عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 29-07-2021, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القضايا الأساسية والصور البيانية في شعر محمود غنيم، من خلال ديوان "صرخة في واد"

لَئِنْ يَكُ تَحْتَ بَطْنِ الْأَرْضِ كَنْزٌ

فَكَمْ كَنْزٍ عَلَى قِمَمِ الْجِبَالِ




وَإِنْ يَكُ فِي قَرَارِ الْبَحْرِ دُرٌّ

فَكَمْ فِي سَطْحِهِ دُرَرٌ غَوَالِي




ظَوَاهِرُ ذَاتُ أَلْسِنَةٍ فِصَاحٍ

تُحَدِّثُنَا بِقُدْرَةِ ذِي الْجَلاَلِ"[17]






أمَّا غرضُ "الرِّثَاء"، فهو منبع ثَرٌّ للأديب المسلم، ومرتع خصب لزرع المبادئ الإسلامية، التي تكاد تتلاشى في أيامنا؛ لتستَقِرَّ مكانَها الولولة وشق الجيوب، مما يحدث عند وفاة مَن كُتِبَت عليه الوفاة، فينطلق قلم الشاعر؛ ليُسجل في هذا الإطار مبدأين مهمين يراهما واجبين لاستغلال غرض الرثاء: أما الأول، فهو تضميد الجراح عن طريق الأسلوب الحكيم، والموعظة الحسنة، وأمَّا الثاني، فهو تَخليد الآثار الحميدة التي مَيَّزت المفقود، وكان حَقًّا أن تخلد؛ إذ المسلمُ جدير به أن يذكر الأصدقاء ذوي الأيادي البيضاء، والحسنات النافعات، والثناء في هذا الموقف مطلوب، والشعر - إلى جانب وظيفته الكبرى في الوعظ والتوعية والتسلية النقية - إشهار وتخليد.



ومن المبدأ الأول قولُ غنيم في تعزية أحد الأصدقاء وقد توفي شقيقه:



"تَرَى هَلْ أَسُوقُ إِلَيْكَ الْعَزَاءَ

وَكَيْفَ يُعَزِّي حَزِينٌ حَزِينَا




إِذَا مَا أَلَمَّ بِجِبْرِيلَ خَطْبٌ

فَإِنَّ لِجِبْرِيلَ عَقْلاً وَدِينَا




وَهَلْ كُنْتَ تَرْجُو خُلُودَ أَخِيكَ

وَلَوْ أَنَّهُ كَانَ رُوحًا أَمِينَا




إِذَا نَحْنُ فِي إِثْرِ كُلِّ عَزِيزٍ

بَكَيْنَا قَضَيْنَا الْحَيَاةَ أَنِينَا"[18]







ومن المبدأ الثاني قوله في رثاء "محمد محمود باشا":



"فُجِعَتْ مِصْرُ وَهْيَ أَكْرَمُ أُمٍّ

فِي أَبَرِّ الْبَنِينَ بِالْأُمَّهَاتِ




فِي فَتًى طَاهِرِ السَّرِيرَةِ عَفٍّ

بَرِئَتْ نَفْسُهُ مِنَ الْعِلاَّتِ




لَمْ تَحُمْ رِيبَةٌ حَوَالَيْهِ يَوْمًا

لاَ وَلاَ الشَّيْبُ حَوْضُهُ بِقَدَاةِ"[19]




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]