عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 29-07-2021, 03:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرثاء في شعر باشراحيل



أمَّا قصيدته "هذا هو الحق" في رثاء الأديب العلامة حمد الجاسر، فهي تنضح بمكانة الرجل العِلْمِيَّة، وأخلاقه السمحة، فهو صاحِبُ الفكر المحلق الوحيد الذي تشرئبُّ إليه النفوس والأفئدة:



يَا سَاكِنًا فِي جُفُونِ الدَّهْرِ مَا غَمَضَتْ

عَيْنٌ مِنَ الدَّمْعِ تَهْمِي وَهْيَ نَجْلاَءُ




خُيُولُنَا فِي رِحَابِ الْفِكْرِ جَاثِمَةٌ

وَخَيْلُ فِكْرِكَ تَجْرِي وَهْيَ خَرْسَاءُ




مَضَى الْأَدِيبُ وَلَمْ تَمْضِ خَلاَئِقُهُ

تَعِيشُ وَهْيَ أَنَاشِيدٌ وَأَصْدَاءُ




قَلْبٌ عَلَى الطِّيبِ أَغْرَتْنَا مَحَبَّتُهُ

وَإِنَّهَا لِكَرِيمِ الطَّبْعِ آلاَءُ







ثم يتحدث الشاعر بعد ذلك عن المباهج التي يُلاقيها حمد الجاسر في جَنَّات الخلد والنعيم؛ حيث لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سَمِعَت، ولا خَطَر على قلب بشر.



ومن البديهي أنْ لا أحدَ يُزكِّي أحدًا على الله، ولكنَّه إحسانُ الظنِّ الذي أمرنا به الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله: ((إذا رأيتم الرجلَ يرتادُ المساجد، فاشهدوا له بالإيمان))، يقول باشراحيل:



يَا رَاحِلاً عَنْ ظَلاَمِ الْأَرْضِ فِي مَلَلٍ

كَيْفَ الضِّيَاءُ وَكَيْفَ الظِّلُّ وَالْمَاءُ




وَكَيْفَ جَنَّاتُ عَدْنٍ فِي مَبَاهِجِهَا

وَأَنْتَ فِي رَحْمَةِ الدَّيَّانِ قَرَّاءُ




هُنَاكَ مَا لاَ رَأَتْ عَيْنٌ وَلاَ خَطَرَتْ

عَلَى الْقُلُوبِ عُيُونٌ وَهْيَ حَوْرَاءُ




فَانْهَلْ مِنَ الصَّفْوِ كَاسَاتٍ مُعَتَّقَةً

أَلْوَانُهَا مِنْ رَحِيقِ الشَّهْدِ صَفْرَاءُ




وَعْدَ الْإِلَهِ وَوَعْدُ اللَّهِ يُنْجِزُهُ

لِلصَّادِقِينَ فَلاَ ضَيْمٌ وَلاَ دَاءُ




فَاغْنَمْ حُظُوظَكَ أَنْعَامًا وَمَكْرُمَةً

فَقَدْ وَفَيْتَ وَمَا أَغْرَتْكَ أَشْيَاءُ


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.81 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]