فهل يقتدي الأخلاف
أحمد إبراهيم الغزاوي
إلامَ - نلوم "الحظ" - نوسعه عتبًا***وما هو في الدنيا بمقترف ذنبَا
ويبهتنا ما قد نرى مِن تزاحم***نسف به شرقًا، ويسمو بهم غربَا
نصد، فلا نُعنى بغير سفاسف***ونرضى ولو كانت ضمائرنا غضبى
ونقنع بالإطراء يبدو مموهًا***ونقبع مستملين من جهلنا سبَّا
إذا جال بالمرء العيان أصابه***ذهول يمس الحس والنفس واللبَّا
يرى كيف أن الناس أبناء آدم***تساوَوا، فكل يحتوى الجسم والقلبا
فمنهم "سعيد" بالحياتين فائز***وآخر لا يرجو نجاة، ولا عقبى
تفاوتت الغيات، فارتاب خاسر***وأجدادنا كانوا قساورة غلبا
أولئك عاشوا في نعيم مرفه***وآبوا، وقد سادوا الأعاجم والعُرْبا
لهم في بقاع الأرض صيت مخلد***وفي ساحة الرضوان دار هي الرغبى
تولوا رشاد الخلق بالحق أعصُرًا***وكانوا كماء المزن يستنبتوا الجدبا
وشادوا قصور الملك في كل دولة***تسامت بهم حينًا، وما حاولوا الغصبا
وقامت لهم في "البر" "والبحر" صولة***ثوت بين أضلاع الذين عثوا رُعبا
وما بلغوا هذا السمو لغاية***سوى أن ينالوا العز والجاه والقربى
أطاعوا بذاك الله وهو وليهم***فما استعظموا هولاً، ولا أكبروا حربَا
فهل يقتدي "الأخلاف" بالسلف الأولى***زهونا بهم فخرًا، وكنا لهم كربا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
مجلة الإصلاح، العدد الرابع عشر رمضان 1347هـ، ص23