عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30-07-2021, 04:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,435
الدولة : Egypt
افتراضي رد: توظيف التراث في شعر أمل دنقل

نص القصيدة كما ورد في الأعمال الكاملة (دار العودة، بيروت.):
أكره لون الخمر في القنينة

لكنني أدمنتها.. استشفاءَ

لأنني منذ أتيت هذه المدينة

وصرت في القصور ببغاءَ

عرفتُ فيها الداءَ

........

أمثل ساعة الضحى بين يدي كافور

ليطمئن قلبه، فما يزال طيره المأسور

لا يترك السجن ولا يطير !

أبصر تلك الشفة المثقوبة..ووجهه المسودّ

والرجولة المسلوبة

..أبكى على العروبة !

يومئ، يستنشدني: أنشده عن سيفه الشجاع

وسيفه في غمده.. يأكله الصدأ !

وعندما يسقط جفناه الثقيلان، وينكفئ.

أسير مثقل الخطى في ردهات القصر

أبصر أهل مصر..

ينتظرونه.. ليرفعوا إليه المظلمات والرقاع !


.... جاريتي من حلب، تسألني: متى نعود؟

قلت: الجنود يملؤون نقط الحدود

ما بيننا وبين سيف الدولة.

قالت: سئمت من مصر، ومن رخاوة الركود

فقلت: قد سئمت - مثلك - القيام و القعود

بين يدي أميرها الأبله.

لعنت كافورا

ونمت مقهورا..

... خولَةُ " تلك البدوية الشَّموس

لقيتها بالقرب من " أريحا "

سويعة، ثم افترقنا دون أن نبوحا

يفتُّر بأشواق وبالعتاب ثغرُها العبوس

أشم وجهها الصبوحا

أضم صدرها الجموحا !

...............

سألت عنها القادمين في القوافل

فأخبروني أنها ظلت بسيفها تقاتل..

في الليل تجارّ الرقيق عن خبائها

حين أغاروا، ثم غادروا شقيقها ذبيحا

والأب عاجزا كسيحا

واختطفوها، بينما الجيران يرنون من المنازل

يرتعدون جسدا وروحا

لا يجرؤون أن يغيثوا سيفها الطريحا !

........................

(ساءلني كافور عن حزني

فقلت إنها تعيش الآن في بيزنطة

شريدة.. كالقطة

تصيح " كافورا ه.. كافورا ه.. "

فصاح في غلامه أن يشترى جارية روميّة

تجلد كي تصيح " واروماه.. واروماه.. "

.. لكي يكون العين بالعين

والسن بالسن )

في الليل، في حضرة كافور، أصابني السأم

في جلستي نمتُ ولم أنم

حلمت لحظة بكا

وجندك الشجعان يهتفون: سيف الدولة.

وأنت شمس تختفي في هالة الغبار عند الجولة

ممتطيا جوادك الأشهب، شاهرا حسامك الطويل المهلكا

تصرخ في وجه جنود الروم

بصيحة الحرب، فتسقط العيون في الحلقوم !

تخوض، لا تبقى لهم إلى النجاة مسلكا

تهوى، فلا غير الدماء والبكا

ثم تعود باسما.. ومنهكا

والصبية الصغار يهتفون في حلب:

" يا منقذ العرب "

" يا منقذ العرب "

حين تعود.. باسما.. ومنهكا

حلمت لحظة بكا

حين غفوت

لكنني حين صحوتُ:

وجدت هذا السيد الرخوَ

تصدر البهوَ

يقص في ندمانه عن سيفه الصارم

وسيفه في غمده يأكله الصدأ!

وعندما يسقط جفناه الثقيلان، وينكفئ..

يبتسم الخادم.. !

تسألني جاريتي أن أكترى للبيت حرّاسا

فقد طغى اللصوص في مصر.. بلا رادع

فقلت: هذا سيفي القاطع

ضعيه خلف الباب.. متراسا !

(وما حاجتي للسيف مشهورا

ما دمت قد جاورت كافورا؟)

.. "عيد بأية حال عدت يا عيد؟ "

بما مضى؟ أم لأرضى فيك تهويد؟

(نامت نواطير مصر عن عساكرها)

وحاربت بدلا منها الأناشيد

ناديت يا نيل هل تجرى المياه دما

لكى تفيض ويصحو الأهل إذ نودوا

عيد بأية حال عدت يا عيد



[1] التراث الإنساني في شعر أمل دنقل، جابر قميحة ،ص 18[1]

[2] الشعر العربي المعاصر:قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية ،عز الدين اسماعيل،ص 38[2]

[3] العصر العباسي,نماذج شعرية محللة،ص 129[3]


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.11 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.75%)]