[ابوالوليد المسلم]

توظيف الكتاب الإلكتروني التفاعلي في تعليم وتعلم الحاسب
أ. يوسف يحيى الفيفي





عيوب الكتاب الإلكتروني التفاعلي:
بالرغم من المزايا العديدة التي يتمتع بها الكتاب الإلكتروني التفاعلي في التعليم إلا أنه يوجد بعض العيوب التي لا يمكن تجاهلها كالتعديل في بعض الكتب التي تسمح للمتعلم بالتعديل عليها مما يتسبب في تحويل الأفكار الرئيسية الكتاب ويفقدها خصوصيتها، بالإضافة إلى عرضته لانتهاك حقوق الملكية الفكرية. وتعتبر الأجهزة المصاحبة للكتاب الإلكتروني التفاعلي مكلفة نوعاً ما. كما يوجد العديد من المتعلمين لا يحبذون استخدام الكتب التفاعلية وقد لا يجيدون التعامل معها، حيث يعتبرون القراءة من الكتب الورقية أسهل من القراءة من الأجهزة الإلكترونية. بالإضافة إلى ندرة الكتب الإلكترونية التفاعلية في العالم العربي (عبدالعاطي وأبو خطوة، 2004).

كما أشار (صالح، 2008) إلى عيوب أخرى للكتاب الإلكتروني التفاعلي ومنها: الإجهاد البصري حيث أن تعرض العين لساعات طويلة من القراءة أمام شاشات الحاسب يسبب إجهاد العين. ويضيف الباحث إلى ما سبق فإن الكتاب التفاعلي يحتاج إلى جهد ووقت وكوادر بشرية متخصصة لإنتاج كتب تفاعلية مناسبة تلبي حاجات المتعلمين، وتواكب تطلعاتهم.

برمجيات تصميم الكتب التفاعلية:
يوجد العديد من برمجيات تصميم الكتب التفاعلية والتي تختلف فيما بينها ببعض المزايا والخصائص إلا أن المنتج أن النهائي يعتمد على المصمم نفسه، وطريقة توظيفه لتلك الخصائص بالشكل المناسب، ومن أشهر تلك البرمجيات: برنامج كتبي الناشرkotobee publisher، وبرنامج فلبنق بوك ببلشرFlipping Book Publisher وبرنامج فليب ميكر برو FlipBook Maker Pro، بالإضافة إلى برنامج أي بوك IBookالخاص لأجهزة آبل. كما يمكن تصميم الكتب التفاعلية من خلال مواقع شبكة الإنترنت مثل موقع www.activetextbook.com.

مدى إمكانية استخدام الكتاب التفاعلي في تعليم الحاسب الآلي:
بحكم تخصص الباحث في مجال الحاسب وتقنية المعلومات يرى إمكانية استخدام الكتاب الإلكتروني التفاعلي في تعليم الحاسب الآلي من خلال تجميع محتوى مقرر الحاسب وتقنية المعلومات، كما يمكن إضافة نصوص وصور وفيديوهات وروابط تشعبية، يتم عرضها بشكل يوضح البنية الرقمية للحاسب الآلي والتعامل الآلي مع البيانات، وآلية انتقال الإشارات الرقمية بين وحدات الحاسب المختلفة، بطريقة مجردة وتحاكي الواقع، وبأسلوب تفاعلي، كما يتوفر فيه أدوات للتقويم الذاتي، بالإضافة إلى إضافة بعض الألعاب التي تخدم بعض دروس الحاسب، وتساعد المتعلم على التفاعل وإتقان المهارات المطلوبة في بيئة تفاعلية. كما ذكر كورهن وآخرون (Korhonen et al,2013) أن وجود أنشطة التعلم في الكتب التفاعلية تكون مناسبة لمفاهيم علوم الحاسب مثل مخططات الانسياب والخوارزميات، والعمليات الحسابية كحذف وتعديل العلامات العشرية، والأوامر البرمجية.

ويمكن توظيف الكتاب التفاعلي في شرح التطبيقات العملية، من خلال ما يحتويه من وسائط فيديو ورسوم متحركة، تسهل على المتعلم تطبيق المهارات الحاسوبية المختلفة، من خلال مصدر واحد وهو الكتاب التفاعلي. كما يمكن الاستفادة من الكتاب التفاعلي للحاسب وتقنية المعلومات من خلال تحميله على أجهزة معمل الحاسب وإثراء المتعلمين، حيث يسهل على المعلم والمتعلمين تنفيذ التدريبات العملية لما يحتويه من خصائص تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين وتجعل المتعلم ينفذ التدريبات العملية وفق قدراته الفردية.

ماذا تقول الأبحاث العلمية عن الكتاب التفاعلي واستخدامه في تعليم الحاسب الآلي:
أشارت عدداً من الدراسات والأبحاث العلمية إلى أهمية استخدام الكتاب الإلكتروني التفاعلي في العملية التعليمية، فقد أشار كورهونين وآخرون (Korhonen et al,2013)في دراسة مسحية هدفت إلى التوصل إلى قواعد جديدة في تدريس علوم الحاسب باستخدام الكتب الإلكترونية التفاعلية مفتوحة المصدر حيث أجريت الدراسة على 65 من أعضاء هيئة التدريس من عدة تخصصات، وقد توصلت الدراسة إلى أنه لابد أن يتاح للمدرب المسئول عن التدريب في الدورات التدريبية التعديل داخل الكتب الإلكترونية التفاعلية حيث يتاح لهم التعديل على الأنشطة والتدريبات وإضافة أنشطة أخرى بالإضافة إلى إعادة ترتيب الوحدات، كما يجب عند تصميم الكتب التفاعلية مراعاة توافق العرض مع الأجهزة المختلفة سواءً أجهزة الحاسب أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف النقالة لكي يتم الوصول إليها في كل الظروف، كما أكدت الدراسة على أهمية تعاون المتعلمين، والمدربين، والمختصين في تطوير محتوى الكتب الإلكترونية التفاعلية، والباحثين التربويين، والمختصين في تطوير برامج البنية التحتية الخاصة بالكتب الإلكترونية التفاعلية.

وفي دراسة لمحمد (2015) حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلية استخدام الكتاب الإلكتروني في تنمية بعض مهارات العلم الأساسية لمادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية حيث تكونت العينة من 60 طالبة مقسمة إلى مجموعتين، درست احداهن بالكتاب الإلكتروني والأخرى بالكتاب الورقي، وتوصلت الباحثة إلى وجود فروق في متوسط تحصيل المجموعتين لصالح المجموعة التي استخدمت معها الكتاب الإلكتروني. وفي دراسة مماثلة لسليمان (2016) حول فاعلية الكتاب الإلكتروني لتعلم طلبة قسم علوم الحاسب بجامعة بيشة حيث هدفت الدراسة إلى الكشف عن فاعلية استخدام الكتاب الإلكتروني حيث تم تطبيق التجربة على عينة مكونة من 32 طالباً بقسم الحاسب الآلي وأظهرت النتائج استخدام غالبية المتعلمين للكتاب الإلكتروني (85% من العينة) وذلك لما يحتويه من وسائط متعددة وإمكانية الوصول إلى محتوى المقرر من خلال الأجهزة المحمولة.

و أشارت دراسة عبدالغفور (2014) في دراسة مسحية أجرتها على أعضاء هيئة التدريس بمعهد الإدارة بالرصافة، حيث هدفت الدراسة إلى التعريف بالكتاب الإلكتروني كأحد مصادر للمعلومات الرقمية وسلطت الضوء على مزايا استخدامه في التعليم، كما هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع استخدام الكتاب الإلكتروني من قبل أعضاء هيئة التدريس من عدة تخصصات في معهد الإدارة بالرصافة والكشف عن أسباب استخدامه بالإضافة إلى التعرف على المعوقات والصعوبات التي تعيق دون استخدامه، وقد بلغت عينة الدراسة 65 عضواً من المعهد وتوصلت الباحثة إلى أن أهم أسباب استخدم الكتاب الإلكتروني هو احتواءه على وسائط متعددة بالإضافة إلى ما يحتويه من عناصر التشويق والجذب والبعد عن الروتين أثناء التصفح، وأن من أهم دوافع استخدامه هو اختصاره للوقت والجهد في البحث عن المعلومات. وفي ضوء الدراسات السابقة يمكن أن نقول أن الكتاب الإلكتروني التفاعلي بيئة تعليمية تفاعلية واستراتيجية تدريسية ممتعة ومشوقة وهو ما لا يمكن أن نجدها عند استخدام الكتب التقليدية.

رأي الباحث في الكتاب التفاعلي:
يرى الباحث أن الكتاب التفاعلي وسيلة من أكثر الوسائل التعليمية فاعلية في توفير بيئة تعليمية تعمل على تحسين عرض المحتوى باستخدام وسائط متعددة تفاعلية، كما يعمل الكتاب التفاعلي على تبسيط المادة التعلمية من خلال تصوير المفاهيم العلمية المجردة، ومحاكاة الواقع، كتلك العمليات التي تحدث داخل جهاز الحاسب ولا يمكن للمتعلم إدراكها بالطرق التقليدية، ويتيح للمتعلم التعلم في أي وقت وفي أي مكان، كما يساهم في جعل المادة التعليمية أكثر تشويقاً وجذباً وذلك لتعامله مع أكثر من حاسة في نفس الوقت، كما يعمل الكتاب التفاعلي على إنشاء بيئة تفاعلية بين المعلم والمتعلم من جهة، وبين المتعلم والمادة التعليمية من جهة أخرى، من خلال التحكم في محتويات الكتاب من نصوص وصور ومقاطع فيديو وأدوات، بما يتناسب مع قدرات وإمكانيات المتعلمين. وما يوفره من أدوات للتقويم الذاتي وتزويد المتعلمين مباشرةً بالتغذية الراجعة.

ورغم ذلك يرى الباحث أن يكون الكتاب التفاعلي نشاط إثرائي مساعد للمتعلم ووسيلة تعليمية إلى جانب مصادره الأساسية، ولا يغني عن الكتاب الورقي، لا سيما وأن بعض المتعلمين قد يتعذر عليه الوصول للكتب التفاعلية واستخدامها بالشكل المطلوب، بالإضافة إلى المشاكل التقنية التي قد تحدث أثناء استخدام الكتاب التفاعلي والتعامل معه. بالإضافة إلى ما قد يسببه الكتاب التفاعلي من أضرار صحية على المتعلمين بسبب مطالعته لفترات طويلة. وتشير الدراسات (Berg et al, 2010 (Korhonen et al, 2013; إلى أن المصادر والمراجع الأساسية للمتعلم لا يمكن الاستغناء عنها بمجرد توفر الكتاب التفاعلي.

مبادرة التحوّل الرقمي:
يتغير العلم من حولنا باستمرار مما يتطلب من المؤسسات الحكومية وغير الحكوميةالسعي لمسايرة ذلك التغير والاستجابة له بصورة إيجابية، ورغم البدايات الخجولة للكتاب الإلكتروني بشكل عام والكتاب التفاعلي بشكل خاص في المملكة العربية السعودية، وما يُلاحظ من قلة في إنتاج الكتب الإلكترونية التفاعلية واستخدامها على حد سواء ناهيك عن المستوى المتواضع للكتب العربية التفاعلية مقارنة بالكتب الأجنبية، ورغم أن وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، قامت مؤخراً بمبادرة نحو التعلّم الرقمي، والتي كان أحد أهدافها الاستغناء عن الكتب الورقية وإحلالها بالكتب الإلكترونية التفاعلية. مع ما لاقته من تحفظات من قبل فئة ليست بالقليلة من التربويون وعدد من أفراد المجتمع، التي ترى بأنه خطوة جاءت في غير أوانها، وتحتاج إلى مزيداً من الدراسات المحلية وفي بيئات مختلفة، كما أن سياسية الإحلال قد لا تكن إيجابية، لاسيما وأنها تجربة تعتبر جديدة بالنسبة للمجتمع التعليمي المحلي، بل يمكن أن يكون داعماً للعملية التعليمية، بالإضافة إلى أن تطبيق استخدام الكتاب التفاعلي يحتاج إلى توفير بيئة رقمية ملائمة من أجهزة وتقنيات وخلافه، كما أن الاطلاع على التجارب والدراسات العالمية، ليست كفيلة بنجاح تطبيقه في جميع البيئات التعليمية، ورغم أهمية الكتب التفاعلية في العملية التعليمية، إلا أنها لاتزال تحتاج إلى مزيداً من الدراسات المحلية، والتعرف على حيثيات الموضوع من جهات عدة.

ويوصي الباحث بإجراء دراسات ذات علاقة بموضوع الكتب التفاعلية لاسيما في مجال تدريس الحاسب وتقنية المعلومات ومنها: فاعلية استخدام الكتاب التفاعلي في تنمية مهارات الحاسب والاتجاه نحو التعلم، وفاعلية الكتاب التفاعلي في اكساب مهارات البرمجة وتنمية الدافعية نحو تعلم البرمجة، وأثر استخدام الكتاب التفاعلي في إكساب مهارات استخدام الوسائط المتعددة لدى طلاب المرحلة المتوسطة، ودراسة الاحتياجات التدريبية لمعلمي الحاسب، في تصميم كتب الحاسب التفاعلية مفتوحة المصدر، وفاعلية استخدام الكتاب التفاعلي في تنمية مهارات الطباعة باللمس وبقاء أثر التعلم. وأثر استخدام الكتاب التفاعلي في إكساب مهارات تصميم الخوارزميات والاتجاه نحو الكتاب التفاعلي. بالإضافة إلى دراسة معوقات استخدام الكتاب التفاعلي في تعلم مهارات الحاسب من وجهة نظر معلمي الحاسب.

قائمة المراجع:
أولاً: المراجع العربية
أبو الدهب، محمود محمد، ويونس، سيد شعبان.(2013). فاعلية اختلاف بعض أنماط تصميم الكتاب الإلكتروني التفاعلي في تنمية مهارات تصميم وإنتاج المقررات الإلكترونية لدى معلمي الحاسب الآلي. دراسات عربية في التربية وعلم النفس، مجلة عربية إقليمية محكمة، ع41، 145-200.
استيته، دلال وسرحان، عمر. (2007). تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني. (ط1)، عمان: دار وائل.
إسماعيل، مروي حسين. (2015). فاعلية استخدام التعلم المعكوس في الجغرافيا لتنمية مهارات البحث الجغرافي لدى طلاب المرحلة الثانوية. مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية -مصر، ع75، 173 -218.
الشبول، مهند أنور وعليان، ربحي مصطفى. (2014). التعليم الإلكتروني.(ط1).عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع.
الناهي، هيثم. (2013). النشر الإلكتروني و مستقبل الكتاب الورقي. العربية والترجمة - لبنان، مج5، ع13، 9 – 45.
سعفان، سامي عبد الوهاب. (2015). اثر التفاعل بين الكمبيوتر والأيباد ونمطي عرض المحتوى ( الوسائط الفائقة/ الكتاب التفاعلي) في تنمية مهارات تصميم واجهة التفاعل. تم عرضها في المؤتمر الدولي الرابع، الرياض، تم استرجاع الملخص من http:/ / eli.elc.edu.sa/ 2015/ node/ 298?abstid=214&numb=3 استرجع في 1/ 4/ 2017م.
شحاتة، حسن. (2009). التعليم الإلكتروني وتحرير العقل. (ط1). دار العالم العربي: القاهرة.
صالح، إيمان صلاح الدين. (2013). أثر التفاعل بين التلميحات البصرية والأسلوب المعرفي في الكتاب الإلكتروني على التحصيل المعرفي والأداء المهارة وسهولة الاستخدام لدى تلاميذ المرحلة الثانية من التعليم الأساسي. تكنولوجيا التعليم -مصر، مج23، ع1، 3-45.
صالح، عماد عيسى. (2008). الكتاب الإلكتروني e Book: المفهوم والخصائص. مكتبات نت -مصر، مج 9، ع 4، 21 -33.
عبدالعاطي، حسن الباتع، وأبو خطوة، السيد عبدالمولى. (2012). التعلم الإلكتروني الرقمي النظرية -التصميم -الإنتاج. الإسكندرية: دار الجامعة الجديدة.
محمد، هويدا محمد الحسيني. (2014). تقويم الكتاب الإلكتروني في اللغة العربية للصف الثالث الإبتدائي في ضوء معايير الجودة. دراسات عربية في التربية وعلم النفس - السعودية، ع 45، ج 2، 11-72.
نبيل، جاد عزمي. (2011)، معايير تصميم وإنتاج الكتب الإلكترونية للمرحلة الجامعة، مجلة الجمعية العربية لتكنولوجيا التربية.

ثانياً: المراجع الأجنبية
Berg, S. A., Hoffmann, K., & Dawson, D. (2010). Not on the same page: Undergraduates’ information retrieval in electronic and print books. The Journal of Academic Librarianship, 36(6), 518–525.
BOZKURT, A., & BOZKAYA, M. (2015). Evaluation criteria for interactive E-books for open and distance learning. The International Review of Research in Open and Distributed Learning, 16(5) doi:10.19173/ irrodl.v16i5.2218.
Korhonen, A., Naps, T., Boisvert, C., Crescenzi, P., Karavirta, V., Mannila, L.,... Shaffer, C. (2013). Requirements and design strategies for open source interactive computer science eBooks. Paper presented at the 53-72.


ثالثاً: المواقع الإلكترونية:
موقع تعليم جديد، متاح عبر: http:/ / www.new-educ.com/ الكتاب-الإلكتروني-التفاعلي، استرجعت المعلومات بتاريخ 1/ 4/ 2017م.
موقع موضوع، متاح عبر: http:/ / mawdoo3.com/ مجالات_استخدام_الحاسوب، استرجعت المعلومات بتاريخ 2/ 4/ 2017م