عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-10-2021, 05:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,663
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الغربة والاغتراب في الشعر الإسلامي

ثم ها هو ذا حسان يُصوِّر حاله وحال الصحابة بعد فقْده - صلى الله عليه وسلم - فيقول:
مَا بَالُ عَيْنِكَ لاَ تَنَامُ كَأنَّمَا
كُحِلَتْ مَآقِيهَا بِكُحْلِ الأَرْمَدِ

جَزَعًا عَلَى الْمَهْدِيِّ أَصْبَحَ ثَاوِيًا
يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى لاَ تَبْعُدِ

وَجْهِي يَقِيكَ التُّرْبَ لَهْفِيَ لَيْتَنِي
غُيِّبْتُ قَبْلَكَ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ

بَأَبِي وَأُمِّي مَنْ شَهِدْتُ وَفَاتَهُ
فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ النَّبِيُّ الْمُهْتَدِي

فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَبَلِّدًا
مُتَلَدِّدًا يَا لَيْتَنِي لَمْ أُولَدُ

أَأُقِيمُ بَعْدَكَ بِالْمَدِينَةِ بَيْنَهُمْ
يَا لَيْتَنِي صُبِّحْتُ سُمَّ الأَسْوَدِ

أَوْ حَلَّ أَمْرُ اللهِ فِينَا عَاجِلاً
فِي رَوْحَةٍ مِنْ يَوْمِنَا أَوْ فِي غَدِ

فَتَقُومُ سَاعَتُنَا فَنَلْقَى طَيِّبًا
مَحْضًا ضَرَائِبُهُ كَرِيمَ الْمَحْتِدِ[10]



بل إنه ليتمنَّى الموت؛ حتى يَلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لِما يحسُّ به من الغربة والوَحشة بعد الفِراق، ويصف حال الأنصار والمهاجرين:
يَا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ وَرَهْطِهِ
بَعْدَ الْمُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ الْمَلْحَدِ

ضَاقَتْ بِالانْصَارِ الْبِلادُ فَأَصْبَحَتْ
سُودًا وُجُوهُهُمُ كَلَوْنِ الإِثْمِدِ[11]



وهكذا عبَّر الشعراء في عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن كثيرٍ من معاني الغربة والاغتراب في شعرهم؛ مما يؤكِّد مُعايشتهم لذلك المعنى، وحديثَهم عن هذا المفهوم.


[1] رواه مسلم.

[2] فقه السيرة؛ محمد الغزالي، ص (126).

[3] السيرة النبوية؛ ابن هشام، ج (3)، ص (68).

[4] السيرة النبوية؛ ابن هشام، ج (3)، ص (68).

[5] السيرة النبوية؛ ابن هشام، ج (3)، ص (182).

[6] السيرة النبوية؛ ابن هشام، ج (3)، ص (182).


[7] السيرة النبوية؛ ابن هشام، ج (4)، ص (389 - 390).

[8] رواه البزَّار عن أبي سعيد.

[9] السيرة النبوية؛ ابن هشام، ج (4)، ص (390).

[10] السيرة النبوية؛ ابن هشام، ج (4)، ص (391).

[11] السيرة النبوية؛ ابن هشام، ج (4)، ص (391).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]