواقع الذي يُمثل لحظةَ الضعف، ولحظة القوة، لحظة الهبوط، ولحظة الارتفاع"[55]، وذلك ما نجد له أصلاً في قوله - تعالى -: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)[التغابن: 16]، وقوله - تعالى -: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[البقرة: 286]، وقوله - عز وجل -: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)[النساء: 28]، وقوله - تعالى -: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78].
وهكذا نستنتج أنَّ الإسلام يُمثل الأفق الواسع، والانطلاق الرحب البعيد، الذي يُمثل الزاد الأساس للأديب المسلم، يعبُّ منه كيف شاء، وفي أي مكان شاء، إلا أن يختل قانون "الأداة النظيفة، والغاية النبيلة"، فعند ذلك لا بُدَّ من تدخُّل لحسم الزيغ، وتقويم الانحراف.
فإذا تقرَّر ذلك، تبين أن المبدع الإسلامي:
1- متشبع بالروح الإسلامية، تغلغل الإيمان في وجدانه وحسه، ملتزم بالأصل النبوي الخالد: ((قل: آمنت بالله، ثم استقم))[56].
2- يكيف نفسه مع هذا التصور تكيفًا كليًّا، حتى صار لا يصدر إلا عنه، ولا يشعر إلا من خلاله.
3- يستفرغ وسعه في تنمية موهبته، والارتقاء بتجربته، وتَحقيق الصدق في تعبيره.
4- مخلص في هذا العمل، يرجو من ورائه المثوبة قبلَ أي شيء آخر[57].
فلو اتبع أدبُنا هذه الأسس، واستهدف هذه المقاييس، لكان ما بين أيدينا من ثروة أدبية هائلة، بلغت من النضج ما يجعلها تسامي الآداب الأخرى، ومع ذلك، فما بين أيدينا ليس باليسير المستهان به، فهو يشكل البذور الأساسية لنمو "الفكرة"، بل هناك من النماذج الأدبية والنقدية ما هو ناضج بالفعل إلا أنَّه لا يزال قليلاً.
الشِّعْرَ لاَ الشِّعْرَ الْجَدِي *** دَ الْمُسْتَبِيحَ لِكُلِّ عَوْرَةْ
لاَ مَا يَقُولُ الْعَابِثُو *** نَ بِكُلِّ قَافِيَةٍ وَسَطْرَةْ
مِنْ كُلِّ مَغْمُورٍ يَهُبْ *** بُ بِغَيْرِ مَوْهِبَةٍ وَخِبْرَةْ [58]
وفي سبيل البحث عن نموذج لتنزيل هذا التوجُّه في الأدب عليه، وقع الاختيار على شعر "محمود غنيم"، وهو ما يأتي تفصيله في الصفحات الآتية.
____________________
[1] "تاريخ الأدب العربي"، ص: 63، ج: 1، ترجمة: د. عبدالحليم النجار، ط: 3، دار المعارف، القاهرة، 1959 - 1962.
[2] "مصادر الشعر الجاهلي، وقيمتها التاريخية"، ص: 59، ط: 4 - 1969، دار المعارف القاهرة.
[3] كارل بروكلمان: ج: 1 - ص: 63.
[4] ينظر تفسير الشوكاني، ج: 4، ص: 270، ط: 2، 1383 - 1964.
[5] "فتح القدير"، ج: 1، ص: 208.
[6] تنظر القصة كاملة في "مختصر سيرة ابن هشام"، محمد عفيف الزغبي، ص: 64، ط: 2 - 1982 مكتبة المعرفة.
[7] ينظر: "البرهان في علوم القرآن"، بدر الدين محمد بن عبدالله بن بهادر الزركشي: ج: 2، ص: 106، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الأولى، 1376 هـ - 1957م، دار إحياء الكتب العربية.
[8] "السيرة النبوية"، لابن هشام: ج: 2، ص: 284، تحقيق: طه عبدالرؤوف سعد، دار الجيل، 1411 هـ.
[9] هذه الأبيات لصالح جودة؛ ينظر: "القومية العربية في الشعر الحديث" لأحمد محمد الحوفي، ص: 30، دار النهضة، القاهرة.
[10] "الحياة الأدبية في عصري الجاهلية وصدر الإسلام"، عبدالمنعم خفاجي وصلاح عبدالتواب، ص: 247، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، الأزهر.
[11] تنظر القصة كاملة في "العقد الفريد"، ج: 2، ص: 324.
[12] "نهاية الأرب في فنون الأدب"، شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري، ج: 18، ص: 28، تَحقيق: مفيد قمحية وجماعة، دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1424 هـ - 2004 م، الطبعة: الأولى.
[13] "صحيح مسلم": كتاب الشعر، رقم الحديث: 2255.
[14] "صحيح مسلم"، كتاب: الزكاة، باب: إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه، رقم الحديث: 1060.
[15] "صحيح مسلم"، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت، رقم الحديث: 2490.
[16] المصدر نفسه.
[17] "الأدب الديني: دراسة أدبية عن القرآن والحديث"، د. زكي المحاسني، ص: 4، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، 1970.
[18] "الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة"، عبدالقادر شيبة الحمد، ص: 11 - 12، مطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
[19] "تاريخ الأدب الروماني"، ج. و. د. ف، ج: 1 ص: 78 - ترجمة، د. محمد سالم سالم - مركز الشرق الأوسط 1963 - ط3 - مطبعة التقدم - القاهرة.
[20] "الأدب الديني"، ص: 3.
[21] "الأدب اليوناني القديم"، د. عبدالواحد وافي، ص: 58، دار النهضة للطبع والنشر، مصر.
[22] "تاريخ الأدب اليوناني"، ص: 17، مكتبة النهضة المصرية، مطبعة لجنة البيان العربي، 1956.
[23] "تاريخ آداب اللغة العربية"، ج: 1، ص: 21، ط: 2، 1972، دار مكتبة الحياة، بيروت.
[24] "الأدب المغربي: ظواهره وقضاياه"، د. عباس الجراري، ص: 248.
[25] "الأدب المقارن"، غنيمي هلال، ص: 365.
[26] للمزيد من التفصيل ينظر: "النقد الأدبي عند اليونان"، د. بدوي طبانة، ص: 27، و"الأدب المقارن"، لغنيمي هلال، ص: 144.
[27] "النقد الأدبي عند اليونان"، د. بدوي طبانة، ص: 27، و"الأدب المقارن"، لغنيمي هلال، ص: 144.
[28] "تاريخ الأدب الروماني"، ص: 68.
[29] المصدر نفسه، ص: 100.
[30] "تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى الفتح الإسلامي"، د. مراد كامل، ود. محمد حمدي البكري، ص: 20، ط: المقتطف، المقطم بمصر، 1949.
[31] نفسه، ص: 15.
[32] "تاريخ آداب اللغة العربية"، ج: 1، ص: 23.
[33] "محاضرات عن الشعر الفارسي والحضارة الإسلامية في إيران"، د. علي أكبر فياض، ص: 24، مطابع الإصلاحات، الإسكندرية، 1950.
[34] "تاريخ الأدب الفارسي"، د. رضا زاده شفق، ص: 2، ترجمة: موسى هنداوي، دار الفكر العربي.
[35] نفسه: ص: 5.
[36] "تاريخ الأدب الفارسي"، ص: 5.
[37] "مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي"، د. عبدالباسط بدر، ص: 21، ط: الأولى، 1985، دار المنارة، جدة.
[38] "تاريخ الأدب العربي"، ج: 1، ص: 55.
[39] "تاريخ الأدب العربي"، حنا الفاخوري، ص: 59، ط: 3، 1960، المطبعة البوليسية.
[40] نفسه ص: 28 - 29.
[41] نفسه، ص: 29.
[42] "الحيوان"، الجاحظ، ج: 6، ص: 231.
[43] "ديوان زهير"، ج: 1، ص: 6.
[44] "ديوان الأعشى"، ج: 4، ص: 1.
[45] "الأدب الديني"، ص: 4.
[46] ص: 333.
[47] يراجع في ذلك: "مصادر الشعر الجاهلي"، ص: 61.
[48] للمزيد من الاطلاع، ينظر كتاب: "من قضايا الأدب الإسلامي"، للدكتور آدم صالح بيلو، ص: 7.
[49] "دراسات في أدب الدعوة الإسلامية"، د. محمود حسن زيني، المقدمة، 1982، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
[50] "منهج الفن الإسلامي"، ص: 181، ط: السادسة، 1983، دار الشروق، بيروت والقاهرة.
[51] "في التاريخ... فكرة ومنهاج"، سيد قطب، ص: 16، ط: السادسة، 1983، دار الشروق.
[52] "الإسلامية والمذاهب الأدبية"، د. نجيب الكيلاني، ص: 109، ط: الثانية، 1981، مؤسسة الرسالة، بيروت.
[53] نفسه، ص: 29.
[54] "الإسلامية والمذاهب الأدبية"، ص: 16.
[55] "منهج التربية الإسلامية"، محمد قطب، ص: 32، ط: 7 - 1403 - 1982، دار الشروق ببيروت.
[56] "صحيح مسلم"، كتاب: الإيمان، باب: جامع أوصاف الإسلام، رقم الحديث: 38.
[57] ينظر: "منهج الفن الإسلامي"، محمد قطب، ص: 183.
[58] من شعر "صالح جودة"، ينظر: "القومية العربية في الشعر الحديث"، ص: 40