الموضوع: خيمة الظلماء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-09-2021, 04:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي خيمة الظلماء

خيمة الظلماء
عبد الرحمن بن صالح العشماوي



نَصَبَ الليل خيمة الظلماءِ***وأبان الصقيعُ جور الشتاءِ
والرياح الهوجاء تُنشِد لحناً***ملحمياً يزف عرش الفناء
وصغير يُخبئ الليل منه***تحت إبطيه باقي الأشلاءِ
وبيوت تبرّأ الأمن منها***وكساها الإرهاب ثوب الشقاءِ

رب طفل يموت فيها يجوع***وعلى بابه صنوف الغذاءِ
لا مجيب يا صوت ليلى وسعدى***مات من يستجيب للضغفاءِ
افرحوا يا يهود، نحن كفينا***جيشكم قتل أهلنا الأبرياءِ
أفرحوا يا يهود، نحن سفكنا***من بني قومنا أعز الدماءِ
لم يزل في الحضيض منا رجال***جرفتهم مبادئ الغوغاءِ
أفرحوا يا يهود، نحن شربنا***بدلاً عنكمو دموع النساءِ
أفرحوا يا يهود نحن وضعنا***في يديكم مواطن الإسراءِ
****
وفتحنا لكم بساتين يافا***ورفعنا لكم يد الإغضاءِ
افرحوا يا يهود، نحن نصبنا***لذوين مشانق الدخلاءِ
نحن قلنا : ابقروا بطون الحبالي***واستبيحوا محارم النبلاءِ
وسكننا وللرصاص ضجيج***وغفونا على رنين البكاءِ
والدعايات ألبست كل ذل***في حمانا ملابس الكبرياءِ
****
صورت كل عثرة عثرتها***أمتي قفزة إلى العلياءِ
صورت كل ظالم مستبد***سيداً عادلاً نقي الرداءِ
يا بني أمتي، جراح اليتامى***قتلت في فمي نشيد الصفاءِ
ورمتني من الأسى في محيط***فأمامي موج، وموج ورائي
لو جمعنا قصائد الحزن فينا***ومزجنا بها عيون الرثاء
واستعدنا متمماً حين يبكي***وروينا قصائد "الخنساء"
ماشفينا قلوبنا في زمان***بيع فيه الأطفال بيع الإماءِ
رب عوناً على مصائب قومي***فإليك اللجوء في الباساءِ
****
لا تلوموا قصائدي حين تبكي***فهي مقطوعة من الأحشاء
يابني أمتي، بكاء حروفي***"لو فطنتم إيه" أسمى بكاءِ
لو جمعنا قصائد الحزن فينا***ومزجنا بها عيون الرثاء
****
واستعدنا متمماً حين يبكي***وروينا قصائد "الخنساء"
ماشفينا قلوبنا في زمان***بيع فيه الأطفال بيع الإماءِ
رب عوناً على مصائب قومي***فإليك اللجوء في الباساءِ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.80%)]