عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-08-2021, 12:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,375
الدولة : Egypt
افتراضي الدنيا دول لا يدوم عزها ولا ذلها

الدنيا دول لا يدوم عزها ولا ذلها



قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140].

تأمل قولَ اللَّهِ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، فالدُّنْيَا دُوَلٌ بَيْنَ النَّاسِ لَا يَدُومُ غِنَاهَا ولَا فقْرُهَا، ولَا يَدُومُ سُرُورُها وَلَا غَمُّها، ولَا يَدُومُ عِزُّهَا ولَا ذُلُّها.
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ *** مَن سَرّهُ زَمَنٌ ساءَتهُ أَزمـانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ *** وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ

وتأمل العلةَ مِنْ تلك الْمُدَاوَلَةِ: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، فقد تكون أَوْقَاتُ الْغَلَبَةِ وَالظَّفَرِ للكفارِ أعداءِ اللهِ، {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} [الْمَائِدَةِ: 52]، لتقديم فروض الطاعة والولاء لهم، طلبًا لمرضاتهم، ولولا تلك السُنَّة فِي الْمُدَاوَلَةِ ما تبين لنا صادق الإيمان ممن يدعيه!

ثم تأمل ذلك التذييل العجيب للآية: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، فإن النفوس جبلت على البغي والعدوان عند العلو والظهور، وعلى الاستكانة الخمول عند الاستضعاف والأفول.

فمن كان حال الغلبة وعلو الرتبة ويسار الحال، مقسطًا لا يسعى لبغي ولا لفساد فذلك لإيمانه واستقامته، وصلاحه، ونقاء سريرته.
والظُّلمُ من شِيَم النُّفوسِ فَإِن تَجِدْ ♦♦♦ ذَا عِفَّةٍ فلعِلَّة لَا يَظْلِم

ومن كان إذا تمكن سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، فذلك لسوء سريرته، وفساد طويته، وحبه للبغي والعدوان، {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.

_________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.10%)]