عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-10-2021, 03:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محاور الغربة والاغتراب في ديوان نقوش إسلامية

وهو في ذلك الأسى لا ينسى ذكرياته في وطنه، تلك الذكريات التي صارت كالغُصص تؤرِّقه وتَعصف به عصفًا:





لي ذكريات بها ترتاح قافلتي

ولي سفوح إليها كم هفوت أنا




ولي بدايات عُمر كم أحنُّ لها

ألا يحنُّ هَزار ضيَّع الغُصنا[16]











وهذه الغربة التي يعانيها مَن أُخرجوا من ديارهم و أموالهم، يعاني منها كذلك مَن يقيم على أرض فلسطين:





نعم ترنَّحت الأجساد يا وطني

نعم، ركِبنا إليك المركب الخَشِنا




نعم تساقَطت الأحلام مُجهدةً

وقد عَرِينا وذقنا الويل والحزنا




نعم ذُبحنا وكان الذبح متصلاً

وما رأينا على جزَّارنا وهَنَا[17]











ورغم ذلك الذبح، وذلك التشريد، يظل متمسكًا بعزَّته التي لا يَطمسها تشرد ولا غربة، ولا شهداء ذُبحوا، إنه لا ينسى أن أمل الغريب المهاجر المبعد يظل دائمًا هو الحلم بالعودة، وتظل فلسطين بسوسناتها وأزهارها، وطيورها وأشجار ليمونها - ماثلةً في العين والقلب:





لكننا ما خفَضنا قط جبْهتنا

ولا نكَّسنا سيوفًا حرةً وقنا




ولا نسينا ورب البيت سوسنةً

ولا جناح هَزار رفَّ أو سَكنا




ولا شجيرة ليمون على كتفي

ما زلت أحملها جلدًا هنا وهنا




ولا نسينا بدرب القدس سنبلةً

ولا رغيفًا بماء القلب قد عُجنا




ولا تعبنا من التجديف في لججِ

كانت تهزُّ صوارينا لتُغرقنا[18]











إن الخاطر الذي يكاد يلح على أكثر قصائد الشاعر، هو غربة الفلسطيني عن أرضه ودياره، هذه الغربة القاسية، التي تَطفح بها قصائد الديوان، وفي قصيدة "أنا وأنت" يخاطب الغريب مثله، الضائع المشرد عن أهله ووطنه:





أنا وأنت وهذا الصمت والقلق

متى سيَبزغ فجرانا فنَنطلقُ




أنا وأنت، وما بالغت في كلمي

كأننا في جحيم العُمر نحترقُ
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.57 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]