[ابوالوليد المسلم]

من صدى اللوعة عبرة


أ. د. عباس توفيق

يا لَقلْبٍ هامَ في سِحْرِ الخيالِ

يتلوَّى في متاهاتِ السؤالِ

هاجَهُ الذِّكرَى إلى شَوقٍ فلمْ

يسْتفِقْ إلا على: ما لي وَيا لي

نغَمٌ من زمَنٍ ولَّى تهادَى

أيقظَ الجرحَ بتسهيدِ الليالي

يومَ كُنا والمُنى إشراقةٌ

لودادٍ في تلاقٍ وانْفصالِ

نشْربُ الدنيا ونزهو، وبها

نتثنَّى في سرابيلِ الجمالِ

نتَساقَى العهدَ أن نَبقَى على

ما ألِفنا من تسابيحِ الوصالِ

ولَكَمْ قلنا: إذا كُنَّا معاً

لم يُخِفْنا السَّيْرُ في مَوجِ الرِّمالِ

وبأنَّا لكلَينا بِضْعةٌ

كالجناحَينِ لطيرٍ في العوالي

غيرَ أنَّا قدْ مَحَوْنا زَعْمَنا

وضحِكْنا من تلاوينِ المقالِ

يا لَعَهدٍ لم يكنْ حتى ذوَى

وطَواهُ الغَورُ في بحْرِ الزوالِ

ما الذي يا بهْجةَ النفسِ جرَى

فتوارَى رَسْمُنا خلْفَ الظِّلالِ؟!