عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 01-12-2021, 04:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مقدمة لديوان " دمشق في عيون الأثري "

أسيّدةٌ يستامُها العِلْجُ مركباً

من الذُّلّ؟ هذا الحادث المُتنكِّرُ!










ثم أشار الشاعر إلى (جنّات دِمَشْقَ) ينعم بها المستعمر المحتلّ، وأهلُها بين منفيٍّ ومُشَرّدٍ، فقال:





بنفسِيَ من جنّاتِ عَدْنٍ خمائلاً

على بَرَدَى من نَعْمةَ الحُسْن تُزْهِرُ




أيطرُقُها من مارد الإنْس عابثٌ

ويغمُرُها من مائر النَّقْع أكدرُ؟




وواغِلُها في كُلّ روضٍ مُنَعَّمٌ

وآهِلُها في كُلّ مَنْفىً مغوِّرْ؟!











وختم الشّاعر قصيدته بحثّ العرب في مختلف أقطارهم على الاتّحاد والتَّمَسُّك بمبادئ الإسلام، قائلاً:





لَعَمْرُ العُلَى لن يبلُغَ (العَرَبُ) العُلَى

وهُمْ فِرَقٌ شَتَّى وشَمْلٌ مُدَمَّرُ




ألا فاسلُكُوها (وَحْدَةً عربيّةً)

لها من (هُدَى الإسْلامِ) رُوحٌ ومَظْهَرُ











وليس من عجب في أن نرى الشّاعر، الّذي أحبّ (دِمَشْقَ) وأهلها، وافتتن بطبيعتها وجَمالها، وغَرَّدَ مع بلابلها، وغَنّى مع خريرِ مياهها، يسجّل لهذه المدينة صنيعَها، يوَم زحفت لتودّع (ياسين الهاشمي): ابن بغداد، وقد ضَنَّتْ حكومتها على ثراها أن يضُمَّ رُفاته، فحنت عليه (دمشق)، وكَرَّمَت (جهاده) في سبيل (العروبة)، و(الوحدة العربيّة)، وجعلت مثواه في أكرم بقعة منها إلى جانب بطل الإسلام، منقذ القُدْس (صلاح الدِّينِ الأيُّوبيّ)، قال الشّاعر[15]:





باتَ (العِراقُ) على شَجْوٍ يُكابِدُهُ

رَهْنَ السَّلاسلِ، يشكو ليلَ مِحيْارِ




وباتتِ (الشّامُ) في أوْجاعِ مكتئبٍ

يمشي بها الحُزنُ في سهلٍ وأوْعارِ




شجا (بني عبد شمسٍ) أنْ مضى قَمَرٌ

من (هاشم) لم يَخُنْهُ كَسْفُ أنوار




كأنَّ (مروانَ) خلفَ النّعْش من جَزَعٍ

أصيب في مُلكه الغالي بمُنْهارِ




مِنْ حولِه زُمَرُ الأملاكِ في حَشَدٍ

كأنّما هي في تشييع (عَمّارِ)




في موكبٍ يَحْسِرُ الأبصارَ مائِجُهُ

تخالُهُ طافياً في دمعهِ الجاري




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]