عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 28-07-2021, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القضايا الأساسية والصور البيانية في شعر محمود غنيم، من خلال ديوان "صرخة في واد"





والحق أنه ليس بخير نعش، ولا خير رفات.



وكذا قوله في مدح "الفاروق" تحية له عند توليه العرش:



"النِّيلُ[145] يَحْمِلُ سِبْطَ إِسْمَاعِيلَ

أَرَأَيْتَ نِيلاً جَاءَ يَحْمِلُ نِيلاَ"




"لَوْ كَانَتِ الْأَمْلاَكُ تَحْدُو مَرْكَبًا

لَرَأَيْتَ بَيْنَ حُدَاتِهَا جِبْرِيلاَ"[146]








وهذا - بلا شَكٍّ - مرفوض؛ لما فيه من رفع لمكانة الممدوح إلى درجةٍ تَجاوزت القدر والحد، ووضع من قيمة جبريل - عليه السَّلام - وهو متوجب النزاهة.



وكذلك لما يعبِّر عن إعجابه بالبدوي وصبره وشدة نفعه، يشبه صبره بصبر أيوب:



"أَكْبَرْتُ فِي الْقَرَوِيِّ حِدَّةَ عَزْمِهِ

وَحَسِبْتُهُ فِي صَبْرِهِ أَيُّوبَا"[147]








وقد نلمس لغنيم عذرًا في أمداحه لفاروق، فالشاعر الموهوب والمشهور معرض لأَنْ يطالب بمثل ذلك، وخاصة وهو يشغل وظيفةً رَسْمية، فيعد ذلك نوعَ تزلُّف؛ للحفاظ على العيش، ويترجح أنه لم يكن على كامل رضًا حين كان ينشد هذه القصائد الطِّوال بين يدي الملك؛ لأنه كان يَختم كُلَّ قَصيدة بوَعْظٍ ونصح لهذا الملك، ويَجعله صاحبَ القوة في مصر، والذي يُمكن أن يُحققَ على يديه النصر، ومن ثَمَّ فالتقرب إليه بالمبالغة في مدحه في مطلع القصيدة تَمهيد لقبول اقتراحاته ونصحه الذي يقصده من وراء القصيدة.



ومع ذلك، فالإسلام يُحدِّد المواقف، ويحجم النفس عن التسيُّب والانسياب دون قيود أو ضوابط، والواجب على الأديب المسلم ألاَّ يعزف عن هذه المعايير بأي حال من الأحوال.



3- الملحوظة الثالثة: موقفه من المرأة:

الذي يستنتج من خلال حديث الشاعر عن المرأة أنَّه لَم يستغل هذه النقطة الحساسة في توجيه المرأة، وإظهار دَوْرِها في الحياة، مع الإشادة بكل حقوقها التي منحها الإسلام إيَّاها، والرد على كثير من الدعوات العاصفة، التي تطلب من المرأة أن تخرج عن إطارها الشرعي، لكنَّ "غنيمًا" قصر نظره على وصف مَحاسنها، ونقل صورتها وهي تغشى دُور الرقص، وإطالة الوقوف على شاطئ البحر؛ للاستمتاع بالنظر إلى النساء عاريات، ثم الاهتمام بأخبار ملكات الجمال، والحديث عن كل ذلك بنوع من الحماس والارتياح، فمرة يصف راقصة:



"هُنَا الْغَرَامُ وَالْوَلَهْ

يَا مَنْظَرًا مَا أَجْمَلَهْ




أَتِلْكَ أُنْثَى خَطَرَتْ

أَمْ فِتْنَةٌ مُتَنَقِّلَةْ




مُقْبِلَةٌ مُدْبِرَةٌ

مَائِلَةٌ مُعْتَدِلَةْ




كَأَنَّ تَحْتَ أَخْمُصَيْ

هَا جَمْرَةً مُشْتَعِلَةْ"[148]








ثم يقول عن ملكة الجمال:



"كَمْ تَحْتَ حُكْمِكِ ذَاتِ لَحْظٍ إِنْ رَنَا

تَرَكَ الْمُهَنَّدَ لاَ يُسَاوِي خَنْجَرَا




جُنْدٌ أَغَرُّ مِنَ الْحِسَانِ الْحُورِ لَوْ

لاَقَيْتِ أُسْطُولاً بِهِ لَتَقَهْقَرَا"[149]








ويقول في حديثه عنهن وهن حول الغدير:



"جَنِّبَانِي خَلِيجَ بَحْرِ الرُّومِ

وَقِفَا بِي عَلَى ضِفَافِ الْغَدِيرِ




هَا هُنَا الْغِيدُ فِي ائْتِلاَفِ النُّجُومِ

حُمْنَ حَوْلَ الْحَيَاةِ مِثْلَ الطُّيُورِ"[150]









هذا ما انتظمته موضوعاتُ "غنيم" حولَ المرأة، ولا نَجد لذلك من مسوغات سوى التشبُّث ببعض العوارض، منها:

1- أنَّ الشاعر - عمومًا - مُعَرَّضٌ للانزلاق وراءَ البواعث النفسيَّة، التي يلعب فيها الخيالُ دَوْرَه البارز، والمرأة من أهمِّ هذه المثيرات.



2- إنَّ الإنسانَ بعامَّة لا يكاد يَسْلَم من المغريات التي تكتنفه من كل جهة.



3- إنَّ القصائد التي قالها "غنيم" في "المرأة" قد امتد تاريخُ نظمها في المدَّة ما بين 1929م و1933م، إضافةً إلى قصيدةٍ فردية، نظمها سنة 1937م، وأخرى في شكر طابعة الديوان سنة 1931م، وقد يستنتج من هذا أنَّ الشاعر لا يزال في حالة العزوبة، فتتداعى دَواعي الحديث عن المرأة، كما أنَّ هذا التاريخ يُعَدُّ مقتبل عمر الشاعر، فيكون أكثرَ تعرُّضًا للأهواء والنَّزغات النفسية والعاطفية.



ومع ذلك، فإنَّ التشبع بالمبدأ يقتضي العمل به، على الرَّغْم من كل الصوارف الأخرى، والتعِلاَّت المقدمة التي لا تنهض للإقناع.



هذه هي النِّقاط الثلاث التي أردت التنبيهَ إلى ما حوتْه من مُؤاخذات تُخالف مَبادئ "الإسلامية في الأدب"، وهي - كما يلاحظ - ليست بالكثيرة، ولَم تستقطب اهتمامَ الشاعر، وإنَّما هي لحظات قد تَعْرِض لكل شاعر، وإن كنا نطالب - وبصرامة - من الشاعر المسلم أن يعزف عنها، ويستنكف عن الحديث فيها.





[1] شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث - الجزء 2، ص: 49 - 50.




[2] نفسه، ص: 50.




[3] انظر: "مقدمة الديوان: صرخة في وادٍ (الإهداء)"، مطبعة الاعتماد - مصر - 1937.




[4] "ديوان محمود غنيم: في ظلال الثورة (التقديم)"، دار المعارف - مصر - 1961.




[5] "مقدمة ديوان في ظلال الثورة"، ص: 398.




[6] "مقدمة ديوان صرخة في وادٍ"، ص: 9.




[7] "مقدمة ديوان صرخة في وادٍ"، ص: 24.




[8] نفسه، ص: 23.




[9] "مقدمة ديوان صرخة في وادٍ"، ص: 23.




[10] "ديوان في ظلال الثورة"، ص: 192.




[11] "ديوان صرخة في وادٍ"، ص: 131.




[12] "صرخة في وادٍ"، ص: 234.




[13] نفسه، ص: 279.




[14] هو التقسيم نفسه الذي آثره جامع الديوان.




[15] "صرخة في وادٍ"، ص: 100.




[16] نفسه، ص: 90.




[17] "صرخة في وادٍ"، ص: 89.




[18] "صحيح مسلم"، كتاب: الإيمان، باب: جامع أوصاف الإسلام، رقم الحديث: 38.




[19] "صرخة في وادٍ"، ص: 77.




[20] نفسه، ص: 76.




[21] "صرخة في وادٍ"، ص: 290.




[22] نفسه، ص: 114.




[23] "صرخة في وادٍ"، ص: 81.




[24] نفسه، ص: 81.




[25] "المستدرك على الصحيحين"، للحاكم النيسابوري، ج: 1، ص: 160.




[26] "صرخة في وادٍ"، ص: 108.




[27] نفسه، ص: 108.




[28] نفسه، ص: 103.




[29] نفسه، ص: 106.




[30] "صرخة في وادٍ"، ص: 49.




[31] "القومية العربية في الشعر الحديث"، ص: 81.




[32] ديوان: "في ظلال الثورة"، ص: 291.




[33] تحديد "الأوان" هو الجيل الماضي؛ حيث إنَّ هذا الرأي صدر سنة 1368 هـ.




[34] "في ظلال الثورة"، ص: 297.




[35] نفسه/ ص: 298.




[36] "في ظلال الثورة"، ص: 10.




[37] نفسه، ص: 9.




[38] انظر: ص: 33 من هذا البحث.




[39] "صرخة في وادٍ"،ص: 236.




[40] "صرخة في وادٍ"، / ص: 235.




[41] نفسه، ص: 288.




[42] نفسه، ص: 252.




[43] نفسه، ص: 244.




[44] نفسه، ص: 244.




[45] "صرخة في وادٍ"، ص: 136.




[46] نفسه، ص: 37.




[47] نفسه، ص: 244.




[48] "صرخة في وادٍ"، ص: 76.




[49] "صرخة في وادٍ"، ص: 77.




[50] "صرخة في وادٍ" مقدمة "دسوقي أباظة"، ص: 9.




[51] "صرخة في وادٍ"، ص: 91 - 92.




[52] "صرخة في وادٍ"، ص: 92.




[53] نفسه.




[54] نفسه، ص: 91.




[55] "صرخة في وادٍ"، ص: 72.




[56] نفسه، ص: 116.




[57] "صرخة في وادٍ"، ص: 61.




[58] "صرخة في وادٍ"، ص: 128.




[59] نفسه، ص: 73.




[60] نفسه، ص: 203.




[61] نفسه، ص: 61.




[62] نفسه، ص: 74.




[63] "صرخة في وادٍ"، ص: 73.




[64] نفسه.




[65] نفسه، ص: 105.




[66] نفسه، ص: 97.




[67] "صرخة في وادٍ"، ص: 97.




[68] نفسه، ص: 94.




[69] نفسه، ص: 98.




[70] نفسه، ص: 97




[71] "صرخة في وادٍ"، ص: 134.




[72] نفسه، ص: 121 - 122.




[73] نفسه، ص: 73.




[74] نفسه، ص: 57.




[75] "صرخة في وادٍ"، ص: 73.




[76] نفسه، ص: 182




[77] نفسه، ص: 96.




[78] "صرخة في وادٍ"، ص: 252.




[79] نفسه، ص: 103




[80] نفسه، ص: 168.




[81] نفسه، ص: 168




[82] نفسه.




[83] "صرخة في وادٍ"، ص: 166.




[84] نفسه، ص: 161.




[85] "مقدمة في دراسة الأدب الإسلامي"، د. مصطفى عليان، ص: 21.




[86] "صرخة في وادٍ"، ص: 118 - 119.




[87] نفسه.




[88] نفسه، ص: 118 - 119.




[89] "صرخة في وادٍ"، ص: 218.




[90] نفسه، ص: 171.




[91] "صرخة في وادٍ".




[92] نفسه، ص: 172.




[93] "مقدمة في دراسة الأدب الإسلامي"، ص: 36.




[94] "صرخة في وادٍ"، ص: 208.




[95] "جبريل اسم للمفقود".




[96] "صرخة في وادٍ"، ص: 208.




[97] نفسه.




[98] "صحيح البخاري"، كتاب: أبواب المساجد، باب: تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، رقم الحديث: 467، و"صحيح مسلم"، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، رقم الحديث: 2585.




[99] "صرخة في وادٍ"، ص: 62.




[100] "صرخة في وادٍ"، ص: 45.




[101] نفسه.




[102] نفسه، ص: 232.




[103] "صرخة في وادٍ"، ص: 50.




[104] "الجمالي" وزير المعارف العراقية، ألقيت القصيدة في حفلة تكريم له.




[105] "صرخة في وادٍ"، ص: 226.




[106] نفسه.




[107] "صرخة في وادٍ"، ص: 226.




[108] نفسه، ص: 78.




[109] نفسه، ص: 203.




[110] "مقدمة ديوان في ظلال الثورة"، ص: 299 - 300.




[111] "صرخة في وادٍ"، ص: 81.




[112] نفسه، ص: 76.




[113] نفسه، ص: 80.




[114] نفسه.




[115] "صرخة في وادٍ"، ص: 78.




[116] نفسه، ص: 82.




[117] ينظر: هامش ص: 67 من الجزء 2 من سلسلة "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث".




[118] نفسه.




[119] "في ظلال الثورة"، ص: 6.




[120] "صرخة في وادٍ"، ص: 282.




[121] نفسه، ص: 271 - 242.




[122] نفسه.




[123] "صرخة في وادٍ"، ص: 67 - 68.




[124] نفسه، ص: 202.




[125] نفسه، ص: 37 - 38.




[126] "صرخة في وادٍ"، ص: 100.




[127] "صرخة في وادٍ"، ص: 39.




[128] نفسه، ص: 64.




[129] "صرخة في وادٍ"، ص: 65.




[130] نفسه، ص: 68.




[131] نفسه، ص: 36.




[132] نفسه.




[133] "صرخة في وادٍ"، ص: 47 - 48.




[134] نفسه، ص: 47 - 48.




[135] نفسه، ص: 61.




[136] نفسه، ص: 178.




[137] "صرخة في وادٍ"، ص: 153.




[138] "صرخة في وادٍ"، ص: 166.




[139] "صرخة في وادٍ"، ص: 163.




[140] "صرخة في وادٍ"، ص: 163.




[141] نفسه.




[142] البخاري: كتاب الشهادات، باب كيف يستحلف، رقم الحديث: 2533، ومسلم: كتاب الإيمان، باب النهي عن الحلف بغير الله، رقم الحديث: 1646.




[143] "صرخة في وادٍ"، ص: 182.




[144] نفسه، ص: 180.




[145] المراد بـ "النيل" السفينة التي أقلته من رحلته إلى أوروبا.




[146] "صرخة في وادٍ"، ص: 210.




[147]"صرخة في وادٍ"، ص: 217.




[148] "صرخة في وادٍ"، ص: 155.




[149] نفسه، ص: 163.




[150] نفسه، ص: 102.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.57%)]