عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-10-2021, 12:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي بلغوا الغاية في الإحسان

بلغوا الغاية في الإحسان



قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 148].

تأمل قول اللَّهِ تَعَالَى عن أهلِ الإيمانِ: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ}، لتعلم أن من كانت همته الآخرة أتته الدنيا وهي راغمة، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ»[1].

ثم تأمل كيف أخبر الله تعالى عن ثَوَابِ المؤمنين الدُّنْيَوي، وهو يشمل كل نفع لهم في الدنيا، ومنه النصر والتمكين والغنيمة، فما ذكر ثَوَابَ الآخِرَةِ وصفه بالحُسْنِ، فقال: {وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ}؛ لأنه خيرٌ وأبقى!

ثم تأمل تلك الجائزة الكبرى التي هي أعظم من الجنةِ، وهي إخباره تعالى بمحبته لهم!

ثم تأمل ثناء الله تعالى لهم وشهادته بأنهم مُحْسِنُونَ بقوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}؛ لأنهم بلغوا الغاية في الإحسان.

فقد أحسنوا العبودية لله تعالى، حين آمنوا به سبحانه وتعالى، وأحسنوا حين آزروا نبيهم عليه بجهادهم معه في سبيل الله تعالى، وأحسنوا حين بذلوا مهجهم لنصرة دين الله تعالى، وأحسنوا الأدب حين دعوا ربهم تبارك وتعالى.

[1] رواه الترمذي، أَبْوَابُ صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابٌ، حديث رقم: 2465، بسند صحيح.

__________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]