عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 16-10-2021, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,892
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محاور الغربة والاغتراب في ديوان نقوش إسلامية

محاور الغربة والاغتراب في ديوان نقوش إسلامية (1)
أ. طاهر العتباني


وفي انتظار هذه اللحظة وذلك الوعد، يلفتنا الشاعر إلى صورة من صور الواقع حول القضية:






القدس ما زالت تؤرِّق ليلنا

ومؤذِّن الأقصى الأسير أسيرُ




والمُومسات تضجُّ في ساحاته

لو كان في هذا الغثاء شعورُ




هم أحرقوه ونحن في حاناتنا

مترنِّحون وخمرنا موفورُ




وإذاعة التهريج تُلقي ثقلها

في الحرب حتى مجَّها التعبير[12]











إن حالة فِقدان الوعي والانغماس في الملذات والإثم، كل هذه عوائق تقف في وجه السعي نحو التحرير، ولكن كل ذلك الظلام لا يعني فقدان الضوء تمامًا، بل إن الأشبال القادمين يملكون تبديل هذه الأوضاع كلها، وإن عَظُمت التضحية وعزَّ الفداء:





عامان والأشبال فوق وجوههم

ماء الوضوء اللؤلؤ المنثور




عامان والأحجار تَنطق عزَّةً

والشمس تَغلي والصدور تفورُ




والصامدون هناك خلف جراحهم

من قال ليس لنا هناك جذور؟[13]











المحور الثاني: غربة الفلسطيني الذي أُقصي عن داره وأُبعد عن وطنه:



ثاني محاور الغربة في هذا الديوان، هي غربة الفلسطيني الذي أُقصي عن داره، وأُبعد عن وطنه، وحاوَل الأعداء طمْس هُويته؛ إن هذا الفلسطيني المسلم الذي وجد نفسه فجأةً يُقصى عن داره وأرضه؛ ليقاسي غربةً من أشد أنواع الغربة، كما يعاني محاولة طمْس الهوية - يجعل له الديوان جزءًا كبيرًا من اهتمامه، ولا غرو؛ فالشاعر نفسه - وهو الفلسطيني المسلم - واحد من أولئك، فهو لا يعبر عنها تعبير المصور لها، بل يعبر عنها تعبير المعايش لها، الذي يقاسي حرَّ جمرها.







ومن القصيدة الأولى في الديوان: "يا قدس"، ومن أول أبياتها يقول:





من أين أجترح الأمواج والسفنَا

وقد عييتُ فما أبصرتُ لي وطنا




كل الطيور إلى أعشاشها هرعت

إلا طيوري لا عشَّ ولا كفَنا




يا أيها الوطن المصفود معذرة

إنا نخوض إليك الليل والمِحَنا[14]











وهو رغم مُضي ما مضى من السنوات، لا يفتأ يأسى لشجو المآذن في وطنه يتردَّد صداها في أضالعه:





وكلما لمحت عيناي بارقةً

صرَخت إن قطاف الجائعين دنا




وللمآذن شجو في أضالعنا

لو صادَفت من بني أعمامنا أُذنا[15]






يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.44 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]