عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-12-2021, 05:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,121
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المواساة بالطعام





الخطبة الثانية

الحمدُ لله حمدًا حمدًا، والشكر له شكرًا شكرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، وفيه وخليله، صلِّ اللهم عليه، وعلى آله بإحسانٍ وصحبه؛ أما بعدُ:

فعن الحسن: "لَلْخَيْرُ أَسْرَعُإِلَىالْبَيْتِ الَّذِييُطْعَمُفِيهِالطَّعَامُمِنَالشَّفْرَةِإِلَى سَنَامِالْبَعِيرِ"[23].



يقول المثل الإسباني: أن تدعو إلى الإحسان شيء، وأن تجود بالقمح فهذا أمرٌ آخر.



يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا تستحِ من إعطاء القليل؛ فإن الحرمان أقلُّ منه"[24].



قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: "لَوْأَنَّالدُّنْيَا، كُلَّهَالِيفِيلُقْمَةٌثُمَّ جَاءَنِي أَخٌ لَأَحْبَبْتُأَنْأَضَعَهَافِيفِيهِ"[25].



قال أَبُو هُرَيْرَةَ: "وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا العُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا"[26].






خِلٌّ إذا جِئتَهُ يومًا لِتسألهُ

أعطاكَ ما ملكتْ كفَّاهُ واعتذرا


يُخفي صنائعَهُ والله يُظهرُها

إنَّ الجميلَ وإنْ أخفيتَه ظهرا






عن أبي حمزة الثمالي رضي الله عنه قال: "إنَّ عليَّ بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة، ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب"[27].




عن عمرو بن ثابت رضي الله عنه قال: "لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرًا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل"[28].




عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: "كان ناس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين، فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتَون بالليل"[29].




وقال شيبة بن نعامة: "لما مات علي (بن الحسين) رضي الله عنهما وجدوه يعول مائة أهل بيت"[30].




قال الذهبي: "قلت ولهذا كان يبخل فإنه كان ينفق سرًّا ويظن أهله أنه كان يجمع الدراهم"[31].




وقد قيل: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِالمَلِكِ قُبَيْلَ وِلاَيَتِهِ الخِلاَفَة؛ فأَرَادَ اسْتِلاَمَ الحَجَرِ فزُوحِمَ عَلَيْه، وَإِذَا دَنَا زَيْنُ الْعَابِدِينَ عَلِيُّ بْنُ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِنَ الحَجَرِ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنهُ إِجْلاَلًا لَهُ؛ فاستغرب هِشَام، فَقَال: مَنهَذَا؟ فَابْتَدَرَهُ الْفَرَزْدَقُ مُرْتَجِلًا:




هَذَا الذي‌ تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ

وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ


هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ

هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ


هَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ

صَلَّي‌ عَلَیهِ إلَهِي‌ مَا جَرَي‌ القَلَمُ


إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا

إلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُ


يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته

رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ


وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ

العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ


يُنْمَي‌ إلَى‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْ

عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ


يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَي‌ مِنْ مَهَابَتِهِ

فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ[32]






اللهُمَّ إِنّا نسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، ونسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، ونسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ.







[1] رواه مسلم في صحيحه، باب استحباب المواساة بفضول المال (3/ 1354).




[2] رواه ابن أبي شيبة في مسنده (2/ 262)، وأحمد في المسند (32/ 177).




[3] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، من حديث عبدالله بن سلام (12/ 310)، وأحمد في المسند (29/ 201)، والترمذي في سننه (4/ 652).




[4] رواه ابن حبان في صحيحه، باب ذكر إيجاب الجنة للمرء بطيب الكلام، وإطعام الطعام (2/ 257)، صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (3/ 24).




[5] رواه البخاري في صحيحه، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، باب إطعام الطعام من الإسلام (1/ 12)، ورواه مسلم، باب بيان تفاضل الإسلام، وأي أموره أفضل (1/ 65).




[6] رواه البخاري في صحيحه، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، باب كيف كان بدء الوحي (1/ 7).




[7] أخرجه أحمد في مسنده، من حديث عباد بن زاهر (1/ 532)، صححه الألباني، السلسلة الصحيحة (5/ 111).




[8] رواه البزار في مسنده (4/ 46)، وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن سعد بهذا الإسناد، وفي غير حديث عبيدة، عن عائشة، عن أبيها، فطلع عبدالله بن سلام، حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (13/ 120).




[9] رواه البخاري في صحيحه، من حديث أبي موسى الأشعري، باب قوله تعالى: ﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 57]، وَقَوْلِهِ: ﴿ أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ﴾ ... (7/ 67)، ورواه في باب وجوب عيادة المريض (7/ 115).




[10] رواه البخاري في صحيحه، من حديث سلمة بن الأكوع، باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها (7/ 103).




[11] رواه البخاري في الأدب المفرد، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، باب لا يشبع دون جاره (52)، ورواه أبو يعلى في مسنده (5/ 92)، صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 683).




[12] رواه أبو طاهر في المخلصيات، من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (3/ 105)، ورواه الشجري في الأمالي الخميسية (1/ 38)، صححه الألباني، السلسلة الصحيحة (2/ 389).




[13] رواه الطبراني في مكارم الأخلاق، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (344)، ورواه ابن شاهين في الترغيب (112)، والبيهقي في شعب الإيمان (10/ 130)، حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (4/ 68).




[14] رواه مسلم في صحيحه، من حديث جابر رضي الله عنه، باب فضيلة المواساة في الطعام القليل (3/ 1630).




[15] رواه البخاري في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب طعام الواحد يكفي الاثنين (7/ 71)، ورواه مسلم، باب فضيلة المواساة في الطعام القليل (3/ 1630).




[16] شرح مسلم (14/ 23).




[17] شرح صحيح البخاري لابن بطال (9/ 471).




[18] الكرم والجود للبرجلاني ص (53).




[19] رواه البخاري في صحيحه، باب الشركة في الطعام والنهد والعروض (3/ 138)، ورواه مسلم، باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم (4/ 1944).




[20] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب من جمع الصدقة، وأعمال البر (2/ 713)، وفي باب فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه (4/ 1857).




[21] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب فضل عيادة المريض (4/ 1990).




[22] قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ص: (44).




[23] قرى الضيف لابن أبي الدنيا ص: (40).




[24] شرح نهج البلاغة ص: (18).




[25] صفة الصفوة (2/ 382).





[26] أخرجه البخاري في صحيحه، باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه (5/ 19).




[27] جامع العلوم والحكم (2/ 140).




[28] تهذيب الكمال في أسماء الرجال (20/ 392).




[29] تهذيب الكمال في أسماء الرجال (20/ 392).




[30] تهذيب الكمال في أسماء الرجال (20/ 392).




[31] سير أعلام النبلاء (4/ 394).




[32] سير أعلام النبلاء (4/ 398).











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.53 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.15%)]