عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-07-2021, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,416
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرثاء في شعر باشراحيل

فالأمر كله زيفٌ في زيف، والزوابع مرحلة عابرة، وفي موضع آخر من القصيدة يقول:



هَذِي بَقَايَا الصَّيْفِ جَاثِمَةُ اللَّظَى

تَكْوِي، وَهَذَا الْوَهْنُ فِي غُصْنِ التَّعَبْ







فالمفاجأة عِبارة عن "بَقايا صيف" على وشْك التلاشي، أمَّا باشراحيل بشخصه، فإنه في وسط هذه الدَّوامة كما يصف نفسه:



أَمْسَكْتُ فِي يُمْنَايَ نَاقُوسَ الرِّضَا

وَغَرَسْتُ فِي صَدْرِي الْجَوَاهِرَ وَالذَّهَبْ







ولا أدري لماذا غرس الجواهر والذهب في صدره، ولَم يتقلَّدها؟ وهو القائل في قصيدة (البحث الأخير) من ديوان قناديل الريح:



نَسْتَعْلِي بِالدِّينِ الْأَسْمَى

وَنَكُونُ عَلَى الْبَاغِي أُمَّةْ







وربما هي إشارةٌ إلى أنَّ (أبا لهب) الذي عاد، كانت نهايته استعلاء الدين الأسمى، ولذلك فإنَّه يُخاطب أمته بنفسٍ أبيَّة وهِمَّة عالية، ويقول لها في قصيدة (أمتي معي):



قُومِي اشْعِلِي اللَّيْلَ بِالْأَضْوَاءِ وَانْتَقِدِي

يَا أُمَّتِي وَاسْحَقِي ظُلْمَ الطُّغَاةِ مَعِي







وأيًّا كانت الأمور أو النتائج في الحياة، فإنَّها سجال؛ يقول في قصيدة (حمى جازان) من ديوان قناديل الريح:



هِيَ النَّوَائِبُ أَقْدَارٌ مُقَدَّرَةٌ

يَوْمٌ يَسُرُّ وَيَوْمٌ بَيْنَ أَحْزَانِ




يَا رَحْمَةً مِنْ لَدَى الْبَارِي نُؤَمِّلُهَا

وَفَضْلُهُ ذَائِعٌ فِي الْإِنْسِ وَالْجَانِ





يَا رَبِّ رُحْمَاكَ مِنْ خَطْبٍ يُدَاهِمُنَا

وَاسْبَغْ عَلَيْنَا بِإِكْرَامٍ وَغُفْرَانِ.








[1] معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين - المجلد الخامس.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.67%)]