عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 22-09-2021, 11:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قبسات من أدب الدكتور راشد المبارك

ثم اقرأ بدوي الجبل:
لَيْتَ الَّذِين وَهَبْنَاهُمْ سَرَائِرَنَا
فِي زَحْمَةِ الخَطْبِ أَغْلَوْا مَا وَهَبْنَاهُ

وَلا وَفَاءٌ لِقَلْبٍ حِينَ نُؤْثِرُهُ
حَتَّى تَكُونَ رَزَايَانَا رَزَايَاهُ



واقرأ راشد المبارك:
مُوجِعٌ أَنْ يُعَالِجَ الجُرْحَ جُرْحٌ
وَغَلِيلٌ يُطْفِي لَظَاكَ غَلِيلُ

جُرْحُ قَلْبِي القَدِيمُ مَا زَالَ مُخْضَرْ
رًا بِأَوْجَاعِهِ الَّتِي لا تَزُولُ

فِي الثَّرَى مِنْ حَشَاشَةِ القَلْبِ أَمْشَا
جٌ وَفِي القَلْبِ دَهْرُ حُزْنٍ طَوِيلُ


ثم اقرأ بدوي الجبل:
لا تَسَلْهَا فَلَنْ تُجِيبَ الطُّلُولُ
الْمَغَاوِيرُ مُثْخَنٌ أَوْ قَتِيلُ

مُوحِشَاتٌ يَطُوفُ فِي صَمْتِهَا الدَّهْ
رُ فَلِلدَّهْرِ وَحْشَةٌ وَذُهُولُ




وَسَقَوْنِي عَلَى الفِرَاقِ دُمُوعِي
كَيْفَ يُرْوَى مِنَ الجَحِيمِ الغَلِيلُ؟!


وبعدُ، فهذه ثلاث "قبسات" من أدب الدكتور راشد المبارك، ليست دراسةً له، ولا محاولةً لتحليلِه والإحاطةِ بخصائصِه، إنَّها مجرَّدُ قبسات تُقرَأ.

ولسائلٍ أنْ يسأَلَ: أين تضعُ الدكتور راشد المبارك بين الشُّعَراء؟
وأقول: الجواب موجودٌ في آخِر الجزء الثاني من الديوان الذي يضمُّ ثلاث رسائل شعريَّة من أبي بسام إلى الشاعر العملاق سليمان العيسى، وجوابين من أبي معنٍ عليها، اقرأ الرسالة والردَّ وتساءل معي: أليس الشاعران في هذه القبسات فرسَيْ رهان؟

قال أحدهما:
يَا بْنَ الصَّهِيلِ المُسْتَرِيحِ عَلَى الشَّذَا
زَمَنِي بِدَارِكَ جَنَّةٌ وَعَبِيرُ

قَطَّرْتُمُ أَغْلَى الرَّحِيقِ شَمَائِلاً
وَشَرِبْتَ حَتَّى اخْضَوْضَرَ التَّعْبِيرُ


وقال الآخَرُ:
خَمْرَةٌ تِلْكَ الَّتِي رَقْرَقْتُهَا
أَمْ سَنًا رَقَّ هَوًى فَانْبَثَقَا

كُلَّمَا حَدَّقْتَ فِي لأْلائِهَا
خَطَفَتْ عَيْنِي وَصَارَتْ حِدَقَا


إنْ لم تعرف مَن قال ماذا، وقلت: نعم، هما فرَسَا رهان، فقد أجبتُك عمَّا تريد.


المصدر: مجلة الأدب الإسلامي - العدد (73) - صـ (58 - 63).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.99 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]