عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30-07-2021, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,545
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تغيير للمناهج أم هدم للثوابت؟

محاولات قديمة:
كما أكَّد المسباح على أن هذه المحاولات ليستْ وليدةَ اللحظة، وإنما هي امتدادٌ لمحاولات قديمة مِن الوزراء الليبراليين السابقين والحاليين، كما أكَّد على أن هذه الحملات تأتي نتيجةَ الضغوط التي تُمارَس مِن قِبَل بعض الطائفيين على الوزارة، من خلال الأسئلة التي يقدمونها حولَ ما يخص مناهج التربية الإسلامية، ولا سيما في موضوع التوحيد، وما يتعلق بنواقض التوحيد أو الشرك الأكبر والشرك الأصغر، وما يتعلق بمسألة الطواف بالقبور وغيرها مِن هذه المسائل، برغم أن هذه الموضوعات لا تتجاوز الثلاثة أو الأربعة أسطر في مادة التربية الإسلامية، وهو ما أثاروه أيضًا في الهجمة الجديدة، وادَّعَوْا أن مناهج التربية الإسلامية تثير الفتنة وتثير الطائفية، على عكس الواقع العملي الذي يؤكِّد أن توجيه التربية الإسلامية هو مَن تبنَّى موضوع الوحدة الوطنية، كما أننا بفضل الله نعمل دائمًا على إطفاء الفتنة، بعكس غيرنا الذي دائمًا يثير الفتنة، ولذلك لا بد أن نكون حازمين مع هذا الفكر السيئ.

بين تطوير الوسائل وهدْم الثوابت:
وعن رفْضِ الإسلاميين للتطوير والتجديد، أكَّد المسباح على أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة تمامًا، وأكَّد على أن أول مَن أدخل مهارات التفكير في وزارة التربية هو توجيه التربية الإسلامية، فنحن نُواكب التطوير من حيث أساليبُ وطرقُ التدريس، وكذلك المنهج القِيَمي، الأمر الآخر: أن عندنا كَمًّا هائلاً من الدورات التدريبية، لدرجة أن مركز التدريب لا يتحمل عدد الدورات التدريبية المُقدَّمة من توجيه التربية الإسلامية؛ فهناك فرقٌ بين تطوير الوسائل، وهدم وتغيير الثوابت.

لا نقبل التشكيك أو الطعن:
من ناحيتها أعربتْ جمعية المعلمين عن دهشتِها واستغرابها لما جاء في ردود وزير التربية ووزير التعليم العالي د. بدر العيسى في لقاء صحفي، مشيرةً في بيان لها إلى أن ما أثاره الوزير د. العيسى كانتْ له ردة فعل واسعة، وموجةُ أسفٍ عارمة من أهل الميدان والمجتمع بكامله، وكان مما جاء في بيان الجمعية: إن هذه القضية سبق أن ذكرها الوزير أكثر من مرة، دون أيِّ وضوح أو مبررات مقنعة، وبشكل ربما تكون له عَلاقة بضغوط خارجية، وبمحاولات وممارسات مُؤسفة، وأطروحات انفعالية تُثار حول المناهج، وقد يكون لذلك أيضًا حسابات سياسية وشخصية لا نُدرك حقيقةَ غايتِها وأغراضها، ولكنها وَصَلَتْ - وللأسف الشديد - إلى درجة التشكيك والطعن في هذه المناهج التي قام بإعدادها نخبة من الكفاءات التربوية المتخصصة، ومرَّت بإجراءات وافية ومدروسة، حتى تم اعتمادُها بما يتوافق مع ثوابت المجتمع وقيمه الإسلامية، وبما يعزز وحدة الصف، والسعي إلى بناء أجيال تدرك مسؤولياتها الجسيمة تجاه دينها ووطنها، وهي بعيدة كلَّ البُعد عن التطرُّف.

مناهجنا والوحدة الوطنية:
وما يُثلِجُ الصدْر بالفعل ويؤكِّد صحة ما نُشير إليه: أن مناهجنا كان لها الدور الكبير في المحافظة على وحدة مجتمعنا وأمنه واستقراره، أمام تلك التحديات التي يواجهها مِن جرَّاء الأحداث الساخنة التي تحيط بنا، ومن حماية مجتمعنا من ذلك المد السرطاني في الغُلُوّ والتطرف، وإثارة النَّعرات والفتن الطائفية، وما صاحب هذا المدَّ من ممارسات وجرائم بَشِعة ومُدَمِّرة ارتُكبت باسم الإسلام، والإسلام بريء منها.

اللجنة المشبوهة:
وأكَّد البيان على ضرورة معرفة كيفية تشكيل اللجنة التي ستقوم بعملية المعالجة، وقال البيان: إذا كان وزيرُنا قد شكَّل لجنة لمعالجة ذلك - على حدِّ قوله - فإننا هنا نتساءل: هل تمت الاستعانة بتوجيهات التربية الإسلامية واللغة العربية في هذه اللجنة؟ وهل استُعين أيضًا بأهل الاختصاص مِن الأكاديميين في كلية الشريعة بجامعة الكويت؟ ويبقى السؤال الأهم حول كيفية تحديد الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تُفَسَّر تفسيرًا سلبيًّا، وتدعو إلى التطرف، وهل سيتم حذف آيات قرآنية وأحاديث نبوية ما دام الأمر وصل إلى وجود تشكيك في قدرات المعلمين والمعلمات، وعدم قدرتهم على تقديم التفسير المناسب والصحيح لهذه الآيات والأحاديث، واتهامهم بسوء التفسير؟

مناهج مدروسة:
وأكَّد البيان أيضًا على أن مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية جميعها تم إقرارُها واعتمادها بشكلٍ مَدْرُوس للغاية، ومِن لجان تشكَّلتْ بقرار من مجلس الوزراء للنظر فيها، وهذه المناهج تدرس وَفْقَ نظام تعليمي وإشرافي دقيق، يُمارَس من قِبَل الوزارة نفسِها، ومن قِبَلالتوجيهات والأقسام العلمية، علاوةً على أنها مَحَطُّ أنظارٍ وتدقيقٍ مِن قِبَل كلِّ أهل الاختصاص والأكاديميين، وأهل الميدان مِن معلمي التربية الإسلامية واللغة العربية.


ومن المفترض والواجب مِن وزيرنا تعزيزُ الثقة في جميع هذه الشرائح المَعْنية، لا التشكيك فيها، وكان عليه أيضًا النأي الكامل بالمسألة التعليمية والمناهج التربوية عن أي اجتهاد وطرح منفرد، لا أساس له من الصحة، وألا يجعل من الخطط والمناهج التربوية والقائمين عليها عُرضةً للإساءة والتشكيك، وعرضة للأهواء ومجالاً خصبًا للمزايدة والإثارة والتصعيد، بما يكون له تأثيره السلبي والخطير على مفاهيم ترسيخ القيم التربوية ووحدتنا الوطنية.

مجندون في صفوف العدو:
نخلص مما سبق إلى أن الحرب الفكرية والثقافية هي الأهم لدى الغرب، وإن كانتْ معارك الأسلحة يُستخدم فيها العساكر بدبابتهم وأسلحتهم، ففي معركة الفكر يُستخدم المفكرون بأقلامهم، والغريب حقًّا أن تجد من أبناء هذه البلاد الغالية من يُجنِّد نفسه في صف العدو لِيمارس حربًا بالوكالة عن الغرب في تنفيذ مخططاته وإستراتيجياته.


كما أننا نخلص إلى أن الإسلام لا يمنع تمامًا التجديد والابتكار، والتطوير والإبداع، ولكنْ هناك فرق بين التجديد والتطوير في الوسائل والأهداف، وبين التغيير في القيم والثوابت والمعتقدات.


وأخيرًا، فإن هذا الصراع لن يتوقف ولن ينتهي، ولكنه له صولات وجولات، وسيظل كلُّ طرف يدافع عن اعتقاده ومنهجه، ولكن شتَّانَ بين من يدافع عن الحق وهو يعلم تمامًا أنه حقٌّ محض، ودفاعه عنه واجب شرعي، ومطلب وطني، وبين مَن جنَّد نفسه في صف العدو، يحمل رايته، وينفذ مخططاته، ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 81].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]