من وصايا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
بكر البعداني
الوصية الأولى:
عن معن بن عبدالرحمن قال: قال رجل لعبدالله: أَوْصني بكلمات جوامع نوافع.
فقال له عبدالله: "اعبُدِ اللهَ ولا تشرِك به شيئًا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن أتاك بحقٍّ فاقبل منه وإن كان بعيدًا، ومن أتاك بباطل فاردُدْه وإن كان حبيبًا قريبًا"[1].
قال أبو محمد: "هذه جوامع الحق: اتِّباع القرآن، وفيه اتباع بيان الرسول، وأخذ الحق ممَّن أتى به، وإن كان لا خير فيه، وممَّن يجِب بغضه وإبعاده، وألَّا يقلِّد خطأَ فاضلٍ وإن كان محبوبًا واجبًا تعظيمُه"[2].
الوصية الثانية:
وروى البخاري في التاريخ الصغير عن القاسم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، عن أبيه قال: "لما حضر عبدالله الوفاة، قال له ابنه عبدالرحمن: يا أبتِ، أَوْصني، قال: ابكِ من خطيئتك"[3].
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم (4645)، وابن أبي عاصم في الزهد رقم (35) عن عبدالملك بن عمير، حدَّثني آل عبدالله أنَّ عبدالله أوصى ابنَه عبدالرحمن، فقال: "أوصيك باتِّقاء الله، وليسَعك بيتُك، وابكِ من خطيئتك، واملِك عليك لسانك".
[1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، رقم (8537)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 235): "رواه الطبراني، ورجاله ثقات، إلَّا أن مَعْنًا لم يدرك ابن مسعود".
[2] الإحكام في أصول الأحكام (4/ 586)؛ لابن حزم.
[3] قال الألباني: "إسناد لا بأس به"؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة، تحت الحديث رقم (199).