الموضوع: رثاء طفلي يمان
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-10-2021, 03:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي رثاء طفلي يمان

رثاء طفلي يمان


مصطفى قاسم عباس


مَا عادَ بَيْنَ صِبْيَتِي يَمَانْ!
ما عُدتُّ أَرْنُو نَحْوَهُ، وَمَهْدُهُ يَضُمُّهُ، وَيَبْسِمُ الزَّمانْ!
ما عُدتُّ أرْنُو نَحْوَهُ في نَظْرَةٍ مَمْلُوءةٍ بالعَطفِ وَالحَنانْ!
.. وَصِبْيَتِي أَخَاهُمُ يَبْكُونْ
وَتَدْمَعُ العُيونْ
بِالأمْسِ كانُوا عُصْبَةً في البَيتِ يَلْعَبُونْ
.. حَاوَلْتُ حَبْسَ أَدْمُعِي في مُقْلَتِي
أَغْلَقْتُ دُونَ أَدمُعِي سَدًّا مِنَ الجُفونْ
لكِنْ.. لَها قدْ أُطلِقَ العِنَانْ
فَأَصْبَحتْ تَخُونْ!
وَهَا هُمَا عَيْنَايَ تَجْرِيانْ

.. وَعُمْرُهُ شَهْرَانْ
قَضَاهُما، وَما أَرَى في وَجْهِهِ ابْتِسامَهْ
بَرَاءةُ الأطفَالِ في عُيُونِهِ كَرِقَّةِ الحَمَامَهْ
وَدَّعتُهُ بِقُبْلَةٍ مِن خَدِّهِ قَبْلَ السَّفَرْ
وَبَعْدَ يَوْمٍ وَاحدٍ قدْ جَاءنِي الخَبَرْ
وَغابَ في الثَّرَى ومَا رأَيْتُ فِلْقَةَ القَمَرْ
.. فَهكَذَا أَرادَ رَبِّي خَالِقُ البَشَرْ
مَا كُنْتُ حِينَ دَفْنِهِ مُلَوِّحاً لَهُ:
مَن فَارَقَتْنَا - يا صَغِيرِي - في الصِّغَرْ
فَإنَّها في جَنَّةِ النَّعِيمْ
كأَنَّنِي أَرْنُو لَهَا
قَدْ جَمَّعَتْ أَتْرَابَها
وَيَنْطِقُ اللِّسَانْ:
يَا رُفْقَتِي، لَقَدْ أَتَى لِرَوْضِنَا يَمَانْ
.. يا زَوجَتِي، لا تَحْزَنِي
وَكَفْكِفِي الدُّمُوعْ
فَمَا إلى دُنْياهُ بَعْدَ المَوْتِ مِن رُجُوعْ
هيَّا ارْشُفِي بِنَشْوَةِ السُّلْوَانِ وَالإيمَانْ
كَأْساً مِنَ اليَقِينْ
وَلِلْقَضَاءِ سَلِّمِي
إيَّاكِ أنْ تَسْتَسْلِمِي لِغَمْرَةِ الأَحْزَانْ
هيَّا ارسُمِي على الشِّفَاهِ بَسْمَةَ الرِّضَا
فهكَذا إلَهُنا قَضَى
وَمَا قَضَاهُ كَانْ
ومَا قَضاهُ كانْ
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.35%)]