عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-11-2021, 08:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,175
الدولة : Egypt
افتراضي براءة (قصيدة تفعيلة)

براءة (قصيدة تفعيلة)
أ. طاهر العتباني



.. كُنَّا على بُسُطِ الحقولِ..
نعبِّئُ التوتَ المضمَّخَ بالترابِ
ونستحثُّ الأرجلَ التَّعبَى..
ونلتحفُ الخيوطَ المغربَّيةَ..
في ذهول الشمسِ عن مَعنى الضياءْ
والصفرةُ المكلومةُ الدكناءُ..
ترحلُ في خَواطرنا..
وتَسْكُبنا ارتجافاً وانتِشاءْ
.. لا حظَّ لي غَيْرُ التخُّيلِ..
حينما استهللتُ..
أُمِّي..،
رعشةُ الوجعِ المدمَّى..،
واكتشافاتُ الدخانِ..،
بموقدِ البيت القديمِ..
تحيلني نَهْباً لأسئلة مشتتةٍ وداءْ
وأبٌ يعيذ الطفلَ بالكلماتِ..
تخرج من فمٍ باكٍ تعطِّرهُ التلاوةُ..
وارتعاشاتُ البكاءْ
والشيخ في الحجراتِ
يسقى الوردة الذبلى..
ويجأر بالدعاءْ
وأسى القرابينِ التي تستمطر الرحَماتِ..
كي يحيا الفطيم الغضُّ..
ذيَّاك الذى فطمَتْه أقدار السماءْ
.. لاحظ لي غيرُ التخيُّلِ..
حينما يَحكونَ عن عودٍ..
على شفةِ الجداولِ..
ليس يرويه اندماج الروحِ..
تذبلُ مِنْهُ أرديةُ النضارةِ..
حين تعصفُ في جوانبه..
رياحٌ من شقاءْ
... كنا نحاول أن نسابقَ..
شمسَنا الصفراءَ..
نسْتبقُ الخطى نحو البيوتِ..
نزوُّج الضحكاتِ في أروحنا
بالغيمِ في أُفُقِ السماءْ
والدمعة الحَمْراءُ تسقطُ..
في هبوبِ الليلِ..
ما بين الغمامةِ والغمامةِ.. والخَواءْ
.. ويلفُّنا ظلُّ البيوتِ..
تغيبُ عنا الدمعةُ الحمراءُ..
نسقط في أَسَى الجُدرانِ..
يَشدهُنا نباحُ القادم المسعورِ..
ما بين انعطافات الشوارعِ..
وانحناءات الطريقِ..
من العراءِ الى العراءْ
.. يتفرق الاصحابُ..
ما بين انعطافات الشوارعِ..

تسقطُ الورقات تحت شُجيرة "الجمَّيْز"
تلهبُ روحَنا التعبى..
سياطُ الفرقة الرعناءِ..
والليلِ المخيفِ..
والانفراد على مَحطَّات الفَناءْ
كنا نوزع روحَنا التعبى..
على شبحِ المساءِ..
إذا يباغتُنا المساءْ
ونلمُّ أكياساً من التوت المضمَّخِ..
حينما امتزجَت بفرحَتِنا..
وأرَّخَتِ الهناءْ
.. ويروغُ "أَحْمدُ" في انعطافاتِ الشوارعِ..
ليْسَ يلقانا على شفةِ الجداولِ..
وَجْهُه الوضَّاءُ..
(خَّباهُ سُعارُ الموتِ
في صفَحاتِ ذيَّاكَ الكتابِ = الليلِ..
حتى لم نعُد نلقاهُ..
إذ عدنا مع الصيف الجديدِ..
نباغتُ الأشجارَ في الصبح الجريءِ..
نعيدُ قصتَهُ ليشربها الهواءْ)
... أستَقطِرُ الذكرى..
ألمُّ الرمحَ في جوفي
أروغُ إلى المرايا..
ثم أغرسُ وردةً في العشب..
حتى أقطفَ الأوجاعَ في روحي،
أقولُ لذلك النهرِ الذى
يمتدُّ في وجعي...
حنانيكَ ارتسِم لغةً على شفَتي
وهيئ مقعداً في الغيمِ.. لي
لا أستطيع العيش إلاَّ في السماءْ
قالت لنا أمي
(وقد ذكرتْ لأحمدَ كِلمةً
ممزوجةً بالماءِ..
تغسلُ في حنايانا الشقاءْ):
الآنَ أحمدُ في السماءْ
الآن تضحكهُ الملائكُ..

والطيورُ كما يشاءْ
وهيَ اصطفَتهُ إلى الغناءْ
.. وأظلُّ مشتاقاً "لأحمدَ"
تعرجُ الأحلامُ في قلبي
وفي طياتِ هذا الليلِ..
يُوقظُني مَراحٌ واشتهاءْ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]